سعر الكيلو (500 جينه) و(3) ليمونات بـ(50 جنيهاً) .. “قام اتعزز الليمون عشان بالغنا في ريدو”
“قام اتعزز الليمون عشان بالغنا في ريدو”
الليمون في الأغنية السودانية رمزية ودلالات خفية
(1)
يتصدر الليمون قائمة الأعلى سعراً في أسواق العاصمة الخرطوم، حيث وصل سعر الكيلو إلى خمسمائة جنيه بحسب الجولة التي قام بها فريق (الحوش الوسيع) في أسواق شرق النيل، وفي محطة 13 تحديداً التقينا بالشاب الطيب وسألناه عن سعر الليمون، فقال: سعر الكيلو 500 جنيه – فأعدتُ السؤال مرة أخرى عسى أن أحصل على إجابة مختلفة لكن صدمتني الإجابة فالرقم هو ذاته مع إصرار من الطيب.
(2)
وأرجع الطيب ارتفاع سعر الليمون لحالة الغلاء العام التي اجتاحت الأسواق، إضافة لإقبال الناس وتزايد الطلب عليه بغض النظر عن سعره، وأضاف: منذ أن ضرب فيروس كورونا العالم والأسعار في تصاعد، لكن الزيادات الأخيرة أرهقتنا نحن المشتغلين في بيع الليمون بالقطاعي، وأشار إلى سعر جوال الليمون يقارب الثلاثة عشر ألف جنيه وقد يزيد.
(3)
وارتبط الليمون في ذاكرة السودانيين بالكثير من الأغنيات الجميلة أبرزها رائعة الفنان الراحل محمد سلام التي صاغ كلماتها الشاعر أزهري عبد الرحمن أبو شام التي يقول مطلعها:
قام اتعزز الليمون
عشان بالغنا في ريدو
بدورْ أشكِيهو للقمرةْ…
وأشوفِكْ من أجاويدو
حَارِقْ جُوفنا دة الليمونْ…
نِجِضْ قُبال مواعيدو
وهارى حشاي أنا الليمونْ …
وهـَدهَدْ لي أغاريدو
ورُحنا نصيدو دا الليمونْ …
عشانْ ما نحنَ بنريدو
وراحْ صايدنا ده الليمونْ …
قُبال نحنَ ما نصيدو
(4)
الآن وقع المواطن في شباك الليمون الذي يصطاد باعته كل من (يحلم) بشرائه.. ومن الأغنيات التي ارتبطت بالليمون أغنية الفنان عبد القادر سالم ليمون بارا للشاعر الراحل يوسف حسب الدائم، وكان من الهدايين المعروفين أيضاً:
يا خواني شيلوا الجلالة * سبحان الله وتعالى
من عين الحاسد تتضارى *الحاسد روحه مكّارة
الحاسد عينه جبّارة * ليمون بارا أصفر كُبارا
وفي كثير من الأحايين يستخدم الشعراء المعنى القريب والمقصود المعنى البعيد لتوصيف المحبوب، وهنالك الأغنية التي ارتبطت بالفنانة عائشة الفلاتية:
الله لي الليمون سقياتو علي يا حاج أنا:
الله لي الليمون سقياتو علي يا حاجه أنا
الله لي جاهل صغير وحمامة
الله لي يوم لبسو الكمامة
الله لي ودوهو خشم القربة
يا الله عوده سلامه للعاصمة
(5)
الآن لم يعد لليمون مكان عند البسطاء، فقد أضحى باهظ الثمن لكن بمقدور الملايين من أبناء هذا الشعب أن يسمعوا ويستمتعوا بأغنياته لحين آشعار آخر وفي انتظار انخفاض أسعاره أو انفراج موجة الغلاء الأخيرة التي ضربت السودان.
ترى هل يمكن أن يتسبب ارتفاع سعر الليمون في ميلاد أغنية جديدة تستخدم الواقع الذي نعيشه وتنسج منه أغنية وترنيمة يتداولها الناس لسنوات على نحو ما حدث في سبعينات وثمانينات القرن الماضي؟.
مجاهد نصار
صحيفة الصيحة