رشان اوشي تتحدث عن تسريبات صوتية و تكتب :الفضائح السياسية وأثرها على “الانتقالية”
أثارت ثورة ديسمبر شغف السودانيون للسياسة، غالبيتهم اصبحوا مهتمون جداً بتداول المعلومات والأخبار، ووزاد فضولهم لمعرفة شؤون الدولة وما يحدث في أروقتها. ولكن هناك من دس السم في الدسم، حيث عملت بعض الجهات على صناعة آلة إعلامية للتضليل وتوجيه الرأي العام وفقاً لمصالح أفراد أو مجموعات، وحتى أجهزة مخابرات حليفة لتلك الجهات، عملية البناء هذه أُنفقت فيها أموال طائلة، ونُفّذت عبر سماسرة سياسة وعلاقات عامة .
يبدو أن حقبة إدارة الصراع السياسي بأدوات قذرة توشك على الانتهاء، وخاصة بعد أن أصبحت أسرار الدولة وقياداتها مبذولة على الأسافير، يتداولها العامة في مجالس المدينة.
تسجيل صوتي لناشطة مقربة من نائب رئيس المجلس السيادي ومن نائبه، شقيقه، تهاتف أحدهم لتخبره أنها بصدد لقاء سري بنائب رئيس المجلس السيادي، وتسأله عن مهمتها وتفاصيلها .. تخيلوا معي!
إختراق أمني لأعلى مستوى قيادة في الدولة .أين الأجهزة الأمنية من حماية كبار المسؤولين..وحماية الأمن القومي وأسرار الدولة؟.
حرب التسجيلات الصوتية والاسكرينات و”شر الغسيل” يشير بوضوح إلى انهيار إمبراطورية السوشيال ميديا وشخصياتها المركزية التي نفذت مهمة الآلة الإعلامية المصنوعة وكتائب الاغتيال الإعلامي التي برعت مؤخرا في اغتيال شخصيات الخصوم الفعليين والمتوهمين.
كانت الإدارات الرئاسية على امتداد التاريخ الامريكي تمر بأوقات عصيبة ولكن أشدها تلك التي ارتبطت بفضائح سياسية، وهو ما اشار إليه بحزن كبير السكرتير الصحافي للرئيس الامريكي الاسبق “بوش” ، “سكوت ماكليلان” في كتابه (ماذا حدث داخل اروقة البيت الابيض في عهد بوش وثقافة الخداع في واشنطون)، الذي وثق فيه لحقبته في البيت الابيض ،قال سكوت: “عندما عينت سكرتيراً صحافياً لـبوش ظننت أن بإمكاني أن أشهد السياسة بعد زمن من تلطخ المثل تستطيع ان تكون أفضل، واكثر سموا”،. وأضاف: “لكني وجدت نفسي محاطاً بفضيحة تزداد اتساعاً يوما بعد يوم، لقد أدت هذه الفضيحة إلى زيادة صخب العداء لنا من قبل بعض وسائل الاعلام، وانقضاض نقادنا الحزبيين علينا”.
كان يعني “سكوت ماكليلان” فضيحة المعلومات السرية التي تسربت عن “فاليري بليم” العميلة السرية التي تعمل لصالح وكالة المخابرات الأمريكية، عندما سرب موظفون في إدارة البيت الأبيض هويتها إلى بعض الصحافيين لتصفية صراع مع زوجها سفير الولايات المتحدة في العراق آنذاك، سبقتها فضيحة “كلينتون” و”مونيكا” مجمل ما دون “سكوت” في كتابه أن تلك الفضائح هزت صورة النظام الأمريكي في عيون شعبه، وخلقت حنقا كبيرا.
هزت الفضائح النظام الامريكي المتماسك اقتصاديا، سياسيا، ودبلوماسيا، فكيف يكون مصير الحكومة الانتقالية في السودان باستصحاب هشاشتها وضعفها، اقتصاديا، أمنيا، سياسيا،..الخ؟. نتساءل.
صحيفة السوداني