رأي ومقالات

أمة السودان في خطر

عندما كنا طلاباً فى المرحلة فوق الجامعية بجامعة كولمبيا –ميزورى بالولايات المتحدة فى العام 1983 ثار جدل كثيف غير مسبوق حول التعليم والمناهج فى الولايات المتحدة الامريكية وقدرتها على تعزيز القدرة التنافسية والهوية الوطنية للولايات المتحدة
وجاء ذلك على إثر تبنى رونالد ريجان الرئيس الأمريكى آنذاك لتقرير لجنة التميز الأكاديمى ونشره والأعلان عنه بصورة درامية تشبه طرائق الرئيس ذى الباع الطويل فى عالم الدراما .أعلن الرئيس ريجان عن التقرير تحت عنوان ( أمة فى خطر )
وكان للعنوان وكذلك للمعلومات المثيرة للقلق التى أحتواها التقرير أثارهما البالغة فى تحريك إهتمام غير مسبوق فى كل المؤسسات التعليمية الأساس والجامعية وفى وسائل الأعلام الوطنية وأصبح التقرير ولمدة أسبوع كامل تدور حوله أخبار ومناقشات ولأكثر من أسبوع ندوات ومحاضرات فى الجامعات.
وتحول إلى الإهتمام به الى حالة غير مسبوقة فى شأن تقرير كان يمكن أن يكون شأنه شأن أى تقرير بيروقراطى آخر ولكنه تحول إلى حدث بارز فى تاريخ الأكاديميا الأمريكية. وأشتهر على مستوى العالم بأسره وأحدث ردود أفعال كبيرة على المستويين السياسى و الأكاديمى.
وتحدث كثيرون عن العنوان ( أمة فى خطر) وعن مستوى الخطر هل هو خطر محتمل أم خطر ماثل وما هى أثاره والتبعات فى حال عدم أعتباره حالة طوارىء وطنية.وقد نسب للرئيس ريجان القول لو أن أمة أجنبية حاولت أن تفرض علينا أداء تربويا مثل ماهو ماثل اليوم لأعتبرنا ذلك حالة حرب.
بيد أن الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ عقود وبخاصة بعد حادثة حادى عشر من سبتمبر تتدخل بصورة واضحة لا مواربة فيها لفرض أداء تربوىياً يناسبها على بلدان أجنبية وخاصة البلدان الإسلامية.فقد كان ماجرى فى برجى التجارة فى نيويورك سببا لتدخل أمريكى فظ فى أخص خصائص الدول الاٍسلامية لفرض نمط من المفاهيم والقيم تناسب الولايات المتحدة الأمريكية.
ولا يهم أن كانت تشكل تعزيزا أو تهديدا للهوية الوطنية للدول العربية والإسلامية وإستخدمت عصا محاربة الإرهاب لجعل الإلتماس لمراجعة المناهج فى الدول الإسلامية والذى كان كثير التردد فى الإجتماعات الثنائية بين دولة إسلامية وأمريكا إلى طلب جازم وأمر لازم بعد حادى عشر من سبتمبر.
وهددت على وجه الخصوص الدول التى شارك بعض مواطنيها فى تلكم الهجمات وتلكم الأخرى المصنفة فى قائمة الدول الراعية للإرهاب.وكانت المملكة العربية السعودية موضع تركيز فقد جعلت قضية تعديل المناهج واحدة من أهم معايير تحسيين العلاقة معها.ففى يونيو 2002 تقدم النائب ( جيم دافيس ) من الحزب الديمقراطي عن ولاية فلوريدا بمشروع قرار في مجلس النواب الأمريكي ليس حول المناهج الأمريكية ولكن حول المناهج السعودية.
وكان عنوان التقرير الذى قدم به المشروع
Jim Davis and Doug Bereute …..to Fight terror, Fix Saudi schools
وركز مشروع جميس على مطالبة الحكومة الأمريكية بالتدخل المباشر لتغيير مناهج التعليم السعودية وقد شكلت الإدارة الأمريكية لجنة مختارة لتعديل المناهج فى المملكة لتتقدم بتوصياتها لحكومة خادم الحرمين الشريفين.
ومخرجات تقرير اللجنة تكشف إهتمامات الإدارة الأمريكية بمحتويات مخصوصة فى المناهج التعليمية فى العالم الإسلامى .وإشملت توصيات التقرير على نقد لسياسة التعليم في أول التقرير ، وركز خاصة على نقد فكرة قيام التعليم السعودي على القيم الإسلامية.
وإنتقد المفاهيم الإسلامية التى تشكل جزءاً رئيساً في الكتب المقررة ،سواء أن كانت لغوية تاريخية وعلمية والتقرير يقول أن المسلمين يقولون إن الإسلام هو أساس الدولة والمجتمع والقضاء والتعليم والحياة
والمشروع يمضي للسير على معكوس هذه المفاهيم وقد وحدت أمريكا ومن يظاهرها الفرصة لتغيير الوجهة في السودان بإشراف مباشر من مبنى رئاسة الوزراء وإيكال المهمة للجمهوريين والماركسيين.
والآن بعد هدأت العاصفة في وجه المدعو القراي هاهو رئيس الوزراء يعيد الجمهوريين من خلال منصب الوكيل الأول للإشراف على إتمام المهمة.. فما أنتم فاعلون يا أهل الغيرة على الدين والهوية والوطن.. أدعو المعلمين والتربويين وأساتذة الجامعات أن يؤسسوا جمعية وطنية بأسم جمعية الأصالة لحراسة المناهج والهوية الوطنية لتكون ديدبان لا يغفل وحارسا لا يغيب لأن أمة السودان آمة في خطر.

أمين حسن عمر

‫9 تعليقات

  1. تعرف يا بروف الواحد لو ما كان معاصر عهدكم من أيام الجامعة كنت إقتنعت بكلامك دا بس عارفين البئر وغطاها – أرجع بيك بنفس الحقبة التيي تتحدث عنها – أوائل التسعينات – كان فيها هرج وجلب وهوس كبير عن الشهادة والجهاد في الجنوب وبعد خسارة خيرة من شباب الجامعات وأساتذتها التي تم تحريك الوازع الإيدلوجي الإسلامي فيهم وبعد كل الخسائر دة رجعتم وعقدتم إتفاقية نيفاشا وفصل الجنوب وبعد ذلك حدث هرج ومرج فيما يخص من مات في الجنوب هل هو شهيد ؟؟؟ السودان بفطرته شعب ملتزم من الناحية الدينية ومن ناحية الأعراف والتقاليد ودائما ما تسمع النقد من الصغير والكبير دا عيب والعيب ولما تسمع كدا معناه ممنوع بالفطرة أزمتم الواقع الأيدلوجي الإسلامي المكتسب بالفطرة عندنا وأستغليتوا لتحقيق مآرب سياسية ولم تثبتوا عليه – ( أماهو لا تحزني فالحافظ الله … أمريكا قد دنا عزابها – والبشير في كثير من اللقاءات الشعبية وبعصايتوا يرفع البوت ويقول أمريكا تحت جزمتي – وتصريحات نافع – بعد هذه الحقبة تحولت الإنقاذ لحقبة السجالات طرف ضد طرف وتأصلت المحاباه والقطبية والنفعية وتحول الحزب الأيدلوجي الملتزم بالدين والشهادة لمسخ مشوه محشود للنفعية والقطبية – الختام هذا الواقع أنتم من تسبب فيه وتحملوا مسئوليتكم التاريخية

    1. الراجل انكلم عن المناهج انت تكلمت عن الجهاد والمتسبب في الفشل.
      غريب امرك يا الفاروق

  2. كلامك 100/100 وحمدوك نفسه يدرك ويعرف ذلك جيدا ولو كان صادقا مع نفسه وشعبه لرد عليك بالموافقة دون زيادة حرف والواقع اننا راينا ذلك في القراي ومعركة حمدوك للدفاع عنه علما ان المنهج الحالي وهو منهج القراي ولم يتم تغييره باللجنة التي كانت اسؤا من القراي نفسه.
    حمدوك عميل مخلص للغرب وللاسف لم يتلق اي دعم مقابل مشروع حرب الهوية التي يقودها ليل نهار بل اثبت انه اكبر مغفل في تاريخ الاستعمار والعمالة والاسترزاق .
    المؤسف ان الجميع يري ذلك ولا يتحرك .
    علي البرهان طرد حمدوك الان قبل ان يكمل مشروعه الاستعماري الجديد
    الا اصحاب اليسار فهم الفرحون .

  3. فاروق اصلو عنده حساسيه من اي اسلامي مفكر مفتكر انو بس اليساري هو اليكتب بالله شوف الفرق اي اسلامي بيكتب
    بعمق تحس بالفرق طوال السنتين الماضيه سنين قحت المباده.
    فعلا الجماعه يحاولو لاخر نفس مع عملائهم لذلك كانو يجرو ورا وقدام من اجل عودته ولكن غدا لناظره لغريب كما قلناها للقراي نقولها لحمدوك ومن من خلفه. هبو بالسلامين ذي ماقال صاحبك منقه.

  4. أها يا بنى كوز لسه زايقين من الكلام عن الاعتراف بدولة اسرائيل و تحرير القدس ولا ده كلام كبار مابتقدروا تناطحوا فيهو حميدتى و البرهان, نفاقكم يثير التقزز.

  5. أولم يقع هذا الخطر على أمة السودان بعد يا دكتور أمين !؟
    الخطر قد وقع بالفعل يا رجل .. وأحدث ضررا بالغا بأمة السودان .. يوم سطا الكيزان على الحكم في السودان واغتصبوه اغتصابا .. ثم شرعوا في إنزال فكرهم على الارض .. فكرهم الذي هو فكر حسن البنا وسيد قطب الغريب عل مسلمي السودان ذوي التدين المعتدل السمح . عمل الكيزان على التجهيل وإفساد العقول وتغييبها بخطابهم الديني الماكر المضلل وبمنهجهم المدرسي الذي بث روح الغلو وزرع بذرة التطرف والاستبداد الديني في نفوس الطلاب . فأصبح تكفير الآخر وإهدار دمه واعلان الجهاد عليه أمرا معتادا يحدث بين أبناء أمة السودان الواحدة .
    هل تذكر يا دكتور الجهاد في جنوب الوطن بعدما حولتم بفكركم (الإخواني) وبمنهجكم المدرسي الصراع في الجنوب الى حرب دينية بين مسلمين وكفار !؟
    هل تذكر أعراس الشهداء (الدبابين) الذين كنتم تزفونهم الى الحور العين في الجنة!؟
    ….
    بعد دا كلو يا دكتور تقولي :(أمة السودان في خطر) !؟
    —————-
    # ما لهؤلاء الكيزان .. لا يثوب الواحد منهم الى رشده مهما بلغ من العمر عتيا!
    مالهم يظلون علي مكابرتهم مهما ثبت لهم بالتجربة والبرهان فساد رأيهم وخطل فكرهم !؟

  6. السيد امين.. انا لو في مكانك مابتكلم وتختفي تماما لهذه الاسباب اولا انتو الاسلاميين كنتوا حاكمين البلد لمده ٣٠ عام …هل عملتوا الأجيال الاسلام الفساد كان في ابشع صوره في عهدكم….ياخي استحوا….انت ممكن تكون نظيف والله اعلم…بس انت تنتمي لجماعه وتدافع عنهم وهم معروفين للشعب السوداني عصابه…الأولي لك أن تختفي ولا تظهر لو عندك استحاء …خلي الناس تشتغل..

  7. شخصيا انا ماجمهوري لاكن لن اجد بمنهج القراري اي شئ بعيد عن الاسلام حتي لوحة مايكل انجلو خلق ادم الكل يعرف فنون الاوربيو ن وتاريخهم القديم والجديد واتحداك يا امين لو تقدر تثبت ليه اللوحه تدعو للكفر او الالحاد