الجامعة العربية المفتوحة بالسودان .. سبع سنوات من إدمان الفشل ..!!
الجامعة العربية المفتوحة بالسودان ..سبع سنوات من إدمان الفشل ..!!
الحلقة الثالثة …
ملخص ما سبق :
في الحلقة الماضية حاولنا الاجابة على عدد من التساؤلات المتعلقة بعمل و مسيرة الجامعة العربية المفتوحة بالسودان خلال السنوات الماضية من بينها عجز ادارة الجامعة عن تهيئة مبني خاص بالجامعة رغم كونها تعمل ضمن منظومة صندوق دعم التعاون الخليجي (AGFUND) ، وكذلك أثرنا تساؤلات أخرى تبدو منطقية و مشروعة جدا تتعلق بالطاقة الاستيعابية الضئيلة للجامعة حاليا مقارنة بمؤسسات تعليمية أخرى محلية كما قمنا ايضا باستعراض مسألة عدم التزام الجامعة بالمعايير العامة للجودة وأوضحنا أهم نقاط الخلل الاداري المتمثلة في الدوران العالي للعمالة و النقص المريع في الكادر الاكاديمي بالإضافة الى حقيقة أخرى ما تزال ماثلة وهي أن منصب مدير الجامعة كأعلى سلطة إدارية واكاديمية ما يزال شاغرا حتى هذه اللحظة . . في هذه الحلقة تتناول بعض الجوانب الأخرى ذات الصلة بالفشل الاداري لهذه المؤسسة. .
مدير الجامعة أم مشرف !!
في نوفمبر من العام 2020 دفع مدير فرع الجامعة بالسودان آنذاك باستقالته للرئاسة بالكويت عقب الزيارة التي قام بها السيد رئيس الجامعة لفرع السودان و التي لم تفض الى أي شيء ملموس على صعيد تطوير العمل بالجامعة حيث ان الامور ما تزال تراوح مكانها حتى الآن بعد مضي اكثر من سنتين على تلك الزيارة ، و ما تجدر الاشارة اليه هنا هو أن المدير المستقيل قد كان هو المدير الرابع ضمن سلسلة المدراء الذين تعاقبوا علي ادارة الجامعة بالسودان منذ إنشاءهِا في العام 2013 .
وهكذا لم تكد تهدأ أنفاس الرئاسة بالكويت الا قليلا، بل و ربما حتى قبل ان يستريح معالي رئيس الجامعة من وعثاء رحلته الى السودان حتى كان مدير فرع السودان آنذاك قد أودع في بريد الرئاسة الالكتروني خطابا بالاستقالة عن ادارة الجامعة ضمنه عددا من الاسباب التي كان من بينها أن الرئاسة تتعسف تجاه فرع السودان كثيرا ، هذا بالإضافة الى تجاهلها المستمر لطلبات الفرع وعدم منح ادارة الجامعة بالسودان الصلاحيات و السلطات الكافية بالصورة التي تؤهلها كي تمارس عملها بشكلٍ أكثر فاعلية .
في ذات السياق يحق لنا أن نتساءل هل كان لطلب الكويت من الادارة السابقة بضرورة التحول نحو التعليم الالكتروني المفتوح بشكل كامل و الغاء نظام اللقاءات الصفية وهو الشيء الذي يتنافى مع مسودة تأسيس الفرع و قوانين التعليم العالي نفسها، علاقة بأمر تنحي الرجل عن منصبهِ كمدير الفرع خصوصا اذا علمنا أن الكويت ما فتئت تستحث المسؤولين بالفرع بعد ذلك على تنفيذ مخططها الذي يترتب عليه الغاء حزمة أساسية في نظام التعليم المدمج و هو النمط الذي تسوق بناءا عليه الجامعة لبرامجها التعليمية . ولا يبدو قرار تحويل مواد التخصص الرئيسة مؤخرا و هي مواد الجامعة البريطانية المفتوحة OU modules الى فرع مصر الا تمهيدا عمليا نحو هذا الامر الذي من شأنهِ أن يفرغ هذه المؤسسة من دورها كجامعة ذات صبغة عالمية، يرجي أن تحدث إضافة نوعية لمسيرة التعليم العالي بالبلاد .
ان النقطة التي تبدو أكثر عمقا و جوهرية هنا تتعلق بالمركزية الصارمة لاتخاذ القرارات بالجامعة العربية المفتوحة ، حيث أن رئاسة الجامعة بالكويت ظلت تقيد عمل ادارتها بالسودان وتقلص من صلاحيات المدير بالصورة التي تجعل الجسم الاداري بالفرع مشلولا و عاجزا عن الحركة و ليس من شأنه التصرف بكفاءة عالية تجاه أية قضية مهما تضاءل حجمها الا بعد الرجوع الى السادة المسؤولين بالمقر الرئيس و تلك بالطبع احدى مواطن الخلل الرئيسية التي اقعدت الفرع عن القيام بدوره المنشود .
و في اعقاب تلك الاستقالة المعروفة لمدير الجامعة المكلف استقدمت الكويت كما اشرنا في حلقة سابقة احد اعضاء طاقمها الاداري من السودانيين للعمل كمدير للفرع رغم الفارق الشاسع بينه وبين المدير السابق المستقيل من حيث التأهيل العلمي و الخبرات الادارية، فالرجل لم يكن الا مسؤولا عن ادارة مصادر التعلم (المكتبات) بالمقر الرئيس و هو منصب اداري و ليس اكاديمي و ليس ثمة ما يوحي في سيرته الذاتية أو ما يشير الى مواءمة درجته الاكاديمية الحالية الى المطلوبات المنصوص عليها في قوانين التعليم العالي الخاصة بتعيين و عمل مدراء الجامعات فهو ليس على درجة البروفيسور و لا الاستاذ المشارك حد علمنا ، فلماذا اذن قامت الرئاسة بالكويت بتكليفه بإدارة الفرع بل و كيف أجاز مجلس أمناء الجامعة بالسودان تكليف هذا الرجل الذي لم يبدع خلال فترة ادارته للفرع كما ذكرنا من قبل الا في مسألة واحدة و هي الزج بالجامعة في مشكلات قانونية و ادارية لدى الجهات المختصة تتعلق بقضايا الفصل التعسفي ضد منسوبي الفرع السابقين ، و دعونا نذهب الى طرح تساؤل أخر و هو كيف اعتمدت وزارة التعليم العالي تعيين هكذا مدير أم أن الأمور تتم تسويتها بطريقةٍ أخري يعتريها الغموض .
ثمة علامات استفهام أخري كثيرة لا ترضي أن تبرح الخاطر نرجو من القارئ الكريم أن يشاركنا البحث عن إجابة لها و من بينها مثلا لماذا تصر ادارة الجامعة بالمقر الرئيس على استقدام منسوبها الذي فشل خلال خمسة عشر شهرا في احداث أي تغيير جذري في الفرع للعمل مرة اخرى على صفة المشرف على اعمال فرع الجامعة و ماهي طبيعة عمل المشرف وحدود اختصاصاته . أهي اختصاصات اكاديمية علمية أم ادارية بالدرجة الأولي وهل وظيفة المشرف تماثل وظيفة المدير من حيث المهام و درجة الاختصاص ؟ و دعونا قبل هذا و ذاك نطرح سؤال أكثر جوهرية و هو هل وظيفة المشرف مدرجة أصلا ضمن هيكلة مؤسسات التعليم العالي ؟.
لماذا تمت اقالة السيد مشرف الفرع في المرة السابقة اذا كان الرجل على درجة عالية من الكفاءة المهنية وهل أدرك القوم في المقر الرئيس خطل قرارهم السابق فقاموا بإعادته مرة اخرى للإشراف على الفرع . هل ثمة تناغم كبير بينه و بين الادارة العليا في الكويت بدرجة أكبر من المدراء السابقين الذين رفضوا الاستمرار في العمل في ظل سلب الرئاسة لصلاحياتهم وحرمانهم من العمل بروح الاستقلالية والمؤسسية الأمر الذي جعل الكويت أكثر حرصا هذه المرة على اعادته للعمل و لماذا تصمت وزارة التعليم العالي و تتجاهل حقيقة أن ثمة جامعة عالمية في السودان بلا مدير لما يقارب الشهرين وأن خريجي هذه الجامعة ليس بوسعهم الان في ظل هكذا ظروف أن يقوموا بتوثيق شهاداتهم في التعليم العالي نظرا لعدم مقدرتهم على الحصول علي توقيع مدير الفرع ؟
ختاما عزيزي القارئ :
لم نزل حتي الان في انتظار رد ادارة الجامعة المحلية بالسودان أو رئاستها في الكويت على كل هذه التساؤلات المشروعة .
و نواصل …….
أشرف عبد العزيز …..
صحيفة الجريدة
الجامعة العربية المفتوحة السودان لم تفشل و لن تفشل بسبب المدراء الذين تعاقبوا عليها ولكنها جديدة في المفهوم و المحتوي للشعب السوداني البسيط و كان لابد من الاجتهاد في تمكين محتواها واقناع الطلاب وإثبات قيمتها الثمينة في اذهان الطلاب علي مستوي كل الأعمار
بدات الجامعة العربية المفتوحة السودان شامخة كالهرم وصامدة و في وجهة كل العواصف والمنافسات والتحديات لابد للجامعة من استخدام خريجيها للدفاع عنها اهل مكة ادرى بشعابها هم من سينهضون بها .