• بهدؤ .. وبلا ضجيج أحكم العسكريون قبضتهم علي الحكومة المدنية في الفترة الإنتقالية .. إنها الحقيقة .. وإن كانت مرّة .. وقاسية علي قيادات وقواعد قوي الحرية والتغيير وأحزاب التشظي الأخرى وعلي رأسها المنكوش الحزب الشيوعي السوداني ولافتاته وواجهاته التي يحاكي مظهرها غير المرئ اليوم جماهير فريق كرة قدم دخل المباراة النهائية بثقة الفوز الكاسح .. لكنه خرج يجرجر أذيال الهزيمة المذلة التي تجسدها أعلامه المنكسة بأيدي الجماهير المغلوبة وهي تجرجر أذيال الخسارة الصاعقة !!
• الحكومة التي أعلنها الرشيد سعيد أحد الشيوعيين الذين من المنتظر إخراجهم من مناصبهم التنفيذية في الحكومة الجديدة ، هذه الحكومة التي أذاعها الرشيد سعيد الذي كان ولوقتٍ قريب يحكي إنتفاخاً صولة الأسد ، هذه الحكومة هي حكومة الهبوط الناعم بإمتياز .. حكومة منحت حزب المؤتمر السوداني وزارتين سياديتين بقيادة إبراهيم الشيخ ملك الصفقات السياسية والإقتصادية المريبة .. إنه ذاته الرجل الذي لاحقته جماهير الحركات المسلحة في الساحة الخضراء بصيحات الإستنكار .. والإستهجان .. خرج الرجل غاضباً برغم محاولة صديقه القوي الفريق حميدتي والذي قال إن الشيخ من التيار المساند لعملية السلام .. وهاهي الجائزة تصل لإبراهيم الشيخ في موقعه .. رضي بنصف الوزارة التي كان يشغلها مدني عباس لأن تاجر السيخ والأسمنت الشهير يعرف تماماً أن المطلوب من هذه الحكومة يتجاوز الكلام المعسول عن معالجة مشاكل الجماهير والإنتصار لقضايا ثوار ديسمبر المجيدة !!
• وما تقوله متعجباً بحق إبراهيم الشيخ تجده في آخرين .. قبلوا بمناصب وزارية لأن أحزابهم طلبت ذلك مع علمهم بأنهم لايفقهون كثيراً في ملفات وقضايا الوزارات ذات الصلة .. وهنا تسقط ( حكاية معايير الكفاءة والمهنية بالضربة القاضية ) .. المطلوب .. حكومة .. بأعجل ماتيسر .. وهذا ماحدث !!
• هذه حكومة لا توجد بداخلها قوة ممانعة .. حكومة لاتملك برنامجاً لتدافع عنه .. ولاقاعدة جماهيرية تغضب لغضبها وتفرح لفرحها .. نعم .. إنها الحقيقة الحامضة بلا جدال !!
• هذه حكومة لا تمانع .. حكومة لا تواجه .. حكومة تعلم مكوناتها أنه ليس أمامها من مخارج للطوارئ غير القبول بتسويات خارجية مقابل تنازلات داخلية مؤلمة علي المدي القريب .. والبعيد ..
• حكومة لا تستطيع أن تقول لا سراً لمحاور إقليمية معلومة ومعروفة كفّت أياديها عن حكومة العسكر والمدنيين منذ عامين تقريباً لأن الكوادر السياسية غير الناضجة في قوي اليسار وتوابعها هتفت ضد السعودية والأمارات .. والقاهرة .. ومنذ تلك الأيام الغاضبة أسرّها الخليجيون والمصريون في أنفسهم وعملوا بجد حتي أخرجوا الشيوعيين وأذيالهم من مواقع التأثير في الحكومة التي أعلنها الرشيد سعيد نيابة عن حمدوك مساء اليوم !!
• الحكومة الجديدة نتاج قسمة المحاور الإقليمية والدولية في غرفها المغلقة .. محاور كان همها الأول والأكثر إلحاحاً أن تضع من تراهم مناسبين داخل قائمة التشكيل الوزاري .. وهذا ماتمّ .. وعلي عجل .. هذه من الحكومات النادرة في تاريخ الكرة الأرضية .. حكومة يسبق تعيين وزرائها تصميم البرنامج والسياسات التي ستعمل علي هداها .. ووفق مطلوباتها الدقيقة !!
• لم تكن حكومة حمدوك السابقة مشغولة بقضايا ومعاش الناس .. كانت مهمومة بتخريب مناهج التربية والتعليم وتنفيذ أجندة القوي والجماعات الكنسية والصهيونية والماسونية التي أفلحت في الإبقاء علي أبرز عملائها داخل الوزارة الجديدة .. وزير العدل نصرالدين عبدالباري ووزير الأوقاف نصرالدين مفرح .. والمحزن حقاً أن الوزيرين لم يعملا لنصرة الدين في أي موقف .. حتي آخر لحظة !!
• هاهو حمدوك يخرج علينا مرة ثانية بحكومة جديدة بلا برنامج .. وهو أمر لم يكن يشغل بال الذين ضغطوا لتلتيق الحكومة التي تم إعلانها مساء اليوم .. حكومة وزراء بلا برنامج وهوعين مايريده الذين يتحكمون في خط سير الثورة المصنوعة من لحظتها الأولي ..
• خالص التحيات للأستاذ محمد وداعة البعثي المعتّق .. وأحد أهم الشهود في كتاب الثورة المصنوعة !!
عبد الماجد عبد الحميد

