زراعة من غير تربة.. فكرة تلهم الدارفوريات
في معسكر بليل قرب مدينة نيالا، بولاية جنوب دارفور، وهو موطن لأكثر من (28) ألف شخص تقريباً، ابتدعت النساء بمساعدة عدة منظمات بينها برنامج الأغذية العالمي طرق جديدة ومبتكرة، لمجابهة الحياة القاسية التي امتدت لأكثر من عقد ونصف جراء الحرب.
من بين أكثر الإبداعات الملهمة “مشروع الزراعة المائية” الذي صُمِّم لإشراك النساء في المعسكر بشكل أكبر من مجرد الحصول على المساعدات الغذائية التقليدية.
فوق الماء
ويعمل المشروع على زراعة النباتات دون الحاجة إلى التربة أو المياه الغزيرة، ويوفر بيئة لتربية حيوانات المنازل، ويجنِّب ربات البيوت المشي لفترات طويلة لجمع الأعلاف لحيواناتهن، كما أنه يساعد على تقليل احتمالات نشوب النزاعات على أراضي الرعي والتي عادةً ما تندلع خلال موسم الصيف من كل عام.
زراعة من غير تربة
جودة عالية
“الآن بإمكان أطفالنا شرب حليبً عالي الجودة من ماعزنا الذي يتم تغذيته جيداً”، تقول مريم آدم محمد، وهي ضمن نساء بليل اللائي استفدن من المشروع، لموقع برنامج الغذاء العالمي، وتضيف “لقد ساعد المشروع على توحيد وتغيير مجتمعنا، حيث نعمل سوياً على تنظيف الصواني وسقي النباتات طوال العملية، لدرجة أننا نقدم المشورة لبعضنا البعض في أمور تتعلق برعاية حيواناتنا”.
زراعة من غير تربة
نقع البذور
تقول مريم “يوفر المشروع خيارات أعلاف صحية للحيوانات بدلاً من قصب الذرة الرفيعة الجافة أو أوراق الفول السوداني أو العشب”، وتضيف قائلة “الآن بإمكان أطفالنا شرب حليب عالي الجودة من ماعزنا الذي يتم تغذيته جيداً ويمكننا بيع حيواناتنا بأسعار السوق التنافسية لكسب بعض المال”.
وتتم عملية الزراعة المائية بنقع البذور في جرادل لمدة يومين، قبل وضعها على الأرض من أجل إنباتها، ومن ثم يتم نقلها إلى الوحدة المائية حيث تتحول إلى علف حيواني. تستغرق العملية كلها حوالي تسعة أيام.
تم إطلاق مشروع الزراعة المائية من خلال مبادرة حاضنة الابتكارات التابعة لبرنامج الأغذية العالمي، والذي يوفر فرصاً لدعم المجتمعات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في ظل ظروف معيشية قاسية.
الصيحة