سياسية

العام الدراسي .. مخاطر التأجيل ومخاوف التسرب

10 أشهر وماتزال المدارس مغلقة، مرة بأمر السيول والفيضانات ، واخرى بسبب كورونا وثالثة لانعدام المواصلات والخبز ، وزير التربية والتعليم محمد الامين طالب بإلغاء قرار اغلاق المدارس ، مؤكدا في تصريح لـ(السوداني) جاهزيتهم لاستقبال الطلاب وتطبيق الاجراءات الاحترازية بالمدارس ، وتخوف من زيادة التسرب المدرسي .

حل سهل :
فتح المدارس واغلاقها اصبح بأمر اللجنة العليا للطوارئ الصحية ، وفي اجتماعها الاخير اجلت المدارس لمدة 3 اسابيع من المقرر ان تنتهي بداية يناير ، ويبدو أن وزير التربية والتعليم تخوف من تأجيل آخر ، ينعكس سلبا علي مستقبل الطلاب ، ووضع أمس الاول خطورة استمرار اغلاق المدارس على طاولة مجلس الوزراء لتتضح الصورة أكثر .
التوم خرج متفائلا من الاجتماع فالمؤشرات كانت تدل علي انه لن يتم اغلاق المدارس مرة اخرى ، خاصة وانه اكد لهم انه حريص على سلامة الطلاب ولا يمكن لعاقل ان يعرضهم الي الموت ، ولكن يظل هذا التفاؤل مسيطرا مالم يستجد امر يجعل (غول) الاغلاق واردا .
وزير التربية والتعليم محمد الامين التوم اكد في حديثه لـ(السوداني) على ضرورة فتح المدارس ، مشيرا الي انه تم اغلاقها حتي لا يصاب الطلاب بكورونا ، لكنهم موجودين اغلب الوقت بالشارع ، بالتالي هم معرضون لخطر الاصابة بكورونا ، موضحا الاذي الذي يمكن ان يتعرض له الطلاب واسرهم في حال تم تأجيل المدارس مرة اخرى ، وقال “كورونا” ليست سببا مقنعا ، معتبرا ان اغلاق المدارس هو حل سهل ، لكن له مخاطر كبيرة ، داعيا الي العمل المشترك لضمان سلامة الطلاب .
وقال ان العام الدرسي سيكون ناقصا وذلك لان المدارس ستضطر لمراجعة الدروس ، لان الطلاب سيكونوا نسوا جزءا كبيراً من المعلومات المهمة ، ولا يمكن اعطاؤهم دروسا جديدة الا بالرجوع الي الوراء قليلا ، واضاف : المدارس ليس مصنعا او شركة عندما يغيب الموظف سيأتي ليؤدي نفس المهمة .
وزير التربية اكد لـ(السوداني) انه سينظم جدولا للطلاب والالتزام بالاجراءات الاحترازية لهم ، مشيرا الى انه يمكن ان تكون الدراسة يوما بعد يوم ، او صباحا ومساءً ، او اسبوعا للتلاميذ في الحلقة الاولى ، واسبوعا في الحلقة الثانية ، مشيرا الى ان بعض الفصول في مدارس الريف بها اقل من 20 طالبا .
جرائم الطلاب
أكد وزير التربية والتعليم أن إغلاق المدارس سيؤدي إلى مشاكل كبير في السودان نسبة لترسب الدراسي وسط الطلاب ، مشيرا الى ان كثيراً من الطلاب لجأوا الى العمل بالسوق ومن الصعوبة ارجعناهم الي المدرسة ، وقال إن ذلك سيزيد نسبة الامية وسط الاطفال وستتجاوز نسبة الـ30 % .
وحول لجوء التلاميذ لبيع الوقود بـ(الباغات) قال الوزير ان طلمبات الوقود موجودة في المدن ، لكن 70% من الطلاب في الريف، داعيا الى عدم تعميم مثل هذا الامر علي الطلاب ، وقال يوجد 3 ملايين طفل خارج المدرسة فهل الطلاب الذين يبيعون الوقود من هذه الشريحة ام خارجها .
من جانبه اشار الخبير التربوي صابر احمد الي ان طول فترة الاجازة التي اقتربت من العام ادت إلى اضعاف ذاكرة الطلاب ، وقال ان الدراسة تعتمد على الربط المتقارب ، وقال ان كثيراً من الطلاب نسوا كثيرا من اساسيات الرياضيات واللغة العربية .
صابر قال ان الدراسة لكثير من الطلاب اصبحت نسيا منسيا ، والمؤسف ان بعضهم تورطوا في جرائم وبعض الاسر اصبحت متخوفه من استمرار الاجازة ، وقال بدأت الاصوات تتصاعد لضرورة فتح المدارس .
وأشار الى انه اصبح يتم استغلال الطلاب في العمل السياسي ، ويوكل اليهم مهمة تتريس الطرق وحرق الاطارات وغير ذلك ، لافتا الي ان بعض الطلاب بدأوا يحتجون علي اي قرار ليس في صالحهم ، ويتحدون المعلمين ويدخلون في مشادات كأنك زميل لهم ، وقال إن ذلك نتيجة لاستغلالهم في العمل السياسي .
وقال ان وزير التربية يشعر بقلق كبير من خطورة تأجيل فتح المدارس ، لذلك وضع خطه للعودة الآمنه للطلاب ، مشيرا الى ان بعض الاسر بدأت تحن الى النظام السابق وتقارن بين حال الطلاب الآن وفي الماضي .

السوداني