2021.. عام الهجرة إلى خارج السودان
خبيرٌ اقتصاديٌّ: الهجرة لمصر مُمنهجة ومُدمِّرة للاقتصاد السوداني
رجل أعمال: ضعف الإرادة وقُصور المفاهيم أهم أسباب الهجرة
مُواطنون: الأوضاع بالسودان سيئة والهجرة أصبحت أمراً واقعاً
الخرطوم- أم بله النور
فضّلت بعض الأُسر السُّودانيّة الاستقرار خارج البلاد، منهم من ذهب لوحده، ومنهم ذهب مع أسرته، وتزايدت هذه الهجرة في الآونة الأخيرة بسبب الظروف الاقتصادية الذي تمر بها البلاد والأوضاع العامة، ولجأت الأسر الى أن تكمل تعليم أبنائها خارج الوطن، خاصةً بعد عدم الاستقرار الذي تشهده الجامعات السودانية، وشرعت فئاتٌ كبيرةٌ من الشعب السوداني في تصفية حساباتها بالبلاد ونقل أعمالها للخارج مُبررةً ذلك بسوء الوضع الاقتصادي والمُعاناة في سبيل الحصول على حياة كريمة، ومنهم من ذهب في رحلات علاجية واستطاب لها العيش وقرّرت الاستمرار بالعيش لعدة أسباب، ولكن لتلك الهجرة انعكاساتٌ أخرى، نتناولها في سياق التقرير التالي:
فرصة ذهبية
التقت “الصيحة” بسيدة في العقد الخامس من عمرها، وذكرت أنها زارت القاهرة في المرة الأولى في رحلة علاجية وأعجبت جداً بوضع البلد، والحمد لله تعافت من الامراض الذي تشكو منها، وعند عودتها السودان قارنت الوضع، فقرّرت الاستقرار هي وأسرتها بالقاهرة، وأضافت بأنها تعمل في مركز تجميل وسوف تنقل عملها لمصر، وإنها في انتظار ابنها الذي يستعد للجلوس لامتحانات الشهادة السودانية، مُؤكِّدة أنّها سوف تشرع في توفير فرصة دراسية بإحدى الجامعات المصرية.
وأفاد لـ”الصيحة” مواطن آخر يعمل في إحدى المدن المصرية، وإنه يقوم بزيارة أسرته للسودان كل ثلاثة أشهر، وأشار إلى أنه في إجازته الأخيرة لاحظ سوء الوضع الاقتصادي بالبلاد وعدم استقرار العام الدراسي، ومعاناة أسرته في سبيل الحصول على أدنى مقومات الحياة، فقرر أن ينقل أسرته معه والتي تتكون من خمسة أفراد إلى مصر، وقام بتسجيل أطفاله في مدارس سودانية بمصر.
والتقت “الصيحة” أيضاً بشابة سودانية في مقتبل العمر، أفادت بأنها استقرت في جمهورية مصر منذ حوالي عامين، وأوضحت أن سبب استقرارها في مصر بسبب ابنها الذي يتلقى العلاج هناك، وأكدت بعد استقرارها في مصر ومواصلة العلاج تعافى بنسبة كبيرة بعد أن فقدت الأمل، وأضافت أن الحياة سهلة جداً، وفرص العمل متوفرة، ولا تعاني في الحياة، وأشارت إلى أن زوجها قد لحق بهم إلى مصر ووجد فرصة عمل ووضعه تحسّن جداً مُقارنةً بالسودان.
هجرة جماعية
وكشف أحد المستقرين بمصر، أن منطقة فيصل في القاهرة فقط بها أكثر من 30 مدرسة سودانية خاصة، إضافةً إلى مدرستين تابعتين للسفارة، ومدرستين تابعتين للمجلس الأفريقي، وأكثر من 20 ألف طالب، وشوارع مأهولة بالكامل بالسودانيين، وكشف عن أن المبنى الذي يسكن به فيها الآن في الطالبية بها 28 شقة، ثلاث شقق فقط تسكنها أسر مصرية والبقية لسودانيين.
أخطاءٌ كبيرةٌ
في حديثه “الصيحة”، أرجع الخبير الاقتصادي د. عادل عبد المنعم، إلى أنّ الهجرة لمصر بدأت منذ العام 2016م عند افتتاح المعابر البرية معها، وقال ان ذلك كان خطأً كبيراً اتخذته الحكومة السودانية، وأضاف أن الافتتاح لم يكن عبر خُطط استراتيجية ودراسات جدوى، وساهمت تلك المعابر في تدفق السلع المصرية المعفاة من الرسوم الجمركية للبلاد عبر إغراق السوق السوداني وتحطيم الصناعة المحلية، إلى جانب تهريب المحاصيل السودانية وتصديرها عبر مصر، باعتبارها بلداً منشأً لتلك المحاصيل، وأضاف عادل أن مصر استفادت كثيرا من تلك الطريق البري 70%، ومن اسباب تدهور الأوضاع يعود لفتح المعابر.
تدميرٌ ممنهجٌ
وكشف عادل عبر دارسة أجراها في وقتٍ سابقٍ، أن الهجرة فيها استنزافٌ كبيرٌ لموارد البلاد وتقدر الخسائر لأكثر من 4 مليارات دولار سنوياً بسبب الهجرة لمصر، وكشف أنها ممنهجة لتدمير الاقتصاد السوداني وإهدار الموارد الطبيعية والبشرية، وقال أيضاً أن المواطن السوداني قد يخسر كثيراً ببيع ممتلكاته والتفريط فيها بشراء وحدات سكنية لا تُملّك له في المستقبل، وأرجع ذلك للقيود التي تفرضها الحكومة المصرية في التمليك العقاري، واستشهد بعدد من الأسر التي أجرت أكثر من “18” إجراء لتحويل ملكية وحدة سكنية لصالحهم وجميعها لم تُكلّل بالنجاح، وأضاف أن بقرار واحد من رئاسة الجمهورية المصرية قد يفقد الأجنبي عقاراته، مشيراً إلى أنه جميع السودانيين يذهبون للعيش في أحياء شعبية بعد بيع ممتلكاتهم بأكثر من 25 ألف دولار وهو مبلغ كافٍ للاسثمار الربحي بالبنوك السُّودانيّة، وحذّر المواطنين من تلك الخطوة، معضدًا حديثه بانتشار الأمراض خاصةً الكبد الوبائي الناتج عن الأطعمة الملوثة بمياه الصرف الصحي.
انعدام الحلول
ويرى عادل ان المسألة معقدة وفي الوقت الراهن لا تتوفر اي نوع من الحلول لعدم وجود حكومة، لان السودان يعيش حالة صراع كبير من أجل السلطة، لذلك توقع تفاقم الأزمة وزيادة اعداد المهاجرين.
استقرارٌ عامٌ
بينما اختلف مع الحديث السابق، رجل الأعمال دكتور أحمد الشيخ، الذي أكد أن الحكومة المصرية وضعت قوانين تمكن الأجانب من امتلاك الوحدات السكنية مسجلة بالشهر العقاري، وبمُوجب تلك القوانين يُمكن البيع والشراء والتوريث، وأضاف أحمد أن مصر توفر كافة الخدمات الضرورية للحياة في مكان واحد من صحة وتعليم وخدمات البنى التحتية متوفرة على أعلى مستوى، لذلك تعتبر بيئة جاذبة للعيش بالإضافة الى ارتفاع قيمة الجنيه المصري اصبح من الامور المشجعة للعمل خاصة فئة الشباب، وأرجع تلك الهجرة لفشل حكومة الفترة الانتقالية من تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وانشغالها بالصراع السياسي، وكشف عن هجرة عشرات رجال الأعمال للعمل والاستقرار بمصر، الامر الذي افقد البلاد اموالاً استثمارية ضخمة، نتيجة لضعف الإرادة وقصور في المفاهيم الاقتصاية والتنموية أدّت لزيادة الهجرة.
سياساتٌ عقيمةٌ
رغم أن السودان يعتبر سلة غذاء العالم، الا ان قصور الفكر والسياسات العقيمة جعلت منه بيئة غير مشجعة للاستثمار، بل أصبح من المستحيل حصول البلاد على تلك الفرص نتيجة لعدم وجود استقرار وقوانين ثابتَة، وهناك تذبذبٌ كبيرٌ، وإن الدولة ليست لديها إرادة سياسية لدعم الاستثمار، وليست لديها القدرة على التطوير، بعكس مصر التي لا تتأثّر قوانين الاستثمار بتغيير الأشخاص، لذلك كان الاِتّجاه إليها.
الخرطوم- أم بله النور
الصيحة
أولاً : تعجبت من كلام د. عادل عبدالمنعم أن هناك قيود تفرضها الدولة المصرية في مسألة التمليك العقاري .. والشواهد على عدم دقة كلامه تقول غير ذلك .
ثانياً : ما أورده رجل الأعمال د. أحمد الشيخ هو الكلام الصحيح من ناحية التملك ، كما أن بقية حديثه يعكس بالفعل الواقع ولا غبار على كلامه .. دون الخوض في التفاصيل .
ثالثاً : أنا كمواطن مغترب أوشك على التقاعد .. كنت دائماً أراهن على أن بلدي هي الأولى أن استقر بها باقي العمر واستثمر ما جمعته ليعود النفع عليّ وعلى غيري من مواطني بلدي حتى لو وفرت لقمة عيش كريمة ولو لعدد قليل منهم ، لكن بكل أمانة وبكل أسف أيضاً … ليس هناك ما يشجع على ذلك ، بنية تحتية متهالكة .. خدمات تكاد تكون معدومة .. سيولة أمنية مخيفة ، وضع اقتصادي وسياسي متدهور تنعدم معه أي رؤية لما يحمله المستقبل .. فكيف بالله عليكم أن تستغربوا إذا أخذ المواطن يبحث عن وجهةٍ أخرى (مصر أو غيرها ) لينعم بشي من الإستقرار والطمأنينة رغم قساوة ذلك الخيار الذي طالما كنت ضده .
رابعاً وأخيراً .. والله إن في القلب لحسرة أن يصل الحال ببلدْ مثل السودان إلى هذا المستوى الذي يصبح معه طارد لإبنائه .. وكم امتعض كلما تذكرت ما قاله الصحفي محمد حسنين هيكل ” السودان بلد عظيم .. لكن أبناؤه فشلوا في إدارته” ..
فمن له رأي أو نصيحة منطقية وواقعية من القراء الكرام .. فليسعفنا بها .. الواحد والله أصبح في دوامة من التشويش لا يُحسد عليها ..
ودمتم بخير
البركه فى تسقط بس وسقطت بس خمو وصروا
السودان اليوم محتل من ملايش غير سودانية بواسطة سودانيين خونه الخلايجية مع المصريين يتفقوا ضد السودان للاسف من مشروع سد مروي وضحت نوايا هذه الدول وكيف لعبت المخابرات المصرية بواسطة المسؤولييين واتعجب لمن صحفي يكتب او ناشط او اي شخص عامل فيها فاهم يجبن لكلمة الحق بعيدا من كوز وان كان الوزر الاكبر عليهم هل الحزب الانتماء يعمي بصيرة الناس الم يكن من العار والعيب ناس بموقع القرار تفرط في الارض ياخي اي اموال سرقتوها ما بتهمني وقسما بالله انا صادق لكن بيع البلد والقرار والقتل لن اغفره لكم يعني شنو لو جمعت وبقيت اغنى انسان وانت عميل او خدمت العمالة عن جهل عن قصد التاريخ لن يرحمكم وبلدنا لو كل الناس طلعت لن افكر ان اترك وطني مهما كان الثمن وكلاء النيابة بالولايات وخاصة الولاية الشمالية فيهم من يعمل لتهجير والتغيير الاجتماعي يسلبون اراضي الناس قضاة ونيابة خونه خونه وسوف يجدون مصيرهم بحول الله هذه ارض افهموا طبيعة نشاة الانسان من مكان لمكان يختلف