رأي ومقالات

القرن الأفريقي

يشترك معظم سكان القرن الأفريقي في الاعتقاد أن ثمة مؤامرة دولية ضد منطقتهم، لمنع نهضة وشيكة تحول كل واحدة من أشباه الدول في المنطقة إلى عملاق إقتصادي.

▪️ قال ابي احمد ان إثيوبيا ستتحول إلى قوة عالمية عظمى عام ٢٠٥٠، وقابلت خريجي جامعات ومثقفين من تغراي في معسكرات حمداييت وأم راكوبة يعتقدون أن تغراي المستقلة ستكون “سنغافورا أفريقيا” ناهيك عن السودانيين المهددين بالجوع ويصرون على كونهم سلة غذاء العالم ويعول يمينهم ويسارهم على فاكهة المانغو لتحولهم لعملاق اقتصادي.

▪️ يعتقد سكان الأجزاء الصحراوية من القرن أن ثمة معادن غامضة بكميات غامضة في منطقتهم (شرق السودان، تغراي، عفر، الصومال) وأن مجرد امتلاك ميناء على البحر الأحمر المزدحم بموانئ قليلة الفائدة من مومبسا الكينية وحتى مصوع الأريترية هو اختراق جيواستراتيجي حاسم.

▪️بإستثناء ميناء جيبوتي الذي يخدم إثيوبيا كل موانئ المنطقة بلا أهمية حقيقية. ويتعرض ميناء جيبوتي الان لمنافسة تزداد شراستها مع أزمة شمال إثيوبيا، من ميناء بربرة في جمهورية ارض الصومال غير المعترف بها، والذي تديره وتشرف على تنفيذ البنية التحتية الخاصة به موانئ دبي العالمية.

▪️ لو كانت دول القرن غنية فعلا بالمعادن فمجموع مافيها يقل بكثير عما في الكونغو! التي لم تزدها ثرواتها الطبيعية إلا ضعفا وتشظيا. الطاقة الكهربائية التي يمكن أن تنتجها سدود عملاقة عند مصب نهر الكونغو في المتوسط تزيد عن حوجة أفريقيا لعدة أجيال قادمة.

▪️ يرجع مثقفو القرن معظم المشاكل – التي يصنعونها هم- إلى مؤامرات غربية. حتى إثيوبيا حليف الغرب القوي أصبح العلم الأمريكي يحرق في مظاهرات مؤيدة لحكومتها، وفي عاصمتها وتهتف الجموع بسقوط أمريكا في محيط سفارتها العملاقة في أديس أبابا، تماما كما كان الوضع أيام منغستو ونظامه الشيوعي.

▪️ بإستثناء تجارة السلاح – وهي غالبا روسية وصينية وتركية أو تابعة لعصابات دولية- فإن استقرار القرن هو هم عالمي وغاية تحقق المصالح الدولية في المنطقة، خاصة مصالح دول الخليج التي أصبحت لا ترى في القرن سوى هم أمني ثقيل، وصراحة قالت السعودية ان القرن هو حزامها الأمني.

Ahmed El-Sharief