اقتصاد وأعمال

العطش يهدد تهجير 120 قرية بمشروع الرهد


خسائر فادحة في الموسم الصيفي. . والمزارعون يستغيثون بمجلس السيادة

أطلق مزارعو مشروع هيئة السوكي الزراعي نداء استغاثة لمجلس السيادة والوزراء بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ المشروع من التدهور بسبب أعطال طلمبات الري، مما أدى إلى عطش المشروع، وطالب مزارعو مشروع السوكي الزراعي بولاية سنار بحل مشكلة العطش التي يتعرض لها المشروع وتسببت في خسائر كبيرة في مساحات القطن والذرة، وتعقد مبادرة طوارئ إنقاذ المشروع اليوم الأحد مؤتمراً صحفياً بالخرطوم للحديث حول تداعيات العطش بالمشروع.
وشكا المزارعون من تكبدهم خسائر فادحة جراء تضرر مساحة واسعة من المشروع الذي تبلغ مساحته 150 ألف فدان، و ويقول رئيس مبادرة طوارئ المشروع عمر هاشم إن مشكلة العطش تهدد المزارعين والماشية حيث أن هناك 1.3 مليون رأس من الماشية لا تتوفر لها مياه الشرب، وأن هنالك 120 قرية مهددة بالتهجير، لذلك المطلوب حل مشكلة الري حلاً جذرياً ، وأكد أن مبادرة طوارئ إنقاذ المشروع تتابع الطرق التي يمكن من خلالها إنقاذ المشروع، ونوه إلى أن هناك جهوداً سابقة منها تقديم فواتير في 2015 لوزارة المالية بقيمة مليوني دولار حول حاجة المشروع من الطلمبات لكن لم تستجب، وتابع؛ الآن هناك فواتير بقيمة 1.7 مليون دولار بطرف وزارة المالية، وقال ممثل المزارعين رئيس مبادرة طوارئ إنقاذ هيئة مشروع السوكي الزراعي، عمر هاشم، نوصي المالية بجلب قرض أو منحة أو ضمان من بنك السودان المركزي للحصول على تمويل في حدود 30 مليون يورو لتنفيذ برنامج مبادرة تأهيل مشروع السوكي وفي حال إذا استجابت المالية ستحل المشكلة، وطالب عمر وزير المالية جبريل إبراهيم بالنظر إلى مشكلة المشروع كما طالب أيضا مجلس السيادة بالتدخل، وشدد على وزارات المالية والري والزراعة وإدارة المشروع والمزارعين بضروة تنفيذ البرنامج بشكله الأنسب، حسب الرؤية الفنية للمختصين وتوصي باعتماد المتطلبات والحزم التقنية مثل نظافة الأرض من بقايا المحصول السابق وتسوية الأرض بالليزر، وحث الجهات المختصة بالدولة بضرورة النظر في مشكلة المشروع، وأكد أن الموسم بدأ مبشراً لكن انقطاع مياه الري أدت إلى تلف محصول القطن، وأشار إلى أن خسائر المزارعين تبلغ أكثر من150 مليون جنيه، ونوه إلى أن هناك مزارعين دخلوا السجون بسبب الإعسار في سداد التمويل للشركة الأفريقية، حيث هناك من هم في السجون، وآخرون مطاردون، وقال إن المزارعين اضطروا إلى استخدام الري بالطلمبات مما ضاعف تكاليف الزراعة، وأضاف ” مهما تحدثنا لا نستطيع أن نصف الأضرار التي لحقت بالمزارعين”، وقال نرفع هذه المشكلة للجهات المختصة ونطالبهم بحل جذري بتوفير طلمبات ري جديدة للمشروع، حيث تقدر تكلفتها ب 5 ملايين دولار. وعزا المزارعون المشكلة لعدم صيانة المشروع هذا العام، بجانب عدم وجود إدارة تمتلك للمعينات الكافية، وقال: نحتاج إعادة دراسة جدوى المشروع حتى نتمكن من معالجة الخطأ، وأشار إلى أن عدم كفاءة طلمبات الري أبرز مشكلات المشروع، وكان قد طالب المزارعون في وقفتهم الاحتجاجية أمام مقر إدارة المشروع الشهر الماضي بضرورة حل مشكلة الطلمبات وقالوا إن من جملة 4 طلمبات تعمل واحدة فقط، وأكدوا أن خسائر العطش لمشروع السوكي تقدر بآلاف الدولارات، وحملوا المسؤولية لإدارة المشروع، وقالوا إنه لولا الإهمال والاستهتار الحكومي لبلغت عائدات إنتاج هيئة السوكي الزراعية مليار دولار هذا العام.

وأوضح المزارع، عبد الدافع عثمان، أن بعض المزارعين تعرضوا لخسائر كبيرة بسبب نقص مياه الري خاصة القطن، وأشار إلى أن المشروع ظل مهملاً لسنوات طويلة وأن البيارات بها كميات من الطمي تحتاج للنظافة، كما أن البيارات منهارة، وقال إن الطلمبات وضعت في المكان الخطأ منذ تأسيس المشروع، وأضاف ” لا تعطلوا آخر تروس الإنتاج بالإهمال والعطش، وزاد قائلاً : (نميرى أسس المشروع في 15 شهر وخلال 50 عاماً عجزت الحكومة في استبدال طلمبة واحدة بسبب 4 مليون دولار) واتهم أطرافاً كثيرة مستفيدة من توقف المشروع وزيادة معاناة المزارعين.

وطالب مدير عام هيئة السوكي الزراعية، سر الختم بدوي إسماعيل، وزارة الري توجيه الإدارات المختصة لتحديد مشاكل الري بمشروع السوكي والحلول الجذرية، وأوضح مدير المشروع – في خطاب وجهه لوكيل وزارة الري – أن المشروع يعاني من مشاكل ري تسببت في فشل الموسم الزراعي 2021، وأشار في خطابه بأن مشاكل الري بالمشروع تتمثل في الأعطال المتكررة للطلمبات بسبب تباعد الصيانة ولشح التمويل وقلة الصرف الكلي للطلمبات مقارنة بالمساحة الزراعية، بالإضافة لغرق محطات للطلمبات أثناء الفيضان وزيادة المساحة الزراعية والحاجة لمضرب إضافي، فضلاً عن الغرق أثناء فصل الأمطار والحاجة إلى مصارف، ونوه إلى أن المشروع في حاجة للنظافة والتطهير.

سنار: علي وقيع الله
صحيفة اليوم التالي