رأي ومقالات

ما يتم اليوم في الخدمة المدنية باسم إزالة التمكين لا يختلف ابدا عما تم في جنوب السودان بل هو أسوأ


استقلال دا جيبو بي بندقية ما بي قلم …
الجملة أعلاه كان يقولها أفراد الجيش الشعبي الذين أستلموا زمام الأمور في جنوب السودان بعد اتفاقية السلام الشامل ، يقولونها للموظفين المدنيين الذين وجدوهم في مؤسسات الدولة ، فنازعوهم في الصلاحيات بدون معرفة بأسس الخدمة المدنية ، فتم رفت الكثير من الكفاءات بحجة انهم (معرصين جلابة) أو اتباع للمؤتمر الوطني . و استعانوا ببعض الموظفين من شرق أفريقيا (يوغندا و كينيا) ، بالرغم من وجود كفاءات جنوبية مدربة و لها خبرات طويلة في الخدمة المدنية ، لكن تم تهميشها أو اقالتها بالأسباب التي ذكرتها …
تلك الخطوات غير الرشيدة كانت السبب المباشر للفشل الاقتصادي و البؤس الذي يعيشه جنوب السودان الآن ، و الذي جعل الدولار يرتفع من ثلاث جنيهات إلى ستمائة جنيه خلال أقل من عقد ، هو عمر الانفصال عن الشمال و الانفراد بالحكم …
ما يتم اليوم في الخدمة المدنية باسم إزالة التمكين لا يختلف ابدا عما تم في جنوب السودان بل هو أسوأ .
تتم إقالة مئات الموظفين المدربين بحجة إزالة التمكين و تبعيتهم للنظام البائد . إزالة التمكين تتم بسن القوانين و اللوائح المهنية و المتابعة الإدارية الرشيدة و ليس بازالة الكوادر المدربة .
النظام السابق عمل على تدريب أتباعه الحقيقين ، أو المتسلقين الذين يتظاهرون بأنهم من أتباعه ، عمل النظام على تدريب بعضهم تدريبا عاليا داخل و خارج السودان ، من مختلف مؤسسات الدولة ، وهم الان نواة تسلسل الخدمة المدنية التي لو قطعنا تسلسها فلن تقوم لنا قائمة في القريب المنظور .
أموال ضخمة صرفت على تدريب هؤلاء الموظفين من جيب المواطن المسكين ، و حكومة الثورة بجهل منها أو بعلم تعمل على اقالتهم و كنسهم إلى الشارع ، فقط بحجة انهم اتباع للنظام السابق ، و يتم الاستعاضة عنهم بكوادر هي أشبه في خبراتها بإتباع الحركة الشعبية الذين جئ بهم من غابات الحرب إلى مكاتب الدولة .
اذهبوا إلى وزارة المالية و إلى بنك السودان و اسألوا الموطفين لتروا حجم الدمار الي يحصل ، و الإحلال و الابدال الذي يتم بدون رؤية ، و التنازع في الصلاحيات التي طرأت بين وزارتي المالية و التجارة ….
حقيقة انه لأمر مؤسف أن يصفق البعض لهذا الدمار الممنهج الذي يحدث الآن و سيظل عارا على هذه المرحلة من عمر البلاد …
انا شخصيا شاهدت هذا الفلم من قبل في جنوب السودان ، نفس المناظر ، نفس السيناريو، إلا ان الموسيقى التصويرية تختلف، حيث كانت هناك تتم بصوت خافت ، و الآن بصوت عالي باسم ازالة التمكين و تصفيق من البعض ، و أشك أن الكثيرين يصفقون بدون دراية لمآلات الدمار الذي يحدثه تصفيقهم ، فالمقالون ستنتظرهم الشركات الخاصة و دول الخليج للاستفادة من تدريبهم و كفاءتهم و خبراتهم التي دفعنا ثمنها من جيوبنا.
بالتأكيد النظام السابق قام بنفس العملية بعد الانقلاب فشرد الآلاف تحت لافتة الصالح العام ، و هناك تعيينات تمت هنا وهناك على الولاء ، لكن ان ياتي نفس الفعل من حكومة ثورة !!، فهو غير مقبول ابدا ، مهما كانت الأسباب .
لعلاج هذا الأمر نحتاج إلى تكوين لجان ذات خبرة في الخدمة المدنية تراجع شهادات و خبرات الموظفين العاملين في كل مؤسسة ، و تتم الإقالة وفق توصيات هذه اللجان ، و حفظ حق الموظف المقال في الاستئناف و مراجعة القرار . غير ذلك سيكون لسان حالنا : حكومة دا جيبو بي ثورة ما بي قلم ولا بي خبرة …
و على الخدمة المدنية السلام .
سالم الأمين بشير …


‫5 تعليقات

  1. حكم العجائز جيل الضلام
    جيل الفساد و نبع المظالم
    خساره فيكم ظرف الرصاص
    الزول النهاب النجس القاتل
    و الكلب العميل و الخائن
    خساره فيكم حبال المشانق
    جزاءكم الحرق
    بروث الكلاب
    فعليكم
    محرم روث البهائم

    زغردت رياح النصر
    و
    امواج الطوفاااااااان

  2. كما تدين تدان ….
    نفس العملتوهوا في الناس بعد انقلابكم المشئوم…..
    …..وماربك بظلام للعبيد…………………

  3. اذا كنا مبرر للفصل والتشريد الآن وندينه من الكيزان لماذا الثورة إذن؟ كل ما حدث هو إستبدال الإسلاميين بالشيوعين والعلمانية ولا عزاء للمغفلين. والثورة التصحيحية قادمة لا محالة.
    فليلبحثوا عن مبرر وملجا بالقانون الذي يرفضون خضوعهم له.

  4. حتى لو صحيح البلد حاكمنها الآن الشيوعيين والعلمانيين زي مابيقولوا الكيزان واذيالهم .. فهم وصلوا للسلطة عن طريق ثورة شعبية ولفترة انتقالية فقط
    يعني ماعملوا انقلاب عسكري وفرضوا انفسهم حكام على الناس بقوة السلاح زي ماعملوا (الاسلاميين) .