أردوغان يأمل في إعادة العلاقات التركية السعودية.. لماذا الآن وما إمكانية التقارب؟
في خضم مساعيه الأخيرة للتقارب مع دول الخليج، والتي كان آخرها زيارته التاريخية لدولة الإمارات، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبة بلاده في تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
وقال أردوغان، في كلمة له، نقلتها وكالة “الأناضول” التركية، أمس الثلاثاء، إن بلاده “تريد تعزيز علاقاتنا مع السعودية، وترغب في دفع الحوار الإيجابي معها قدما بخطوات ملموسة في الفترة المقبلة”.
وأكد مراقبون أن الظروف الحالية تشير إلى إمكانية التقارب السعودي التركي، في ظل تحركات أنقرة الأخيرة، مشددين على ضرورة بدء تحركات تركية في اتجاه إعادة الثقة مع المملكة.
رغبة تركية
وأكد أردوغان مواصلة الحوار الإيجابي مع السعودية، معربا عن رغبته في إحراز تقدم في المرحلة المقبلة حول الأمر.
وقال، خلال رحلة العودة من الإمارات: “حوارنا الإيجابي متواصل مع السعودية، ونرغب في إحراز تقدم في المرحلة المقبلة عبر اتخاذ خطوات ملموسة”، وذلك في أعقاب توتر العلاقات على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، بحسب وكالة “الأناضول” التركية.
كما قال الرئيس التركي في وقت سابق، إنه يعتزم زيارة المملكة العربية السعودية خلال شهر فبراير/ شباط الجاري.
ونشر الحساب الرسمي لقناة “الشرق” الإخبارية السعودية على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا لأردوغان وهو يرد على سؤال سيدة على هامش مشاركته في مؤتمر المصدرين في إسطنبول، للإعلان عن أرقام الصادرات خلال العام 2021.
ضمانات مطلوبة
اعتبر سعد عبد الله الحامد، الكاتب السعودي، والمستشار في المنازعات الدولية، أن “إعادة العلاقات السعودية التركية موضوع شائك ويعتمد في المقام الأول على الرغبة التركية لإعادة الأمور لطبيعتها سواء مع السعودية أو مع الإمارات، أو مصر، مؤكدًا أن ما عمق الفتور بينهما السياسة التركية في عهد أردوغان خلال الفترة السابقة بدءًا من الثورات في الدول العربية ودعم تيارات الإسلام السياسي، وبعض الجماعات الإرهابية والسياسة العدائية التي كانت تنتهجها حيال دول عربية، والحملات الإعلامية الأخرى والتي كانت تؤثر بشكل أو بآخر على العلاقات، والتي كانت تطلقها سواء في ملف مقتل الصحفي جمال خاشقجي أو غيره، مع عدم وضوح السياسية الخارجية التركية في الفترة السابقة”.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، “هناك تغير كبير في السياسة الخارجية تحاول تركيا أن تنتهجه من خلال إعادة تموضعها، وبسبب أوضاعها الاقتصادية السيئة التي أثرت على الداخل التركي، وعلى وضع حزب العدالة والتنمية وأردوغان وصعوبة الانتخابات القادمة له، فالمعارضة بالداخل والمواطن التركي ينشد تغييرا كبيرًا نتيجة للسياسات الاقتصادية داخل تركيا والتي كانت تؤثر بشكل أو بآخر على المواطن، وبالتالي عودة العلاقات مرهون بمدى وجود مصداقية وضمانات بتغيير سياسته”.
العربية نت