مقالات متنوعة

عبد الله مسار يكتب.. هل الشمال ظلم باقي السودان؟!

كَثُر الحديث هذه الأيام في الميديا الإعلامية وعبر الوسائط عن التهميش، وارتفعت وتائر العنصرية والجهوية، وبدأت نبرة البغض تزداد وسط البلاد، وكثرة التُّهم، منها اتّهام شمال السودان بأنّه ظلم باقي السودان وفي ذلك تعميمٌ مُخلٌ بل به غرضٌ!!!!

صحيحٌ، إنّ السودان منذ الاستقلال حكمه حُكّامٌ من شمال السودان، ولكن هل هؤلاء الحكام جاء بهم أبناء الشمال عبر وسيلة الحكم الديمقراطية، أو اجتمع أهل الشمال وفوّضوا هؤلاء الحكام ليحكموا السودان نيابةً عنهم؟؟؟!!!

أعتقد أنّ هذا لم يحدث، كل الذين حكموا السودان جاءوا إلى الحكم إما بانقلاب أو باستلام السلطة عبر انقلابيين حزبيين، واشترك في ذلك كل أحزاب السودان القديمة، وهؤلاء العساكر الذين استلموا السلطة إما بتنفيذ برامج تلك الأحزاب وهي أحزاب أصلاً ليس من هدفها تطوير وطن، لأنها إما طائفية أو عقدية وتفشل في أول لفة ديمقراطية وتستدعي العسكر للحكم أو تختلف فيما بينها وتقصي بعضها، وعندها يقوم المقصي باستلام السلطة. أو عساكر مغامرون عندهم شهوة سلطة يقومون بانقلاب لاستلام السلطة وفي هذه الحالة يأتون بمن يثقون فيهم لأنّ في الأمر مغامرة قد تنجح أو تذهب بقادتها إلى المقصلة.

ولذلك الاتّهام بأنّ أبناء الشمال حكموا السودان على الإطلاق ليس صحيحاً، ويكون ذلك صحيحاً لو اجتمع أهل الشمال وكلّفوا شخصاً أو أشخاصاً لاستلام السُّلطة بانقلاب أو بأخرى، وقد يقول لي أحدهم محاججاً هم مُسيطرون على المؤسسات الأمنية والعسكرية كضباط، وهذا الكلام أيضاً فيه صحة، حيث أن كل ضباط الصف والجنود غير الشمال والسلاح ليس حكراً للضابط، والانقلاب لا يعرف ضابطاً أو عسكرياً، واستعمال السلاح ما محتاج لضابط، بل هنالك تجارب انقلابية قادها صف ضباط كتجربة ليبيريا كالرقيب أول صمويل دو.

ولهذا أعتقد أن الكلام عن أن أبناء الشمال ظلموا أبناء السودان ليس صَحيحاً، ولكن الصحيح أنّ حكّام السودان هم الذين ظلموا أهل السودان بما في ذلك الشمال نفسه!!!

وعليه أعتقد أن أهل السودان عموماً أحوج ما يكون للجلوس مع بعض لخلق تراضٍ وطني وفتح صفحة جديدة.

المُشكل في السودان أنه منذ الاستقلال لم يتّفق أهل السودان على مشروع وطني لحكم السودان، ولَم يتّفقوا على كيف يحكم السودان، ولذلك الحكم كله مزاجيٌّ وفرديٌّ وأسريٌّ وغير ذلك، ولذلك حان الوقت أن نبدأ ببناء سودان جديد يقوم على برنامج ومشروع وطني متفق عليه لحكم السودان ونترك القديم، والأمل في سودان ديمقراطي عادل متاح.

عليه، يا أهل السودان حان أوان أن نقفل صفحة الماضي ونفكر في المستقبل في وطن خالٍ من المرارات والأحقاد والضغائن والتهم.. سودان مُتسامح عريض ووسيع لكل أهله.

المطلوب النظر إلى كل الوطن ليس جزءاً من الوطن.. والتراضي الوطني والبرنامج الوطني لكيف يحكم السودان.

تحياتي،،،

صحيفة الصيحة

‫5 تعليقات

  1. عبود لم يكن من الولاية الشمالية الازهري لمن يكن من الولاية الشمالية النميري جزوره شماليه لكن لا علاقة له شخصيا بالولاية غير قصر جده الصادق المهدي لا علاقة له بالشمالية غير جزوره عمر البشير بديري .. وكل مناطق السودان سكانها جزورهم تتفاوت من منطقة لمنطقة يعني حكاية شمالي الخ…. اسلوب العجزة اليوم وصلتم للحكم وتركتم اهل المعسكرات عشان ما يطالبوكم بالوعود التي وعدتوهم خليكم في شماعة الشمال وانا ضد اي عنصرية واي كان لا بعرف تجمع شمال ولا غيره هذه اجسام للفسدة وزرع الكراهية تخدم اجندة ضد الدولة

  2. كيف ساد اهل الشمال؟
    هل لانهم ?super race
    لا والله رغم انى شايقى وقد يسرنى ان يعتقد الناس اننا كذلك
    اصل الحكاية توفر ظروف تاريخية منها
    مشروع الجزيرة كان سكان الجزيرة الاصليين عرب رعاة يتاففون من العمل اليدوي وقام الانجليز باستجلاب عمالة منها شماليون واخرون من غرب السودان وربما افريقيا
    الشمالى بطبعه ميال لتقليد من هو اكثر تحضرا منه كالمصريون والخواجات بينما ناي غرب افريقيا الهاربون منوالاستعمار الفرنسى كانوا تحت الطريقة التجانية التى تحرم التعامل مع الكافر وما تجربة بوكو حرام ببعيد
    سبب اخر السكة حديد ورئاستها بعطبرة لعبت دورا كبيرا فى انتشار الشماليون فى السودان ونيل حظ من التعليم للاستقرار والاستفادة من مجانية التعليم
    سبب ثالث الانخراط فى الجندية وبصفة خاصة الشايقية الذين حاربوا التركية ووجدت فيهم خامة التجنيد
    سبب رابع ان قبائل غرب السودان العربية ساندت المهدية وقد وجد طرفى الحكم الثنائي الانكليزي المصري ضالتهما فى قبائل الضد فرصة للتجنيد والتوظيف ومنهم الشايقية والشكرية حتى ابتدع الناس المثل القائل (المهدى يكره شينين..شايقية وشكرية)
    عملت فترة فى دار كبابيش ولاحظت ان الكبابيش السود اكثر حظا فى السلطة ولما سئلت عرفت ان العرب اختاروا ان يرسلوا ابناء السوداوات الى المدارس لتوجسهم
    خيفة من التعليم المدرسى ظنا منهم انه مفسدة
    السبب الخامس والاهم ان سودنة الوظائف تمت على يد الكتلة الاتحادية لفوزها فى انتخابات الحكم الذاتى ١٩٥٤ ولا يخفى على احد تاثير ذلك فى التوظيف وقد اشار الى هذه النتيجة الكتاب الاسود

  3. مع تحياتى للباشمندس فاقول له بان الشمال لم يحكم السودان منذ
    بدأ يتوحد فى كيانات واحدة وصولا للدولة الحالية فايام تجمع القبائل العربية على يد عبدالله جماع الحكم كان فى سنار ودولة
    الفونج مرورا بعبدالله التعاشى ثم من بعد عبدالله خليل والباقى معلوم كنت اتوقع ان تتكلم عن تجربتك الشخصية و بما شاهدت وسمعت وانت تتجول فى نهرالنيل كوالى نالا اجماعا ورضا لم يجده اقرانك الذين حكموا اهليهم فى دارفور ومعك الحاج ادم يوسف فى الشمالية والشيخ ابراهيم يحيا فى المتمة وفى شندى ابراهيم م. ابراهيم الذى طرد من نيالا هل وجدتم من اسمعكم ما
    لاتحبوه وهل نظمت المسيرات لانكم لستم من ابناء الاقليم كمافعلتم انتم على ايام نميرى رفضا للطيب المرضى واستنكارا للوصاية لياتى دريج وتظهر بعده الكيانات العنصرية كالتجمع العربى وانشقاق د.فاروق م.ادم من الجبهة للاتحادى والباقى معلوم اليس كذلك!!!!!؟؟؟؟؟؟

  4. يجب وقف الوسائط طيلة الفترة الانتقالية لنعبر ببلادنا fecebook whatsapp youtube instagram likee إلخ وتدوير حملات الخدمة الوطنية لسن 18- 40 للدفاع عن الوطن والانتاج والزراعة وترك الهواتف الراقية وشغل الفارغة وشحدة حق الرصيد بعد السجارة والحبة لإثارة الفتن الاجتماعية والنقرزة وتضييع وقت البلاد.. وللا البلد حتضيع، ويجب إستجلاب كل من يدعو للعنصرية في الوسائط بالانتربول وغيره ومحاكمته وحذف وسائطه بحكم قضائي، نحتاج الكثير من الحزم والعزم.

  5. لم تكن السلطة في السودان حكراً علي إقليم محدد في السودان ، ولكن قيادة الدولة كانت معظمها لأفراد من الشمال وذلك لعدة أسباب :
    1. التعيم : حيث نجد أن أغلب أبناء الشمال نالوا حظاً وافراً من التعليم بشقيه الديني والذي تمثل في الإلتحاق بالخلاوي وحفظ القران وعلوم الحديث وأصول الفقة وغيرها أو التعليم الحديث مثل الطب ، الهندسة ، الأداب ،…..الخ .
    2. الدعم الأسري والقبلي : فكثير من القادة الذين إستولوا علي الحكم في السودان قد حصلوا علي دعم أسرهم المعنوي والمادي 3. عدم وجود وإنتشار الصراعات القبلية بين قبائل الشمال : حيت نجد التنقل المستمر للتجار بين قري ومدن الشمال المختلفة أسهم بقدر كبير في وجود الألفة بين مواطنين تلك الأقاليم ، إضافة الي المصاهرة بين القبائل المختلفة فمن المألوف أن تجد الجعلي متزوج من فبيلة الجعلين والحلفاوي من الدناقلة أو البديرية الدهمشية والذين ينتشرون علي نطاق واسع من الولاية .
    4. الإستقرار : إن ممارسة حرفة الزراعة أدت الي إرتباط المواطنين بمناطقهم وبالتالي المشاركة الفعالة في التنمية والعمران وأن حيازة الأراضي الزراعية والإنتاج قد ساعدت كثيراً في إرتفاع الإحساس بأهمية التملك والسيطرة ورفع القدرات القيادية لأابناء تلك المناطق .
    لكن السؤال ماهي الدوافع وراء إثارة هذا الموضوع في هذا التوقيت ؟