عبد الماجد عبد الحميد: الثورة المصنوعة .. حوار لم يكتمل مع صلاح قوش
عقب قرار إعفائه من منصب رئيس الوزراء .. كنا ضيوفاً علي الأخ معتز موسي بمنزله الحكومي بضاحية كافوري .. زرته برفقة الأخ الصحفي أسامة عبد الماجد .. مما لاحظناه يومها أن أسرة الأخ معتز لم تجد وقتاً لترتيب البيت الحكومي حتي تلقوا خبر إعفاء رب الأسرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي كغيرهم من عامة الناس ..
• وجدنا يومها إخوان الرئيس البشير المرحوم د. عبدالله البشير وعلي البشير ( الذي تم نقله إلي سجن كوبر قبل أيام ) ومحمد حسن البشير .. ليس غريبا ً أن يزور أشقاء البشير معتز موسي في منزله فبينهم من رباط صلات الرحم والدم ما يضع مثل هذه الزيارة في إطار الواجب والعادي من الزيارات .. لكنها في تلك الأيام كانت في إطار تطييب الخواطر لمعتز والذي كان قرار الإعفاء موجعاً بالنسبة له .. ليس لأنه كان حريصاً علي المنصب ولا كان ساعياً له .. لكنه خرج من موقعه بطريقة لم تكن مقبولة لكثيرين داخل المؤتمر الوطني ومؤسساته التي فوجئت بقرار سحب الثقة من معتز موسي وإستبداله بمحمد طاهر إيلا الذي خاض معركة ضروس ضد قيادات الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني بولاية الجزيرة وقبلها قيادات بارزة للحزب بالمركز حتي إنها قدمت توصية بإعفاء إيلا من منصب الوالي بالجزيرة فإذ بها تسمع بتعيينه رئيساً للوزراء !!
• جلسنا طويلاً مع الأخ معتز موسي وعايشت عن قرب كيف ألقي الرجل عن كاهله عبئاً ثقيلاً وحملاً لا يمكن أن يطيقه مسؤول حكومي في تلك الأيام .. مالم يقله معتز في تلك الجلسة وألتقطناه بحاسة الصحافة واستنتاج مابين تفاصيل الكلام أن مشاكل الوقود والنقود وتنامي أزمة الخبز كانت أزمات مصنوعة بإمتياز .. وتقف وراءها شخصيات سياسية وأمنية رفيعة داخل أجهزة ومؤسسات الدولة والحكومة .. والمؤتمر الوطني نفسه !!
• مما علمته من داخل الوطني وكواليس مجلس الوزراء أن نقاشاً وجدالاً يومياً ظل يدور بين معتز موسي وقيادات أمنية رفيعة حول الحلول المطلوبة للخروج من نفق ملف أزمة الدقيق .. إنتهت تلك المعركة الصامتة بفرض سيطرة جهاز الأمن بالكامل علي ملف الدقيق وتحويله من رئيس الوزراء إلي إدارة الأمن الاقتصادي بجهاز الأمن والمخابرات العامة ..ومع هذا أيضاًلم يتم حل ازمة الدقيق .. بل زادت تعقيداً !!
• بعد عامين .. يحتاج المشتغلون بالشأن السياسي في بلادنا عامة والمؤتمر الوطني خاصة الإجابة علي السؤال الشاخص : من كان وراء إختيار مدينة عطبرة لتكون نقطة إنطلاق شرارة النار التي أحرقت عهد الإنقاذ ؟ .. ولماذا كان البدء بحرق دور المؤتمر الوطني بعطبرة وتصدير صورة تلك الحادثة لتكون نموذجاً تم تعميمه علي الولايات الأخرى ؟.. وعلي ذكر أزمة الدقيق .. من يوقف وراء أزمة الدقيق الطاحنة بعطبرة ؟ .. أزمة كان ممكناً حلها بأبسط الطرق .. لكن اليد التي كانت وراء تعقيد وتصعيد الحريق اتخذت قراراً بسد كل منافذ الحلول !!
• خلال تصاعد الأحداث التي أطاحت عهد الإنقاذ .. كنت شاهداً وحاضراً لأكثر من لقاء صحفي وتنوير إعلامي للفريق صلاح قوش والذي كان حريصاً علي لقاء قادة الإعلام ولاحقاً فتح نافذة الحضور والمشاركة في لقاءاته الصحفية لوجوه وأسماء صحفية كان محرماً عليها دخول مباني جهاز الأمن والمخابرات .. لكنها كانت حاضرة للقائه الأشهر مع الصحافة والذي أعلن فيه وبطريقة مفاجئة للوسط السياسي أن الرئيس البشير سيكون علي مسافة واحدة من كل الأحزاب .. وأن علي المؤتمر الوطني أن يبحث له عن قيادة جديدة .. وأن جهاز الأمن سيكون في مقدمة أجهزة الدولة التي وصلت لقناعة بضرورة إدارة حوار مفتوح مع الشباب الذين ظلوا يخرجون يومياً ويترسون الشوارع ..
• حديث الفريق قوش كان مفاجئاً لي .. ليس للقناعة التي توصل إليها بضرورة الحوار مع الشباب المتظاهرين حفظاً للأمن القومي للبلاد .. وهوذاته الذي حدثنا قبل أسبوع واحد فقط أن الذين يحركون الأحداث ويضرمون النيران في الشوارع ويغلقون الطرق الرئيسية ماهم إلا مجموعات صغيرة محسوبة علي حركة عبدالواحد محمد نور !!.. وهم ذاتهم الذين قال عنهم الرجل إنهم ( شوية شباب) ستتمكن الأجهزة من السيطرة علي تحركاتهم .. وهم ذاتهم الذين تحولوا بعد أسبوع واحد فقط إلي جيل جديد من أبناء البلاد لابد من الإستماع إليهم والحوار معهم حفاظاً علي المصلحة العليا للبلاد وأمنها القومي الذي يمكن أن يتضرر إن لم يتم التوصل إلي حلول مرضية وجذرية للأسباب التي قادت وستقود إلي مزيد من الإحتجاجات !!
• في تلك الجلسة .. قلت للفريق صلاح إن ما يقوله لنا يختلف تماماً عن طريقته في التنوير قبل أيام .. فما الذي تحول وأستجد حتي يأتينا رجل الأمن القوي يومها بأحاديث من شاكلة أن يكون البشير علي مسافة واحدة من الأحزاب وأن يبحث الوطني عن رئيس جديد !!
• قلت له في تلك الجلسة إن هذه مقدمات لإنقلاب علي المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية السودانية وفاتورة هذا الإنقلاب ستكون باهظة الثمن ليس علي المؤتمر الوطني وحسب .. بل علي السودان كله وستكون الفاتورة غالية وشديدة الكلفة علي الأمن القومي لبلادنا ..
• يذكر قادة الأجهزة الإعلامية وكبار الصحفيين يومها كيف أشعل الفريق صلاح قوش سيجارته داخل القاعة ونفث دخانها بإتجاهنا دون أن يقصد ربما .. فعل ذلك قبل أن يجيب علي سؤالي ساخراً : ياعبدالماجد ما تخوف الناس ساكت .. مافي حاجة إسمها إنقلاب .. وبعدين هي ذاتا الحركة الإسلامية البتتكلم عنها دي ما مسجلة بطريقة رسمية !!
• أمسكت عن الحديث مع الرجل .. إنتهي المؤتمر الصحفي ولم تنتهي المخاطر التي ترتبت علي زوال عهد الإنقاذ والتي سقطت من الداخل قبل أن تسقط من الخارج ..
• اليوم .. وبعد مرور عامين علي عمرها تفرق الذين تم استجلابهم والإتفاق معهم علي أدق تفاصيل الثورة المصنوعة .. شخصيات سياسية .. إعلاميون .. رجال مال وأعمال متآمرون وكثيرٌ من الذين كانوا يتوقون إلي غدٍ أفضل بزوال الإنقاذ .. بعد عامين .. لم يبق من ثورة ديسمبر إلا شعاراتها وكثير من أحلام شباب ورجال ونساء كانوا صادقين في غضبتهم وثورتهم علي الإنقاذ .. ومع غضبهم .. وثورتهم لم يكونوا يدركون أنهم كانوا أعواد ثقاب أشعلها آخرون !!
• إنتهت شرارة الثورة المصنوعة إلي رماد .. ولاتزال في حقيبة الأسرار بقايا من وثائق وأحاديث مع الفريق صلاح قوش .. وآخرين !!
عبد الماجد عبد الحميد
مصادر
كتابة على الطريقة الاسحاقية
هضربت كيزان
ههههههههههه، مافي أي منطق وكله كلام ونسات حيشان وأبواب مغلقة ما بتفيدنا في حاجة أبداً. وأي واحد يمكن يقول الكلام ده وانت ما تعرف تصدق ولا تكذب.
وده ما أسلوب صحافة أصلاً، ده أسلوب مشاطات
كنا ضيوفآ على الأخ معتز بمنزله ..ضبان تبع الليان,, راحت عليكم تاني..!
كلام من داخل الحوش معروف ومؤكد المؤتمر الوطني سقط من الداخل بكثرة الخلاف و الانشقاقات ووقوف الكثير منهم متفرجين في احسن الاحوال وظهور صلاح قوش قبل السقوط ليتفاوض مع اربعة قحت وفتح مسارات القيادة العامة فمعترف به من جماعة قحت واخيرا اكمال المشهد بتسليم الحكومة لحمدوك في حضور الماسونية ومحمد ابراهيم مو ليس سرا بل أمر مخطط له بكل ترتيباته وأما استسلام الجميع فقد عبر عنه البشير بقوله نحن البلد دي رفعنا منها يدنا.
السؤال هل كان يجب على حكومة البشير تسليم البلد لهؤلاء والانسحاب للخلف بالتأكيد لا.
هل كانوا يتوقعون نجاح اليسار في إدارة الدولة بالتأكيد لا.
اذن لماذا تم التسليم … علي الجميع استنتاج اجابتهم لأنه بالفعل أمر جلل يوقف العقل عن التفكير
نائحة …………………………………………………………………………