اقتصاد وأعمال

القمح في الجزيرة .. مُوسمٌ مُهدّدٌ بالفشل


دقّ المزارعون, ناقوس الخطر على العروة الشتوية الحالية في الجزيرة والمناقل, بأن الكارثة الحقيقية تتمثل في ارتفاع اسعار المدخلات وضعف سقف التمويل، فضلاً عن تأخر اعلان السعر التركيزي، واكدوا ان نسبة 50% من المزارعين لم يتم تمويلهم بسبب ضعف سقف التمويل، إضافةً لعدم وجود رؤية واضحة حول السعر التركيزي للقمح الذي لم يتم تحديده حتى هذه اللحظة وهي سابقة لم تحدث من قبل، كما ان بعض المزارعين الذين حصلوا على تمويل ولم تُرو حواشاتهم مهددون بدخول السجون.

وعلمت “الصيحة” بحسب مزارعين، أن نسبة زراعة القمح تقدر بحوالي60% من المساحة المستهدفة، بينما التي تم ريّها لا تتجاوز 10% فقط، وأوضحوا انه رغم توجيهات مجلس السيادة بفك آليات الري التي حجزتها لجنة إزالة التمكين منذ العام الماضي, إلا أنه لم يتم فكها للعمل في القنوات.

مشكلة الري

‏وقال المزارع عبد الرازق محمد من قسم التحاميد, إن الري ضعيف جداً, وإن نسبة المساحات التي تم ريها بالمكتب لم يتجاوز 10% لقلة المياه في الميجر بسبب الحشائش في الترع وغياب النظافة, وانتقد اتجاه البنك الزراعي بإلزام المزارع بالكاش لشراء اليوربا بسعر 31 ألف جنيه للجوال, واصفاً الخطوة بالسابقة في ظل إمكانية المزارع ووصف السعر بالكبير.

وقال عبد العظيم فضل المولى بمكتب الشوبرق دار السلام, ان القنوات لم تصلها الكراكات من الموسم السابق وكلها حشائش طمي تُعيق وصول المياه للحواشات, مبيناً بأن تأخير المدخلات والري تأخر بالموسم, وطالب بنظافة القنوات وتحديد سعر تركيزي للقمح يوازي أسعار المدخلات.

وقال هيثم جاد الله من قسم وادي شعير, ان هناك غيابا للمياه في ترعة وادي صديق لعدم النظافة وان هناك 600 فدان لم يتم ري نسبة 30%.

وقال طارق التوم قسم ري طابت, ان المزارعين حتى بالطلمبات لم يجدو المياه رغم ان المساحات جاهزة من كل المدخلات.

وقال بخيت حسن من مكتب ابو الحسنات, ان المزارعين مهددون بالسجون بسبب المديونية وعدم ري المساحات, مبيناً أن كل المدخلات عالية هذا الموسم وفوجئوا بعدم الري رغم التجهيزات قبل إعلان السعر التركيزي.

وقال المزارع أحمد بابكر من قسم المسلمية إن الموسم الحالي مُواجهٌ بصعوبات وتحديات كبيرة وعلى الدولة الإسراع في معالجة هذه العقبات, ووصف الوضع الآن في مكتب الكتر بالكارثي لعدم وصول المياه للمساحات الجاهزة واتجاه المزارع للري بالطلمبات رغم التكلفة العالية للسحب, وقال نسبة المروي لا يتجاوز 30%, داعياً مجلسي الوزراء والسيادي للتدخل العاجل حتى لا نلجأ الى الموانئ لاستيراد القمح.

موسمٌ صعبٌ

وكشف رئيس تجمع المزارعين طارق احمد الحاج، ان الموسم الحالي استثنائي وان العروة الحالية اصعب عروة تمر على المشروع، وقال ان ابرز المشكلات التي تُواجه الموسم عدم تطهير قنوات الري والتمويل، ووصف مشكلة بـ”العويصة”, واعتبر ان هذا يوضح عدم اهتمام الدولة بالزراعة، مشيرا الى ان وزارة المالية لم توفر المبالغ المرصودة للتمويل وان البنك الزراعي موارده شحيحة, ووجه رسالة تحذيرية للجهات المختصة بأنّ القمح حالياً يُواجه مشكلة السعر التركيزي الذي لم يحدد بعد، وهذه سابقة لم تحدث من قبل، واضاف: كان يجب تحديده من وقت مبكر حتى يستطيع المزارعون تحديد التكلفة، واكد ارتفاع اسعار المدخلات التي تجاوزت 200 ألف للفدان, واعرب عن أمله في تعامل الدولة بمسؤولية ووطنية مع قضايا مشروع الجزيرة، وتأسّف طارق لعدم تمثيل وإشراك المزارع في قضاياه وإقصائه، وأكد أن استقرار اقتصاد البلاد مرهونٌ بزراعة محصول القمح الاستراتيجي، إن كافة المشاريع المستهدفة بزراعة القمح تنتظر تحديد سعر التركيز.

عقبات الشتوي

وكشف رئيس تجمع المزارعين طارق أحمد الحاج، أن الموسم الحالي استثنائي وان العروة الحالية اصعب عروة تمر على المشروع، وقال ان ابرز المشكلات التي تواجه الموسم عدم تطهير قنوات الري والتمويل، ووصف مشكلة الري بـ”العويصة”, واعتبر ان هذا يوضح عدم اهتمام الدولة بالزراعة، مُشيراً إلى أنّ وزارة المالية لم توفر المبالغ المرصودة للتمويل, وأن البنك الزراعي موارده شحيحة, ووجّه رسالة تحذيرية للجهات المختصة بأن القمح حالياً يواجه مشكلة السعر التركيزي الذي لم يحدد بعد، وأضاف: كان يجب تحديده منذ وقت مبكر حتى يستطيع المزارعون تحديد التكلفة، واكد ارتفاع اسعار المدخلات التي تجاوزت 200 الف جنيه للفدان, واعرب عن امله في تعامل الدولة بمسؤولية ووطنية تجاه قضايا مشروع الجزيرة، وتأسف طارق لعدم تمثيل وإشراك المزارع في قضاياه وإقصائه، واكد ان استقرار اقتصاد مرهون بزراعة محصول القمح الاستراتيجي، وقال إن تحديات محصول القمح تهدد نوايا الحكومة لتمزيق فاتورة استيراد القمح التي تُكلِّف خزينة الدولة مليارات الدولارات، وزاد: إن كافة المشاريع المستهدفة بزراعة القمح تنتظر تحديد سعر التركيز.

تحذيرات فشل القمح

وكشف المزارع عادل الجزولي بقسم ري الحفائر مكتب بيضة، عضو تجمع المزارعين, عن دخول القمح مرحلة الخطورة، وبرر ذلك بسبب ان زراعته بعد منتصف شهر ديسمبر الحالي غير ناجحة لأن “الزراعة مواقيت”, وقال ان الموسم مُواجهٌ بتحديات عديدة, أبرزها مشكلة الري لعدم تطهير قنوات الري, وقال ان وزارة الري التزمت بري المساحة المستهدفة لكنه لم يتم حتى الآن ري مساحة 10% فقط من المساحة المزروعة، وقال من المُفترض أن يكون القمح حالياً في مرحلة الريّة الثالثة، لكن للأسف هنالك مساحات لم تُرو بعد, وأكد خطورة تأخر التمويل من البنك الزراعي والإدارة, وقال ان المزارع لجأ للتمويل عبر الشركات.

موسمٌ مُهدّدٌ بالفشل

واكد المزارع بقسم معتوق خضر عبد الرحمن الدولي, ان ابرز المشكلات لزراعة القمح, التمويل غير الكافي من البنك الزراعي, وان هنالك عددا كبيرا منهم لم يتم تمويلهم، واتهم البنك بتمويل فئة من المزارعين, موضحاً ان عدم وجود كراكات تسبّب في كسورات في الترع, وحذر من حدوث مشكلة في منتصف الموسم قد تؤدي الى كارثة، وتخوّف من إعلان سعر تركيز غير مجزٍ لا يواكب تكلفة الانتاج التي بلغت اكثر من 200 الف جنيه للفدان.

فيما قال المزارع بقسم ري الحفائر عمر مكتب النور، عمر الامين إن ضعف التمويل ادى الى عدم تمويل عدد كبير منهم، وناشد برفع سقف التمويل الى 2 مليون لأن تكلفة الحواشة تجاوزت المليون جنيه من تحضير لزراعة وحصاد، وكشف ان المزارعين وُجهوا بمعضلة اساسية وهي تسليم سماد اليوريا بالكاش نقداً وليس اجلاً للمزارعين الذين استلموا “الداب” و”التقاوي”, واضاف ان الموسم مُهَدَدٌ بسبب التمويل, وقال ان الحكومة تنصّلت من محصول القمح، وناشد وزير المالية ورئيس المجلس السيادي ورئيس مجلس الوزراء بالنظر لمحصول القمح بموضوعية.

الخرطوم: جمعة عبد الله
صحيفة الصيحة