مشروع الجزيرة .. مخاوف مع بداية الموسم الشتوي

شكا مزارعو مشروع الجزيرة من تصاعد أسعار المدخلات الزراعية وقلة حجم التمويل الخاصة بالعروة الشتوية، في وقت اعتبر فيه بعض المزارعين أن عدم وجود رؤية واضحة حيال السعر التأشيري للقمح الذي أربك الكثيرين، ورغم سير العملية الزراعية التي انتظمت المشروع منذ شهر من الآن إلا أن هناك مخاوف من عدم انتظام عمليات الري بسبب الإطماء وقلة المياه في بعض الترع الرئيسية في المشروع، بحسب متابعات لـ(اليوم التالي) مزارعين، فإن نسبة زراعة القمح تقدر بحوالي أقل من 70% من المساحة المستهدفة قمحاً، بينما التي تم ريها لا تقل عن 15%، وقالوا إنه رغم توجيهات مجلس السيادة بفك آليات الري التي حجزتها لجنة إزالة التمكين منذ العام الماضي إلا أنها تستجيب للعمل في القنوات.
الرية الثالثة
فيما كشف المزارع عادل الجزولي بقسم ري الحفائر مكتب بيضة، عضو تجمع المزارعين عن دخول القمح مرحلة الخطورة، وبرر ذلك بسبب أن زراعته بعد منتصف الشهر (ديسمبر الحالي) غير ناجحة لأن “الزراعة مواقيت” وقال إن الموسم مواجه بتحديات عديدة أبرزها مشكلة الري لعدم تطهير قنوات الري وقال إن وزارة الري التزمت بري المساحة المستهدفة لكنه لم يتم حتى الآن ري مساحة 10% فقط من المساحة المزروعة، وأكد من المفترض أن يكون القمح حالياً في مرحلة الرية الثالثة، لكن للأسف هنالك مساحات لم تروَ بعد، وأكد خطورة تأخر التمويل من البنك الزراعي والإدارة، وقال إن المزارع لجأ للتمويل عبر الشركات.
كارثة حقيقية
وأكد المزارع بقسم الوسط، محمد حنَّان، أن أبرز المشكلات لزراعة القمح التمويل غير الكافي من البنك الزراعي، وأن هناك عدد كبير منهم لم يتم تمويلهم، واتهم البنك بتمويل فئة من المزارعين، موضحاً أن عدم وجود آليات تسبب في كسورات في الترع، وحذر من حدوث مشكلة في منتصف الموسم قد تؤدي إلى كارثة حقيقية، وتخوف من إعلان سعر تركيزي غير مجزٍ لا يواكب تكلفة الإنتاج التي بلغت أكثر من 200 ألف جنيه للفدان.
فيما يرى المزارع بالقسم الجنوبي، عمر أنور، أن ضعف التمويل أدى إلى عدم تمويل عدد كبير منهم، وناشد برفع سقف التمويل إلى (2) مليون لأن تكلفة الحواشة تجاوزت المليون جنيه من تحضير لزراعة وحصاد، وكشف أن المزارعين وُوجهوا بمعضلة أساسية وهي تسليم سماد اليوريا بالكاش نقداً وليس آجلاً للمزارعين الذين استلموا “الداب” و”التقاوي”، وأضاف أن الموسم مهدد بسبب التمويل، وقال إن الحكومة تنصلت من محصول القمح، وناشد وزير المالية ورئيس المجلس السيادي ورئيس مجلس الوزراء بالنظر لمحصول القمح بموضوعية.
قلة المياه
وأكد المزراع، عوض حسين، في القسم الوسط، أن الري ضعيف جداً وأن نسبة المساحات التي تم ريها بالمكتب لم يتجاوز 15% بسبب قلة المياه في الميجر بسبب الحشائش في الترع وغياب النظافة وانتقد اتجاه البنك الزراعي بإلزام الدفع المزارع بالكاش لشراء اليوربا بسعر (31) ألف جنيه للجوال واصفاً الخطوة بالسابقة في ظل إمكانية المزارع، ووصف السعر بالكبير وقال عبدالعظيم فضل المولى بمكتب الشوبرق دار السلام إن القنوات لم تصلها الكراكات من الموسم السابق وكلها حشائش طمي تعوق وصول المياه للحواشات مبيناً أن تأخير المدخلات والري تأخر بالموسم وطالب بنظافة القنوات وتحديد سعر تركيزي للقمح يوازي أسعار المدخلات.
وقال من قسم وادي شعير المزارع ـ إيهاب بلة ـ إن هناك غياب للمياه في الترعة لعدم النظافة وكثرة الإطماء وأن هناك 600 فدان لم يتم ري نسبة 30% منها، وقال إن المزراعين حتى بالطلمبات لم يجدوا المياه رغم أن المساحات جاهزة من كل المدخلات، مبيناً أن كل المدخلات عالية هذا الموسم وفوجئوا بعدم الري رغم التجهيزات قبل إعلان السعر التأشيري.
تحديد التكلفة
رئيس تجمع المزارعين ـ طارق أحمد الحاج ـ قال في تصريح صحفي إن الموسم الحالي استثنائي وإن العروة الحالية أصعب عروة تمر على المشروع، وقال أن أبرز المشكلات التي تواجه الموسم عدم تطهير قنوات الري والتمويل، ووصف مشكلة بـ”العويصة” واعتبر أن هذا يوضح عدم اهتمام الدولة بالزراعة، مشيراً الى أن وزارة المالية لم توفر المبالغ المرصودة للتمويل وأن البنك الزراعي موارده شحيحة ووجه رسالة تحذيرية للجهات المختصة أن القمح حالياً يواجه مشكلة السعر التركيزي الذي لم يحدد بعد، وهذه سابقة لم تحدث من قبل، وأضاف: كان يجب تحديده من وقت مبكر حتى يستطيع المزارعون تحديد التكلفة، وأكد ارتفاع أسعار المدخلات التي تجاوزت 200 ألف للفدان وأعرب عن أمله في تعامل الدولة بمسؤولية ووطنية مع قضايا مشروع الجزيرة، وتأسف طارق لعدم تمثيل وإشراك المزارع في قضاياه وتم إقصاؤه، وأكد أن استقرار اقتصاد البلاد مرهون بزراعة محصول القمح الاستراتيجي، وزاد أن كافة المشاريع المستهدفة بزراعة القمح تنتظر تحديد سعر التركيز.
الخرطوم: علي وقيع الله
صحيفة اليوم التالي