رياضية

ملابس الرياضيات في أولمبياد طوكيو بين الاحتشام والإثارة


تلفت ملابس الرياضيات في الدورات الأولمبية وأناقتهن، أنظار الجميع واهتمامهم، خاصة إذا كانوا من المشاهير في مختلف الألعاب، إلا أن الجدل يبقى دائمًا مستمرًا وشائكًا، حول ما ترتديه المرأة بين المؤيدين والمعارضين بين مفهومي الحرية والاحتشام، ومجاراة أحدث خطوط الأزياء، والحفاظ على الآداب العامة، ما يصنع اختلافًا في الآراء.

هذا وقد شهدت منافسات أولمبياد طوكيو 2020، الكثير من الجدل بشأن ملابس المتسابقات، والتي أثارت جدلًا واسع النطاق حول من يحدد الزي الذي ترتديه الرياضيات، أثناء ممارسة رياضتهن، ولماذا لا يمكن لهن تحديد ما يرتدينه أثناء المباراة.

البطل الجزائري توفيق مخلوفي يعلن غيابه عن أولمبياد طوكيو
كان الفريق الألماني للجمباز، قد أبدى تصميمًا كبيرًا على ارتداء ملابس تغطي أجسامهن بالكامل، خلال منافسات طوكيو 2020، الجارية ، واختاروا ارتداء ملابس موحدة تغطي الجسم بالكامل وتمتد إلى كواحلهن، بدلًا من الملابس القصيرة التي بدون أكمام (مايوه) للحد من إضفاء الطابع الجنسي على جمباز السيدات.

وقد فعل الفريق الألماني ذلك من قبل، في بطولة أوروبا في أبريل/ نيسان الماضي، مما يشير إلى رغبتهم في تعديل اللوائح الرياضية التي تحكم الزي الرسمي للسيدات، في مختلف الألعاب.

علاوة على ذلك، كانت هناك العديد من الحوادث على مدار المسابقات الرياضية المختلفة، وحدث صِدام بين المسؤولين الذين لديهم لوائح تتعلق بالزي النسائي، واللاعبين المتنافسين.

فريق النرويج للكرة الشاطئية

وقالت ”المجلة“ السعودية في نسختها الإنجليزية، إنه ربما تكون الحادثة الأكثر شهرة، هي ما فعله فريق كرة اليد الشاطئية النرويجي، الذي تم تغريمه 1500 يورو، من قِبل الاتحاد الأوروبي لكرة اليد، لارتدائه ”ملابس غير لائقة“ لأن سراويلهن كانت طويلة، ورفضنَ ارتداء البكيني.

وارتدت لاعبات الفريق النرويجي سراويل قصيرة، بدلًا من البكيني خلال مباراة، لتحديد الفائز بالميدالية البرونزية، ضد إسبانيا، في مدينة فارنا البلغارية.

وفي محاولة أخرى لمعاقبة اللاعبات على أزيائهن الرسمية، شهدت بطولة كأس (كتارا) للكرة الطائرة الشاطئية 2021، في مارس/ آذار الماضي في قطر أيضًا، رفض المنتخب الألماني ارتداء السراويل الطويلة، والتهديد بالانسحاب من المنافسة.

ومع ذلك، تم تجاوز القضية، بعد أن رفضت قطر طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم الشاطئية، بفرض زي موحد معين خلال البطولة، في حين أوضح الاتحاد الموقف بالقول، إن المبادرة جاءت منهم ”احترامًا لثقافة وتقاليد كرة القدم الشاطئية في البلد المضيف“.

من ناحية أخرى، أبلغ أحد المسؤؤلين، البريطانية أوليفيا برين، بطلة أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة مرتين، بأن سروالها قصير للغاية وكاشف، وذلك في البطولة الإنجليزية في بيدفورد في يوليو/ تموز الماضي.

وعلقت برين على الحادث في حسابها على تويتر، مشيرة إلى ازدواجية المعايير فيما يتعلق بقواعد الملابس الرياضي، وتساءلت عما إذا كان الرياضيون الذكور سيخضعون للمستوى نفسه.
وبعد تلك الحادثة، طالبت برين بالحرية لكل بطلة في الألعاب المختلفة، لاختيار ملابسها المفضلة، دون تدخل من أي شخص، معربة عن إحباطها في تغريدة على تويتر، قالت فيها: ”لقد كنت أرتدي ملابس العدو بالشكل نفسه لسنوات عديدة. أدرك أنه يجب أن تكون هناك لوائح وإرشادات فيما يتعلق بأدوات المنافسة، ولكن لا ينبغي جعل النساء يشعرن بالخجل، بشأن ما يرتدينه عند المنافسة، يجب أن يشعرن بالراحة“.

وتقول برين، بعد الحديث عنها على مواقع التواصل الاجتماعي: ”اكتشفت أن العديد من الرياضيات مررن بالأمر نفسه“ معبرة عن اعتقادها بأن الرياضيين الذكور لا يواجهون التدقيق نفسه، أو النقد.

وأضافت: ”أنا شخصيًا لم أشعر -قط- بأي حرج من قبل، لكن ما حدث جعلني أشعر بالغضب الشديد، ويبدو أن الشيء نفسه، حدث لكثير من الفتيات والرياضيات الشابات، بحسب ما رأيته من الردود التي تلقيتها على صفحاتي على إنستغرام وتويتر، يجب أن يتغير هذا“.

ملابس السبّاحات

وقبل أيام قليلة من انطلاق أولمبياد طوكيو 2020، أصدر الاتحاد الدولي للسباحة قرارًا صدم الأوساط الرياضية، حيث قرر حظر ارتداء غطاء الرأس، وهي عبارة عن قبعة خاصة، مصممة لحماية شعر السباحين والسباحات، حيث إنه مصنوع -خصيصًا- لحماية ضفائر الشعر المجعد الكثيف، وهو ما يتناسب مع الأفارقة من الرجال والسيدات.

وأبلغ الاتحاد الدولي الشركة المنتجة لأغطية الرأس، أن السبب، هو أن منتجها لا يتناسب مع ”الشكل الطبيعي للرأس“.

وعلى الرغم من عدم السماح لأليس ديرينغ، أول سباحة سوداء تمثل الفريق البريطاني في أولمبياد طوكيو، بارتداء قبعة السباحة المصممة -خصيصًا- للشعر الأسود الطبيعي، إلا أنها لم تعلّق على قرار الاتحاد الدولي، لكنها قد ذكرت سابقًا في عام 2019، أنها أدركت أن الفتيات السوداوات قد توقفن عن السباحة، بسبب شعرهن
وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلنت عن مدى سعادتها، لأنها أصبحت سفيرة لشركة ”قباعات الرأس“ التي أدركت أن هناك بالفعل، حلولًا لِما تواجهها الرياضيات السود في جميع أنحاء العالم.

ومع كل الجدل المثار حول الأمر، بدأ متابعون في طرح الأسئلة، هل تهدف الاتحادات الرياضية إلى صنع الإثارة، من أجل تحقيق نسبة مشاهدة عالية، وجني المزيد من الأرباح، من خلال المطالبة بزيّ موحد لإظهار أجساد اللاعبات، خاصة في بعض الألعاب، مثل كرة الطائرة الشاطئية والجمباز وغيرها؟ هل يهتم أي شخص يتابع رياضة المرأة في المقام الأول، بما ترتديه اللاعبة، أم مدى أدائها الجيد في اللعبة؟

كان جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ”فيفا“ الأسبق، قد أثار جدلًا واسعًا قبل سنوات، حينما طالب لاعبات كرة القدم النسائية، بارتداء ملابس أكثر إثارة، من أجل لفت الانتباه للعبة، وزيادة شعبيتها.

إرم نيوز