قابلت زوجها الفرنسي صدفة في مهرجان الربيع .. الفنانة السودانية هند الطاهر: تنقصنا الثقة بالنفس لمواكبة العالم موسيقياً
الفنانة هند الطاهر وجه سوداني أصيل يمثل سفارة شعبية للفن السوداني في أصقاع أوربا.. وهي تعتبر من الأصوات السودانية التي تحاول أن تبحث للفن السوداني براحات وجغرافيا جديدة حتى ينطلق في فضاءات غير معتادة.. ولعل هند استفادت من تواجدها بفرنسا وحققت فتوحات غنائية تحسب لها، فهي حالة تتجول بين الدول الأوربية كسفيرة لفن الغناء في السودان.. في هذا الحوار تتحدث هند الطاهر عن الكثير من القضايا وبعض مسيرتها الفنية.
*هند الطاهر النشاة والميلاد؟
الميلاد كان في مدينة الكاملين، حيث منبع الأهل وذكريات لماتنا في الإجازات وفي مدينة ود مدني كانت الطفولة وبعض مراحل التعليم، وتلك بالطبع هي الذكريات التي لا تنسى أبداً
*جامعة الخرطوم وتخصص هند الطاهر في اللغة الفرنسية و لماذا هذا التخصص تحديداً؟
دراستي للغة الفرنسية كانت صدفة، غير أنها صدفة غيرت كثيراً في اتجاه حياتي لأن اختي الكبيرة هي التي حببتني في دراستها، لأني حضرت معها حصة في إحدى إجازاتي المدرسية، ومن لحظتها وأنا وقعت في عشق هذه اللغة. فقررت دراستها والتخصص فيها وقد كان.
*الموسيقار تيري (قصة زواج ثم أبناء) حدثينا عن هذا التلاقي؟
كانت صدفة أخرى جميلة، حيث تقابلنا فى مهرجان الربيع في مدينة بورج المشهورة، وكنت أسكن حينها في نفس المدينة، أتى تيري وفرقته الموسيقيه للمشاركة، وصادف وجودي كذلك في نفس المهرجان بعدها كانت القسمة والأبناء.
*دور زوجك في مشوارك الفني وكيفية دعمه لك؟
زوجي أصر على أن أتخصص في الغناء أو بشكل آخر أن أعطيه وقتاً أكبر، وهو دفعني لدراسة تقنيات الصوت، ثم كونا فرقة متجانسة نعيد من خلالها ترديد أغنيات قديمة بشكل معاصر. فكان وما زال هو الذي يدعمني في مسيرتى الفنية، واستطعنا أن نقدم أعمالاً غنائية بشكل مختلف أعجبت الكثيرين لحسن حظنا والحمد لله.
*من خلال الأغاني القديمة كانت لك تجربة في تحديث كثير من أغنيات الرواد حدثينا عن دور الراحل عبد العزيز أبوداؤد في مشوارك الفني؟
أبوداؤود واحد من عمالقة الفن السوداني، أحب أغنياته وأحب أغنيات كثير من رواد الغناء، ربما اختيارس لاغنيته (يا حليلهم دوام بطراهم) وتقديمها بالشكل البديع الذي قدمت به، وذلك كان سبباً كبيراً في أن تجد كل هذا القبول الكبير والذي لم نتوقعه، فكانت الأغنية هي الأغنية التي قدمتني وقربتني من الجمهور.
*أنت واحده من الفنانات اللائي حملن على عاتقهن نشر الأغنية السودانية وثقافتها خارجياً ما الذي ينقص الفن السوداني حتى يخرج للعالمية؟
ما ينقصنا هو الثقة بأنفسنا، ثم حاجتنا الماسة لمواكبة الموسيقى في العالم، لدينا ألحان عظيمة وتركيبات موسيقية فنانة جداً، ولدينا إيقاعات مختلفة ومتطورة، عندنا مزج جميل جداً في الألوان الموسيقية شرقاً وغرباً وجنوباً وهذا يميزنا عن بقية شعوب العالم، وربما ينقصنا القليل من التجديد في التوزيع والهارموني وما شابه حتى يلفت ذوق العالم ثم أخيرًا الكثير من الإعلام، لكن موسيقانا مكانها أكبر مما هي عليه الآن وتستحق المزيد من الانتشار.
*حدثينا عن مشاركاتك في المهرجانات العالمية ومشاركاتك الجاليات السودانية في أروبا؟
نقدم أعمالنا الغنائية بفرقتنا الفرنسية/ السودانية بشكلها الجديد، من خلال مهرجانات ثقافية مختلفة، في نواحي أوربا، كالنرويج، والسويد، والدنمارك وفرنسا بالتأكيد وغيرها من الدول، ونقدمها أيضاً من خلال الفعاليات الثقافية التي تنظمها البلديات، والجمعيات الثقافية في باريس بشكل خاص وخارج باريس. أما المشاركات في احتفالات الجاليات السودانية فنشارك فيها أيضاً بشكل كبير بفرقة سودانية وزوجي أيضاً.
*الأعمال الخاصة وجديد أغنياتك؟
لدي عدد قليل من الأعمال الخاصة، كاغنية أمي من كلمات وألحان جهاد عوض، وأغنية شايل قلبى ليه من كلمات وألحان الشيخ محمد عثمان، في إلبوم جاهز لكن للأسف ما قدرت أنشرهه حالياً، الغلبوم فيه أغنيات تراثية وأخرى خاصة. وترقبوا قريباً إن شاء الله واحدة من أجمل أغنيات الزمن الجميل نقدمها بثوب جديد.
*حدثينا عن تجربتك والمشاركة في الفلم المصري قهوة بورصة مصر؟
هى تجربة مميزة بالنسبة لي، وسمحت لي بلقاء نجوم السينما المصرية، والتعرف عليهم عن قرب.. كالفنان الكوميدي علاء مرسي الذي رشحني للظهور في الفيلم كوجه جديد، بعد أن أعجب بتجربتي الفنية ككل، وبالتأكيد كظهور جديد كان لي دور صغير، لكنه جمعني بكبار الممثلين وكانت لحظات جميلة أمام الكاميرا وخلف الكواليس أيضاً، موعوده بأدوار أخرى في أفلام أخرى، ولولا كورونا لكنا انتهينا من تصوير الفيلم الثاني.
*علاقتك بالوسط الفني السوداني ومتابعتك للحركة الفنية في السودان؟
أنا على تواصل مستمر بالوسط الفني رغم الغربة، وبالحركة الفنية في السودان، التكنولوجيا قربت المسافات، وكتر خير مواقع التواصل الاجتماعي.
*ماذا أخذت الغربة من هند الطاهر وماذا أعطت؟
الغربة أخذت مني أحضان أمي، ولمتنا في الحوش الكبير، لكنها أعطتني الكثير وما زالت تعطي، تعلمت فيها الحياة ككل.
*قدمتِ من قبل أغنية لفنان فرنسي نالت إعجاب الكثيرين هل هناك فكرة لعمل ديوتو فرنسي ـ سوداني لواحدة من أغنيات الرواد؟
في الواقع هناك أفكار كتيرة تحت الدراسة وأخرى جاهزة تنتظر التنفيذ، لكن أعدكم بمفاجآت جديدة إذا الوضع الصحي سمح بذلك. وفكرة ديوتو فرنسي ـ سودانى واحدة من الأفكار.
*الأغاني الوطنية في مشروع الفنانة هند الطاهر الغنائي حاضراً ومستقبلا؟
أعطيت الأولوية لتجديد القديم وانشغلت عن تقديم الخاص الجديد، لذلك اتجاهي الآن سيكون الاثنان معاً، المزيد من الأغاني الخاصة دون إهمال تجديد القديم، والجديد منه الوطني وأغنية للأطفال أو هكذا أتمنى.
حوار: عوض عمر الشائب
صحيفة الصيحة