حمدوك: المبادرة أغفلت الانتخابات ولابد من الحديث بجدية عنها
أعلن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك تكوين الآلية وطنية برئاسة اللواء معاش فضل الله برمة ناصر، والبروفيسور مصطفى خوجلي نائباً وطه عثمان اسحاق مقرراً، وعضوية آخرين، للمساعدة في خلق توافق عريض لحماية الانتقال وتنفيذ المبادرة التي طرحها مؤخراً، “مبادرة الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال_الطريق إلى الأمام”.
وقال حمدوك في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس برئاسة مجلس الوزراء إن الآلية مطلوب منها أن تعطي خارطة طريق ومقترحات ممكنة التنفيذ خلال شهرين من تكوينها، وأضاف أقائلاً: “بعد تشاور عريض وصلنا إلى تشكيل آلية أتمنى أن تعكس حقاً هذا التنوع وتعبر عن ثراء الساحة السياسية السودانية، اجتماعيا وسياسيا وجهويا ونوعيا، وتعكس هذا التنوع الجميل في مجتمعنا، وقصدنا بتكوين الآلية أن تساعد على خلق توافق عريض لحماية هذا الانتقال”.
وقال حمدوك إن المبادرة في محاورها السبعة لم تشر إلى قضايا التحول الديموقراطي، وأن هذه واحدة من القضايا التي تم نقاشها مع المجموعات التي التقاها، وأضاف بأنه يجب عليهم أن يبدأوا التفكير بشكل جاد في موضوع الانتقال والتحول الديموقراطي، وكذلك البداية بطريقة أكثر جدية في موضوع الانتخابات، لأن الانتخابات تحتاج إلى فترة، ولابد أن يبدأ التفكير فيها منذ الآن والإعداد لها وتشكيل المفوضية، والاتفاق على قانون الانتخاب نفسه، وأن الإجراءات التي تخص الانتخابات لن تتم بين يوم وليلة.
وكشف حمدوك عن خلاصة النقاشات التي أجراها مع مكونات المجتمع المختلفة التي طرح عليها المبادرة، وقدم ملخصاً عن أبرز ما جاء في النقاشات، وذكر بأن الناس اتفقوا على أن المبادرة مهمة وتلخص القضايا التي تواجه الانتقال وأنها فرصة لجمع الصف الوطني، وأن البعض منهم اتفق على أهمية القضايا المطروحة، والبعض منهم يرى أنها لا تحتاج مبادرة، بل يمكن أن يتخذ فيها رئيس الوزراء قرارات في القضايا التي طرحتها، وبرر رئيس الوزراء ذلك بأن القرارات لا يجلس ويتخذها لوحده، بل تمر بتشاورات متعددة لتنال رضى واسع، مستشهدا بقضية الاقتصاد.
وذكر حمدوك أن حديثاً دار حول استعادة الثقة بين مكونات الثورة وغياب المشروع الثقافي، خاصة في حواره مع المبدعين والمعنيين بأمر الثقافة، وكذلك أشاروا إلى ضرورة حرية الاعلام وأهميتها في الانتقال الديموقراطي، والعمل لمحاربة الجهوية والقبلية ومحاربة خطاب الكراهية، والدعوة للتفكيك الثقافي للنظام البائد، وضرورة العودة للمسار الثوري ومكافحة الفساد، وأهمية توسيع كتلة الانتقال والتركيز على العدالة الانتقالية والترتيبات الأمنية واستكمال السلام.
وأكد حمدوك أن المبادرة تمثل خارطة طريق إلى الأمام بسبب عدم النجاح في خلق المشروع الوطني المتوافق عليه، ووصف الفرصة المتاحة بأنها تاريخية حال استطاعتهم توظيفها بشكل جيد، وأنها ستمكن السودان من الخروج من الأزمة التاريخية التي يواجهها، وبرر حمدوك وجود بعض قيادات الادارة الاهلية من رموز النظام البائد في المبادرة لخصوصية الادارة الاهلية، وذكر بأنهم عملوا مع جميع الأنظمة، منذ الانجليز والحكومات الوطنية المختلفة.
الخرطوم: حافظ كبير
صحيفة الجريدة