رأي ومقالات

هاجر سليمان: ماذا يريد الشارع؟!

تعجبت كثيراً من ذلك الضجيج الذى يملأ الآفاق والشعارات التى اطلقها بعض الثوار عقب اعلان التوقيع على الاتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك، ذلك الاتفاق الذى من المفترض ان يكون كفيلاً بتهدئة الشارع وحقن الدماء والسيطرة على مجريات الاحداث وعودة الحياة الى طبيعتها، باعتبار ان تلك التظاهرات قامت لاسباب جميعنا نعلمها تماماً، وهى قرارات البرهان الاخيرة التى حل بموجبها مجلس الوزراء واطاح بالمؤسس حمدوك .

فكان ان خرج الشعب مطالباً بعودة المؤسس، فكان وبعد مداولات ووساطات وتدخلات دولية واقليمية ومحلية ان وافق حمدوك على العودة وتسلم مهامه عقب توقيعه على الاتفاق السياسي بينه وبين البرهان، ونفذت له بعض شروطه باطلاق سراح المعتقلين السياسيين مع الابقاء على البعض الذين ستقيد فى مواجهتهم بلاغات ويقدمون لمحاكمات، فمال الشعب وما له ببقية الوزراء والاحزاب والتغبيش والضبابية التى يمارسها البعض على الشعب الذى بات يستجيب بلا ادنى فكر او وعى بما يدور .

ليس من حق الشعب الآن التظاهر والخروج طالما ان المؤسس باقٍ وان المدنية باقية، فلا تهمنا الاسماء التى ستعتلى سدة الحكم طالما ان المدنية باقية، كما يجب الا يكترث الشعب لامر الاحزاب، وينبغى على الاحزاب الا تزج بالشباب كطرف اثناء عملية تصفية حساباتها مع العسكر او السلطة القائمة او فى اى وقت .

يجب على الشباب والثوار الا يستهلكوا انفسهم ويصبحوا وقوداً لمعركة بلا معترك واداة يحركها بعض (صعاليك) الاحزاب حتى يحققوا مكاسب شخصية، والشباب والثوار حينما يحين وقت جنى الثمار يتم استبعادهم بعيداً، ويتكالب المحركون على السلطة ويقتسمون الغنائم ويتجاهلون حتى المصابين وسط هؤلاء الشباب، ولا نريد ان نذكركم بالتجاهل الذى عانى منه مصابو الثورة، وكيف انهم ظلوا يطرقون الابواب لاجل نيل العلاج دون ان يلتفت لهم القادة الذين اطيح بهم، فهل تذكرون ذلك ام ان الذاكرة السمكية التى تحملونها فى رؤوسكم قد محت كل ذلك وتخصلت من آثاره.

لقد ظللنا نكتب فى هذه الزاوية وتطرقنا لحالات متعددة من مصابي ثورة ديسمبر، وبعضهم لقي حتفه من فرط الاهمال الطبي الذى عانى منه، وكنا ننظر وتناولنا قصصهم وتجاهلهم قادة السلطة، لذلك بعد ما رأينا كفرنا بكل من يحاول جر الشباب الى المهالك لتحقيق الغايات الشخصية والمكاسب الذاتية، فقد آن الاوان للشباب ان يفكر بعمق ويعى ما يحدث ويتخلص من عادة الوفاء التى لا تجلب له سوى الالم واراقة الدم، فهلا اتعظ الشباب؟

الى الذين يستبيحون دماء الشباب لاجل العودة الى السلطة نقول دعوا الشباب وشأنهم، ولا تحسبوا اننا غافلون عما تروجون له وتقولون، فكلما ارتأيتم ان المليونية التى تخلو من اراقة الدماء فاشلة سعدنا نحن بذلك الفشل، فلا تستغلوا الشباب ولا تستبيحوا دماءهم من اجل البحث عن كبش فداء وتعليق كسب ايديكم على اعناق القوات النظامية، فمهما حدث لن تطلق الشرطة النار على ابنائها، ومهما كان لا يتفق الرؤساء والمرؤسون على امر منكر، لذلك نأمل ان يفهم الجميع ما يدور في الساحة .

هاجر سليمان
الانتباهة

‫2 تعليقات

  1. انت يا هاجر تدوري في الساحه من دون وعي كامل
    حتي الان تكتبي والتناقض لا يفارق مقالاتك
    ماذا يدور في رأسك المعطوب وتلوي عنق الحقيقة
    لا حول ولا قوه الا بالله من علم لا ينفع وقلب لا يشفع