ثقافة وفنون

يمكن أن يكون صاحب حضور فاعل ومساهمة جادة .. طه سليمان .. فنان مقتدر ولكن!!


(1)
طه سليمان فنان يمكن أن يكون صاحب تجربة مؤثرة لو أعاد صياغة تفكيره حول ما يقدمه .. فهو فقط يحتاج لمفردات تتطاول فوق مستوى ما يغنيه حالياً .. طه لو تجاوز مربع بعض الشعراء وبعض الألحان المستسهلة من المؤكد بأنه أقرب للسكن في ذاكرتنا الفنية.

(2)
قدم طه سليمان نموذجاً للفنان الذي نريده والذي بمقدوره أن يحمل الراية حتى يؤكد أن الأجيال الجديدة فيها مواهبة واعدة .. وطه سليمان فنان مقتدر ما في ذلك شك .. ويمكن أن يكون صاحب حضور فاعل ومساهمة جادة ولكنه اختار الطريق الآخر .. وهو طريق الزوال السريع عن أذهان الناس.

(3)
فهو اذا استمر بهذه الشاكلة القاصرة سيروح سريعاً كفقاعات الصابون تنزوي وتتلاشى مع أول موجة نسيم.. وهنا يمكن أن نقول بأنه اعتاد على التقليعات المختلفة .. فهو ينافس نفسه من حيث إثارة الجدل والبلبلة في الوسط الفني .. وطه في تقديري فنان في منتهى الذكاء وهو جيد التخطيط للإثارة الإعلامية.

(4)
لذلك تجد أغنياته منزوعة القيمة أحياناً مع كل هذا الرواج.. ومع أنها أغنيات تخلو من المضامين السامية ولكنها حاضرة تمشي بين الناس وهذا فقط ما يهم طه ولا شئ غير ذلك!! ففي برنامج أغاني وأغاني قبل سنوات معدودة, أبرز طه سليمان مقدراته الصوتية والتطريبية بشكل مدهش وقدم نفسه كفنان يرجى منه وأكد على أحقيته بالتواجد في هذا البرنامج الجماهيري.

(5)
اقول ذلك عن طه لأنه ظلم ويظلم نفسه ظلماً كبيراً بترديده للأغنيات الهايفة التي عرف بها على شاكلة قنبلة وسنتر الخرطوم وما شابهها من هيافات .. ولكن بتقديري هناك متسع من الزمن لطه سليمان لأن يقدم صوته عبر أغنيات جادة وذات قيمة، انها فرصة من ذهب وقد لا تتكرر، أتمنى أن يغتنمها طه ليعلن عن قدراته التي تنبئ بميلاد فنان كبير صاحب تجربة وبصمة.

صحيفة الصيحة