رأي ومقالات

شمائل النور: التصعيد أم العمل السياسي؟

لم يتوقف الحراك الجماهيري منذ أول يوم في تاريخ ثورة ديسمبر المجيدة، ظلت المواكب والوقفات الاحتجاجية والإضرابات متصلة، وظلت المطالب مرفوعة على الدوام، ويجد الشارع نفسه مضطراً في كل مرة للخروج وتذكير الحكومة الانتقالية بمطالب الثورة.
لكن النتيجة كانت ولا تزال دون المستوى المطلوب، لم تستطيع الحكومة الانتقالية إحراز أي تقدم في كافة الملفات، والمُلِحة منها على وجه خاص وعلى رأسها الاقتصاد والعدالة التي تأخرت كثيراً.
وهذا أسبابه عدة، تتحملها كافة مكونات الحكومة الانتقالية ومرجعيتها السياسية “الحرية والتغيير” تتحمل الجزء الأكبر، صحيح أن التحالف الحاكم تشظى وتفتت وبعضه أعلن خروجه تماما، لكن هذا لا يعني إخلاء المسؤولية من فشل الحكومة الانتقالية بما في ذلك الحزب الشيوعي الذي يدعم الآن الخروج في مليونية ١٩ ديسمبر لإسقاط الحكومة.
مليونية ١٩ ديسمبر تأتي بعد عامين من الثورة، وعام وأربعة أشهر على تشكيل الحكومة الانتقالية، و لا تزال مطالب الثورة بعيدة عن التحقق، ولا تزال أسباب الخروج للشارع ماثلة مع اتساع دائرة الإحباط والسخط، ولم يعد هناك خلاف في فشل الحكومة الانتقالية بإقرار كافة مكوناتها.
لكن السؤال، هل من المفيد مواصلة التصعيد الثوري في الشارع أم أن هناك خيارات تقود لنفس النتيجة.
المؤكد والذي ينبغي أن نواجهه بشجاعة هو أن الشارع أعطى ما استبقى شيئا، وأن التصعيد الثوري لن يحقق هدفه بدون عمل سياسي حقيقي وملموس وهذه مسؤولية الأحزاب والكيانات السياسية التي كلما ضاق أفقها لجأت للاحتماء بالشارع.
هناك عمل سياسي مهم وأساسي لم يتم إنجازه ربما لأسباب عديدة ومتشابكة بفعل العجز الذي أصاب الأحزاب طيلة سنوات البشير وبسبب اختلاف توجهات الأحزاب نفسها التي لم تتفق إلا على إسقاط النظام.
الشارع منح “الحرية والتغيير” الحق في قيادة التفاوض مع المكون العسكري رغم مليونية ٣٠ يونيو، وذات الشارع منح رئيس الوزراء تفويضاً مطلقا قلما يحدث، لكن ما الذي حصده الشارع؟؟
بدلا عن تبني الدعوات المستمرة للتصعيد الثوري الأجدى أن تتحلى “الحرية والتغيير” بالشجاعة وتسحب ثقتها عن حكومتها لطالما أن هناك قناعة بفشلها، وخروج البعض من التحالف وإعلان المعارضة لن يعفي عن المسؤولية.
ما جدوى التصعيد المستمر إذا كانت النتيجة هي هي، وما الذي حققه التصعيد بعد سقوط البشير. ليس من المنطق أن تأتي بحكومة ثم تخرج لإسقاطها عبر التصعيد الثوري وبالإمكان تقليل التكلفة بسحب الثقة عنها وتسمية حكومة جديدة.

شمائل النور

‫2 تعليقات

  1. البنج فكا ..من شواطين الظلام..

    الان يتكلمون عن عدم التصعيد الثوري والحل في البل ما جاب حقوا انما دخل البلاد والعباد في توهان انبشاك الوطن الذي بقي بلا وجيع وانعدام الامن ..والحوار هو الحل اقرب الطرق وهو الحل..

    نقول لا حوار ولاتصالح ولاتفاهم . تسقط بس حكومة الهوانات