محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: من المواطنين (الكرام) إلى المواطنين (الأعداء)

(1)

مهم جداً أن نقول إن ما كتبه النقيب سرالختم صلاح السالمابي الاسبوع الماضي في صحيفة (القوات المسلحة) تحت عنوان (الأمر تعدى السلمية واستعدى) لا يمثل القوات المسلحة ولا يعبر عنها وان جاء المقال في صحيفة (القوات المسلحة).

الصحف (الحزبية) لا تفعل ذلك ولا تتحدث بهذه اللغة.

مقام القوات المسلحة اعظم من هذا الفهم وابعد من السقف الذي يكتب منه السالمابي وهو يحمل رتبة رفيعة في الجيش ويضع صورته بالبزة الرسمية للقوات المسلحة في ترويسة مقاله وهو يحمل (قلمه) لا (بندقيته).

هذا الخلط والتداخل هو الذي اضر بنا وهو الذي يقودنا الى الهلاك . يمكن ان نرى هذا النقيب بهذا الفهم يجري عملية قلب مفتوح في مستشفى السلاح الطبي!!

ويمكن ان نراه يضع تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم!!

تلك الثورة العظيمة وهذا الحراك الشعبي الكبير من ضمن اهدافه ان تعود للقوات المسلحة قوتها – السياسة والسلطة تفسد القوات المسلحة يجب الفصل بين الجيش والسلطة كما يحدث في كل دول العالم المتقدم.

مثل هذه الخطابات والكتابات والتصريحات التى تأتي من رتب في الجيش تزيد من خطاب الكراهية وتخصم من القوات المسلحة التى نعتبرها دائماً خطاً احمر ودائماً هي في محل تقدير واحترام.

لن نقبل الاساءة للجيش او النيل منه حتى من الذين يلبسون بزته العسكرية.

الاحزاب تقوم وتتنافس على السلطة وتحترف السياسة هذا امر طبيعي يحدث في امريكا وبريطانيا ودول العالم الاول التى تقدمت بأحزابها.

لماذا يريدون من الجيش ان يدخل في معترك (سياسي) مع الأحزاب؟ وهذا ليس ملعباً للجيش.

الاحزاب ايضاً تحمل هم الوطن وتعمل من اجل امنه واستقراره بطرق مدنية و سلمية وعلمية لا تتوفر للجيش.

انتم لم تخقلوا للسلطة.

لا امن ولا استقرار يفرض بالبندقية.

نحلم بجيش قوي .. جيش واحد وننتظر دمج الحركات المسلحة والدعم السريع في الجيش (هذه اعظم امانينا) ..ان كنتم تريدون الاستقرار والأمن وتعملون من اجل مصلحة الجيش حقاً ادمجوا كل تلك الجيوش في (القوات المسلحة).

الخطورة تأتي من هنا وتظهر من (7) جيوش تتواجد في العاصمة ..لا يمكن ان تكون الخطورة من (المواطن) الذي جعلوه (عدواً) وهو لا يحمل سلاحاً ولا يملك غير (السلمية).

اذا نجح البرهان في الدمج فسوف يحفظ له التاريخ ذلك.

افغانستان واليمن والصومال وسوريا وليبيا لا يوجد فيها هذا العدد من الجيوش.

(2)

كتب النقيب سرالختم السالمابي فيما كتب : ( ان القوات المسلحة الى الآن تنظر الى المواطن على انه مواطن ولكن ان يقتل المواطن افراداً في القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى من داخل المظاهرات فهذا الامر يضع المواطن في خانة العدو الذي سوف يتم التعامل معه وفق التدابير التى يجب اتخاذها في مواجهة العدو).

هذا الحديث كان قبل مقتل العقيد شهيد الشرطة السودانية – مما يعني ان الامر كأنه كان مرتباً للوصول الى هذا (الاحتقان).

لا يعقل ان تتحدث عن مقتل نظامى قبل حدوثه.

الاكيد ان النقيب السالمابي لا يمثل القوات المسلحة ولا يعبر عنها – فهي محل تقدير دائماً وهي ملتزمة بقسمها ويمينها بحماية الدستور والأرض والشعب. لكن ان يكون مثل هذا النقيب من بين الذين يفكرون للقوات المسلحة او من يشوهون دورها المقدس في حقيقة الامر فهو امر يبقى جد خطير.

نريد ان تكون العلاقة بين الشعب والجيش مبنية على الحب والثقة والاحترام ومثل هذه الكتابات التى جاء بها السالمابي تضرب في علاقة الشعب مع اهم مؤسساته القومية والوطنية.

الشعب ينشئ القوات المسلحة وليس العكس.

في القوات المسلحة هناك رجال كالأسود الضارية يموتون الف مرة لحماية الارض وإنسانها.

لن ننسى لهم ذلك وهم ما زالوا بيننا.

هناك نماذج مشرفة للجيش ورجالاته في هذه الثورة لا يجهل دورهم وفضلهم.

من ثم نقول للنقيب اياه ان (العدو) الذي يجب ان تتعامل معه القوات المسلحة هو الذي يحتل حدود البلاد وهو الذي يضرب اقتصادها بتهريب ذهبها وثروتها، العدو هو الذي يقتل ابناء هذا الوطن.

لقد كانت القوات المسلحة قبل ثورة ديسمبر المجيدة تقاتل في الحركات المسلحة وجاءت الثورة العظيمة فنقلت الحركات المسلحة من خانة (العدو) الى (الشريك) وأصبح قادتها شركاء في السلطة بنص الدستور – هل يمكن ان تنتقل العداوة بعد ذلك للمواطن؟

كلام النقيب فيه تهديد مباشر للمواطن وتنكيل به وهو امر يجب ان يحاسب عليه وهو يقول (ان القوات المسلحة الى الآن تنظر الى المواطن على انه مواطن). وماذا بعد ذلك؟

هناك قانون وقضاء يملك محاسبة كل من يتجاوز في حق الوطن من الشعب او من الجيش.

لا تأخذ الاشياء ولا تحسب (الوطنية) من منظار القوات المسلحة.

الغريب ان السالمابي يتحدث عن (المواطن) بشكل مطلق ونحن هنا نتحدث عن (نقيب) لا يمثل القوات المسلحة في شيء.

النقيب تحدث ايضاً عن (الاحزاب) ويقول :(ان القوات المسلحة اصبح يناصبها المواطن المغرر به عداءً غبر مبرر بإيعاز من تلك الاحزاب المعروفة التى جُبلت على كراهية الجيش الذي منعها وسيظل يمنعها ما بقى هنالك جيش في هذا الوطن من تفتيته وتمزيقه وبيعه لأسيادهم).

هنا دعونا نسأل النقيب كيف تجعلون المواطن عدواً لكم وأنت تقول انه مغرر به من الاحزاب.

الكراهية للجيش تأتي من مثل هذا الكلام وليس من الاحزاب فكيف ان اصبح المواطن (عدواً).

ان كتائب الظل في العهد البائد لم تكن تمتلك هذه الجرأة التى يكتب بها نقيب في الجيش عن المواطن السوداني ويقول عنه (المواطن العدو).

النقيب يخشى على الوطن من تفتيته وتمزيقه وبيعه بسبب (الاحزاب) وهو لا يدري ان مثل هذا الكلام الذي جعل فيه النقيب المواطن (عدواً) هو الذي يفتت ويمزق ويبيع الوطن.

وهل هناك (تفتيت وتمزيق) للوطن اكبر من ان يكون المواطن (عدواً)!!

حتى الحكومات الشمولية والدكتاتورية كانت تخاطب المواطنين بأدب واحترام وهي تقول عنهم : المواطنون (الكرام) أتأتي انت في زمن الثورة وتخاطبهم بالمواطنين (الاعداء).

الاحزاب لا تملك شيئاً حتى تبيعه للأسياد فهم لا حول ولا قوة لهم – ابحث عن الذين يمتلكون.

(3)

بغم /

لا يوجد وطن يبني بالطلقة.

ألم تقرأوا لمحجوب شريف هذا ؟

حنبنيهو..

البنحلم بيهو يوماتى

وطن حدّادى مدّادى

ما بنبنيهو فرّادى

ولا بالضجة فى الرادى

ولا الخطب الحماسيّة

صحيفة الانتباهة

‫2 تعليقات

  1. هذا الكاتب يعلم أن القوات المسلحة عامل أساسي في الفترة الانتقالية ولها إرث في ذلك وتعلم كيف نقلت السودان سابقا للديمقراطية السودانية الفاشلة وأهلها الفرقاء، ولكن أجندتك الشيوعية العفنة التي نشأت على الانقلابات داخل وخارج السودان وعلى قتل الضباط داخل بيت الضيافة هي العدو وأنت هو العدو المقصود بمقال الضابط وليس الأبرياء من أطفال المدارس والمشردين الذين تستغلونهم لأغراض حزبية وتضعوهم على أسوار المناطق العسكرية لتعريضهم للخطر ويجب أن تحاكموا على ذلك، يجب أن يجمع كل الأطفال من المظاهرات ويعرضون في القنوات وتحاكم قياداتكم وكتابكم يا شيوبعثيين على استغلال الأطفال بهذه البشاعة، وبالمناسبة يجب أن يفحص دمهم بإشراف دولي لفحص المخدرات وتحديد نوعها. ألم يغني محجوب شريفك هذا لانقلاب مايو الشيوعي بقيادة العقيد نميري يا فارِسنا و حارِسنا

    يا بيتنا و مدارِسنا

    كُنّا زمن نَفتِش ليك

    و جيتنا الليلة كايسنا

    يا حارِسنا…

    حبابَك ما غريب الدار

    و ماك لي حقّنا الودّار

    كُنّا زمن نَفتِش ليك

    و جيتنا الليلة كايسنا

    يا حارسنا…

    جيتنا و فِيك ملامحنا

    بَعَد يا مايو ما يئسنا

    بنرجع ليك توصينا

    بنسمع ليك تحدثنا…

    و بيك يا مايو يا سيف الفِداء المسلول

    نشِق أعدانا عرض و طول

    حَلَفنا نقيف و نتحزم

    نشدّ الساعِد المفتول

    عشان نبني إشتراكية

    و نرفع راية هُم خلُّوها

    فوق الساقية متكية

    و دقت ساعة كانت نجمة

    في أعماقنا منسيّة…

    و كانت ليلة الميلاد

    و كانت عودة الأمجاد

    و كانت حسرة الجلّاد

    و كانت غنوة الشارع

    حباب الإشتراكية…

  2. الاشتراكية الشيوعية يا حاردلو هي الدمرت الاقتصاد وطردت الشركات الأوروبية والأمريكية وحتى السودانية من السودان سنة 70 للأبد ومنها بدأ انهيار العملة السودانية الذي لم يتوقف حتى الآن والتاريخ لم يبدأ من البشير ولا الكيزان بل بدأ بطرد الشيوعيين من البرلمان بسبب سبهم للنبي الكريم وأهل بيته بأبشع الألفاظ في البرلمان وكان الطرد بقيادة الزعيم الأزهري مؤسس السودان والصادق المهدي والهادي المهدي ومحمد صالح عمر زعيم الميثاق وجميعهم قتلهم الشيوعيون على التوالي إنتقاما للطرد من البرلمان سنة 65 بعد أن اغتالوا شخصياتهم بالحملات الإعلامية المضللة.