هشام الشواني: المعركة الكبرى للإنسان
يخاطب القرآن الفرد، ومقدمة هذا الخطاب هي حرية الإرادة للنفس البشرية، قدرتها على الفعل والاختيار. النفس الإنسانية في الخطاب القرآني تجد عمقها، كمعطى موجود، حر، وقادر. هذه النفس الإنسانية تدرك كحقيقة شعورية ؛ يشعر بها الفرد بطريقة واضحة وقوية. وفكرة (القدر) لا تتعارض مع حقيقة النفس الحرة، لأنها تطرح بإعتبار الإيمان هو طمأنينة النفس لحركتها وسفرها في هذا العالم الواسع، إطمئنانها كنفس لها حدود وزمان ومكان، وقبولها بالمستوى الكلي للوجود،وبما وراء الزمان والمكان.
(الفردانية) المعاصرة هي نتاج موضوعي لتطور تقسيم العمل والتطور المادي، الإنسان (الفرد) اليوم يتحرر من كل ميراث مجتمعه القديم، يميل للحياة في المدن الكبرى، حيث علاقاته مع الآخرين علاقات عضوية عملية، في هذه الأجواء يتذوق حلاوة (ذاته) الفردية بعكس الريف والبلدات، حيث العلاقات التضامنية القديمة التي يشعر بها ثقيلة على روحه التي تنزع للتحرر.
الفردانية نتاج موضوعي لتقسيم العمل وهياكل الرأسمالية، لكن هذا الناتج تزامن مع (انحطاط) حاد في القيم، انحطاط جميع القيم الموروثة، فصار الإنسان عبدا للنظام الجديد، وأدواته في تشكيل وعي الإنسان وتفضيلاته وتطلعاته. فصار الإنسان كائن ضعيف كئيب مصيره وقدره بائسين أشد البؤس. ذلك ما أفرزته لنا الحداثة، حروب ومظالم واستغلال واستعمار، ومشاكل اجتماعية ضخمة وقاهرة في التربية والأسرة وعلاقات النوعين من الرجال والنساء. لذا فلا أفق للخطاب الليبرالي -ذراع الرأسمالية الثقافي- ولا مستقبل له.
إنسان اليوم في حاجة ماسة للعودة لله من جديد، لصوت الدين، والقرآن، بعودة واستعادة جديدة لا تقطع صلتها بالقديم لكنها لا تركن لموروثه، هذا هو الطريق الوحيد الممكن ليجد الإنسان ذاتيته وحريته الحقيقية، فالصلاة في جوهرها حرية من آلية النظام الاقتصادي القاهر، والدين في معناه الكلي تأكيد للذاتية عبر منظور إنساننا المعاصر في أشد الحاجة له.
هذا الأمر لا يتم بالفكر فقط، بل بالعمل ونماذج التربية، وجهاد النفس والأخلاق العملية، كذلك عبر البرنامج السياسي والتنظيم، عبر،الجهاد العملي والمواجهة، كذلك عبر نماذج الزواج الجديد والعلاقات الجديدة التي تثور على سيولة الواقع وتنزع نحو تنظيم أخلاقي، نستعيد به روح الدين وقيمته الضرورية للاجتماع الإنساني.
معركتنا مع الليبرالية معركة لن تنتهي إلا بتجاوزها، لأنها مأزق أهدر كرامة الإنسان وجعله في غربة عن ذاته.
هشام الشواني
اللبرالية…الراسملية و الشيوعية… الاشتراكية هذه النظريات البشرية لما ينبغي ان يكون عليه المجتمع ليعيش حياة سعيدة… لاي من النظريتين اتباع و مؤيدون وبما ان هذه النظريات نشأت في ظروف و بيئات مختلفة عجزة بشهادة مفكريها عن الاجابة على كثير من تحديات الحياة المعاشة الان فاصبحت في مأزق حقيقي – ليس هذا الاستطراد فيه – اما ما ذهبت اليه اخي الكريم في الاتكاء على قيم الدين و عرف المجتمعات في بلورة نظام جديد هو ما ظل ينادي به الكثير من مفكري الاسلام بل واتخذته تيارات سياسية للوصول به الي سدة الحكم ولكن كل هؤلاء عجزوا عن بلورة نظرية متكاملة تجد اجوبة لكل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكل انشطة و حركة المجتمع…. فالنظريات المشار اليها انفا من الراسمالية اللبرالية و الشيوعية الاشتراكية رغم كل عبوبها و عوراتها و عجزها كما اسلفنا الا انها تبقة نظريات مكتملة الاركان قابلة للتطبيق فما نرجوه اخي الكريم هو الاجتهاد في بلورة نظرية تهتدب بقم الدين قابلة للحياة و التطبيق متماشية مع روح العصر برأي هذا هو التحدي و ليس الدعوة لمشروع او نظرية لا وجود لها من الاساس. وشكرا
دائمآ نقول ان الاسلام هو الحل وكل حزب او كيان يتضح قربه او بعده من الجماهير بهذا الطرح .ولذلك نجد ان الذين يحاربون الإسلام يجتهدون في الحرب علي كل من يرفع شعارات وحلول وافكار اسلامية
.. لذا المعركة مستمرة بين ناس الاسلام هو الحل ومن يحارب الاسلام الي ان تقوم الساعة