احذروا الجيل الراكب راس
اليوم تخرج الجماهير مجددا في مليونية ١٣ ديسمبر دعما لخيار الشارع الواضح وهو إسقاط الانقلاب وكل المتماهين معه، وفتح الباب واسعا لإصلاح المؤسسة العسكرية وإقامة دولة مدنية ديمقراطية.
ايمان الجماهير السودانية بالدولة المدنية وتمسكها الكبير بها هو محط إعجاب ودراسة، الشباب السوداني يضحي بالغالي والنفيس من أجل أن يبني دولة لا تسيطر على اقتصادياتها امبراطوريات المليشيات المسلحة ولا يضرب الفساد باطنابه في مؤسساتها وخدمتها المدنية.
الشباب يعلم أن هذه الفرصة التي صنعها عبر تفجير ثورة ديسمبر اذا لم يستغلها في تحقيق اهدافه في دولة تلبي طموحاته في المساواة والمشاركة وحكم القانون، فان مستقبله سيكون مجهولا، ولن يكون أمامه سوى أن يركب ( السمبك ) .
هذا الحلم بالمستقبل هو سر التمسك العجيب من الشباب بالشوارع، ومواجهتهم الصامدة لكل من تنكر للثورة ولكل من باعها ولكن من خانها، تخطوا في ذلك مراحل كثيرة من الدماء والخيبات والدموع، سقط أمامهم الشهداء والمصابون، وفقد المفقودون، وتنكرت لهم أحزاب وحركات مسلحة وجيش ورئيس وزراء، وظلوا متمسكين بالثورة، هذا التمسك الرهيب يضع الجميع الان أمام حقيقة جديدة في السياسة السودانية هي ان الاجيال الجديدة لا تشبه احدا، ولا تجامل احدا، ولا تستسلم، وما تصبو له ستحققه مهما كانت التكاليف.
على الكيانات السياسية أن تشتري مستقبلها السياسي بالانتماء للشارع، بالانتماء للأجيال الجديدة ودعم خياراتها، فهذا الجيل سينتصر لا محالة وسيحاسب جميع من شاركوا في انقلاب ٢٥ أكتوبر بتهمة تقويض النظام الدستوري ولن يستثني احدا من المشاركين فيه، فليحذر الساسة فان المستقبل بيد الاجيال الجديدة.
هل نحن مطمئنين على مستقبل الثورة السودانية؟ مادامت الاجيال الجديدة تتصدر المشهد فان الثورة ستكمل دورتها في تغيير الواقع السياسي السوداني الذي ظل تاريخيا يمضي على وتيرة واحدة، ويقودنا جميعا لهذا الانحطاط المذري في كل شيء، في الصحة والتعليم والزراعة وحتى في الرياضة.
هذا الانحطاط التاريخي من الصعب الخروج منه بذات الطريقة القديمة في معالجة الاشكالات، وانما يحتاج لهزة عظيمة، لزلزال جبار يرج الأرض رجا ويخرج الكنوز من رحمها ويعيد تشكيل السطح، هذه الثورة السودانية تفعل الان هذا، ترج الواقع السياسي والمجتمعي وتخرج من بين الجماهير جواهر مدفونة ولاليء مخفية، وتطلقها في الآفاق معيدة السودان إلى مكانه الطبيعي بلادا مليئة بالقدرات والامكانيات والفرص.
يوسف السندي
صحيفة التحرير
طالما إنتو بتحرشوا والشباب بيموتوا ولما تحكموا تهمشوهم وتسرقوا مجهودهم تظل حالة الفوضى والاستحمار.
مساكين الشباب والله يموتون لأجل غيرهم …اما الحكم المدني الذي يموتون من اجله فقد حربناه كثيرا ولا يصلح في بلد مثل السودان الذي فيه شركاء متشاكسون وهمهم وحسهم الوطني صفر كبير ….
ستكون هنالك الاف النظاهرات ولن تحقق شيئا …
وسيموت الشباب والاطفال بلا مقابل … ولنفرض ان من قتل يقتل فماذا جنى المقتول هل حقق طموحه …
واقول للجميع المظاهرات اصبحت لمن يدفع اكثر …ومن مات مأجورا لا يظن اهله انه مات شهيدا … فهو مات من اجل المال…