رأي ومقالات

بكري المدني: الحزب رقم (صفر) خلف الأعداد والأحداث !


مهما توفرت الدوافع للخروج المستمر للشباب للشوارع، اليوم، فإن شكل هذا الخروج يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أن ثمة قوة منظمة تدير كل شيء وكل شخص من خلف الكواليس.
نعم – فشلت حكومة الفترة الانتقالية في نسختها الأولى الموصوفة بحكومة الخبرات الدولية، وفشلت النسخة الثانية من حكومة قوى الحرية والتغيير المكونة من عناصرها الصريحة، ولم يكن الفشل فقط في عدم تحقيق إنجاز أو اختراق في أي مجال، ولكنه كان فشلا في المحافظة على أي مجال سابق من التعليم للصحة وحتى الأمن، أما معاش الناس فحدث ولا حرج!.. كل هذا غير الفشل الكبير في ملف العدالة، وكلها وغيرها من الدوافع الكافية جدا لبقاء الشباب في الشوارع ناهيك عن أن يخرجوا إليها بين حين وآخر بغرض إسقاط السلطة، ولكن كل ذلك أمر والخروج بهذا الشكل المرتب جدا.. هو ما يحدد الفرق بين الاندفاع بسبب الغضب على الإخفاق الحكومي وما بين الخروج المرتب لهدف أكبر.
ليس سرا أن الحزب الشيوعي السوداني كان هو من صنع لجان المقاومة وتجمع المهنيين لإسقاط نظام (الإنقاذ )، وأنه بعد التجربة لا يزال يحتفظ بشفرة بعض تلك الأجسام، والتاريخ يحفظ للحزب مقدرته – فوق صناعة اللافتات- على اختراق الأحزاب والقوى السياسية بل حتى الجماعات الدينية وتوجيهها لتحقيق أهدافه، وأهداف الشيوعي الواضحة اليوم هي إسقاط الحكومة الحالية وتشكيل أخرى بديلة تكون خالصة من عضوية الحزب في الواجهات المختلفة تحت مسمى المدنية الكاملة، من بعد إخراج العسكر من المشهد تماما.
ومتى ما تيسر للحزب الشيوعي ذلك فإنه سيعلن عن فترة إنتقالية أخرى ولمدة طويلة تمكنه من سحق خصومه السياسيين، لا سيما في قوى اليمين وحتى بعض قوى اليسار و(مرافيد)الحزب نفسه! بل إن الشيوعي قد يمضي إلى أكثر من ذلك بمحاولة تفكيك الجيش وحل قوات الدعم السريع من خلال الاتفاق مع حركتي عبد الواحد محمد نور وعبد العزبز الحلو.. والسؤال ههنا هل ينجح الشيوعي فيما يسعى إليه ؟!.
فى الماضي والحاضر عُرف الحزب الشيوعي بتصلبه في المواقف وإصراره على تحقيق أهدافه بكل الوسائل إلى حد المغامرة العسكرية (انقلاب الرائد هاشم العطا في وضح النهار)..ولقد دفع الحزب الثمن نتيجة هذا التصلب في المواقف والمغامرة في تحقيق الأهداف.. وللإجابة على السؤال عاليه فإن الشيوعي قد ينجح في إسقاط الحكومة الحالية من خلال الشارع ولكنه لن يستطيع بأي حال من الأحوال السيطرة على الأوضاع من بعد.. ولئِن كان الشيوعي في التاريخ قد دفع ثمن مغامراته من حزبه فإن يضع البلاد كلها اليوم على (كف عفريت ) يمكن أن يقذف بها في أي لحظة نحو المجهول.
لن ينجح الحزب الشيوعي في السيطرة على البلاد وإن نجح في إسقاط الحكومة الحالية بدفع الشباب، وذلك لأنه لا يعرف طبيعة هذه البلاد والمؤسسات التى يستهدفها، وإن كان يعرف فهو لا يهتم على أية حال، وفي الحالين فإن نجاح الشيوعي هذه المرة هو فشل للجميع مرة واحدة !.
إن نجاح الحزب في طرد الجميع من الملعب وحل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها القوات النظامية، لأجل تشكيل سلطة الحزب المدنية الكاملة لن يستمر طويلا ولن يتجاوز عمر تجربة الحزب العسكرية حين لم تعمر حكومة الرائد هاشم العطا أكثر من ثلاثة أيام، ولكن هذه المرة لن يسقط الحزب نفسه ولكنه سيأخذ معه السودان كله، إن نجح، إلى حفرة الفشل!.

بكري المدني


‫7 تعليقات

  1. درج الكيزان بعد سقوط نظامهم على الحديث بكل استهبال واستغباء للناس عن فشل الحكومة بعد الثورة في كافة المجالات كأمر مسلم به . يحدثك الواحد منهم وكأنه الحكيم الخبير العالم ببواطن الأمور والمالك للحلول لكل المعضلات . وهم (الكيزان) -ككاتب المقال- يعلمون قبل غيرهم من يمارس التخريب ويفتعل الازمات في متطلبات العيش من ندرة وغلاء وتدهور في الخدمات . لأنهم هم وبحكم تواجدهم الذي لا زال طاغيا في مختلف مرافق الدولة ومفاصلها من يقومون بذلك . ووجودهم الطاغي هذا يبدأ بأعلى هرم السلطة المتمثل في عسكر المجلس السيادي المكونين لما كان يعرف باللجنة الأمنية لنظام الكيزان البائد . فهؤلاء العسكر الذين يمثل كل واحد منهم نسخة جديدة من المخلوع (عمر البشير) هم من يقودون الكيزان في حربهم علي الثورة وكل حكومة تشكلت بعدها حتى تبدو للناس فاشلة وعاجزة في كل شيء .. فيوقن الناس بعدم جدوى الثورة وأن نظام الكيزان كان أفضل .. وكأن الناس حين ثاروا على نظام الكيزان واقتلعوه كانوا يعيشون في بحبوحة ورغد ورخاء من العيش وليس في شدة وعسر .
    ومن عجب أن الواحد من الكيزان يحدثك بكل وقاحة عن فشل حكومة الثورة في إقامة العدالة .. مع أن العدالة هذه أول من تطال هم الكيزان .. ولو أنها أقيمت بحق بعد الثورة لتم الحكم بإعدام قادة نظام الكيزان ورموزه بما في ذلك حتى عسكر اللجنة الامنية الذين هم الآن في ما يعرف بالمجلس السيادي لأنهم ارتكبوا الكثير من الجرائم على رأسها قتل النفس دون أي وجه حق .
    وقد رأى الناس الحرب الشعواء التي قام بها الكيزان بقيادة عسكر المجلس السيادي على لجنة إزالة التمكين التي كانت الوجه الوحيد الممثل ﻹقامة العدالة .. فقام البرهان بحلها واعتقال اعضائها بعد قيامه بإنقلابه العسكري .
    ويحرص الكوز العالم الخبير الذي أوتي الحكمة وفصل الخطاب في إطار تميز الكيزان فهما وادراكا على كافة البشر في السودان .. أن يختم حديثه عن اليسار وعن الشيوعيين تحديدا .. بأنهم هم اساس الشر والبلاء وسبب كل المصائب والمحن في السودان . وكأن اليساريين او الشيوعيين هؤلاء هم من كان يحكم السودان لثلاثين عاما وليس الكيزان الذين خاضوا في الفساد ومارسوا كل الخطايا والكبائر والفواحش والموبقات وأحدثوا في السودان خرابا في كل شيء طال حتى الأخلاق والعقول .

  2. يا أسفي على مصادر أفكاركم وجذورها، فإذا كل هذا الجيل الراكب رأس في كل بقاع السودان أتباع للحزب الشيوعي، فوجب عليهم سحق الجميع لأنهم احتضنو مستقبل السودان. الرجاء العزف على شئ آخر، لا تهولو ما هو مجهري، ماحدث ويحدث يستعصى عليكم فهمه.

  3. كلتم موفق وصحيح … نتمني الا ينخدع شبابنا بعجائز الحزب الذي قدم لنا الفاشل حمدوك والان يعارضه ولا يستطيع ان يقيله.

  4. كلام في الصميم صدقت يا أستاذ، الوطن أعز من الحزب الشيوعي ولو خيرنا بين الوطن وأي حزب سنختار الوطن. الشباب ليسوا شيوعيين ولجان المقاومة ليسوا شيوعيين لكن الحزب الشيوعي يقودهم عبر خلايا سرية والشباب لن يصدقوا ذلك لأنهم أبرياء وطاهري السريرة والسيرة، أما تجمع المهنيين فقد تأسس في دار الحزب الشيوعي.. الآن يترك المجتمع الأمر للدولة لحسم الحزب الشيوعي وإن سقطت الدولة أو انهزمت فسيقوم المجتمع بدوره في الحرب على الحزب الشيوعي وحزب آخر يشبهه ولن يسمح بعودة المؤتمر الوطني.