محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: مخاض الديمقراطية الرابعة

(1)

هجمة شرسة وجهت نحو (القحاتة) – وربما كنا نحن بحسن نية جزءاً من هذه الحملة – فالديمقراطية تعني عندنا أن نشتم ونسب (الديمقراطي) لنثبت الديمقراطية ونؤكدها.
لم نمنحهم الوقت الكافي لنحكم عليهم وساعدنا من غير قصد أصحاب الأجندة في وأد التجربة الديمقراطية.
هكذا فعلناها في ثلاثة ديمقراطيات سابقة.
كنا لا نصبر ولا نحتمل الحكم الديمقراطي حتى مكنّا الحكم الشمولي والعسكري منا وكنا نعيده للواجهة كلما دحرته الثورات المجيدة والإنتفاضات الشعبية.
نحن نقبل الغلاء والمعاناة والضنك – نقبل المرض والموت – نقبل كل شيء من (الطغاة) ..ولا نقبله من سواهم حتى وإن كان ذلك عليهم من باب العدالة والقصاص.
الديمقراطية تعني عندنا عدم الصبر على الديمقراطية نفسها.
الديمقراطية هي أن نلعن الديمقراطية وأن نسب الذين خلفوها.
شيطّنا (لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو) وأظهرناهم في صور وحشية قاتمة ..وظننا أن الحل في حل هذه اللجنة أو تجميد نشاطها.
الآن تم تجميد نشاط اللجنة التي يوجد أعضائها في السجن ..هل إنتهت الأزمات ؟ هل عاد الاستثمار الذي كانوا يقولون عنه أن لجنة تفكيك نظام الإنقاذ سبباً في ركوده.
تعجبت عندما رأيت أسر قيادات النظام البائد وهم يخرجون في وقفة إحتجاجية من أجل إطلاق سراح الذين افسدوا في العهد البائد.
هل وصلت (الوقاحة) عندهم لهذا الحد؟
هذه الوقفة لم تقم بها اسر الذين استشهدوا في الحراك الثوري والذين فقدوا أبنائهم في مجزرة فض الإعتصام وفي الإحتجاجات التي خرجت بعد إنقلاب 25 أكتوبر.
أسر الذين أفسدوا وقتلوا بلغوا من الجرأة ان يعلنوا عن وقفة إحتجاجية من أجل إطلاق سراح الطغاة ولجنة نبيل أديب مازالت تشاهد في (فيديوهات) مجزرة فض الاعتصام.
(2)

الإمام الصادق المهدي لم يقتل ولم يسرق – مارس (الديمقراطية) في حياته كما يجب أن تكون ، مع ذلك هو أكثر شخصية سودانية منذ الاستقلال وحتى وقتنا هذا تعرض للهجوم والنقد وإغتيال الشخصية.
في الديمقراطية الثالثة كان إذا زاد سعر السكر (مليماً) واحداً ..أو إرتفع سعر الخبز (قرشاً) ، خرج الشعب كله للشارع وأضرب العمال في المصانع والسكة الحديد ومؤسسات الدولة الكبرى رفضاً لهذه الزيادات وهم يسخرون من رئيس الوزراء الصادق المهدي الذي كان وهو رئيساً للحكومة (مسخرة) لرسامي الكاريكاتير وهم يرسمونه بأنفه الضخم.
فعلوا ذلك بمن جاءت به صناديق الإقتراع وإختاره الشعب رئيساً للحكومة ، أما الذين جاءوا عبر الإنقلابات العسكرية وأستولوا على السلطة بليل لا يملكون إلّا الهتاف والتصفيق لهم.
القتلة والمجرمون والفاسدون يمجدونهم ويتغزلون فيهم ليحكموا البلاد (16) عاماً أو (30) عاماً وهم يرفعون شعار (ما لدنيا قد عملنا) و (هي لله هي لله).
لو صبرنا على تجاربنا الديمقراطية لما وصل بينا الحال إلى ما وصلنا إليه الآن؟
عندما كان حمدوك رئيساً للوزراء كانت إذا إرتفعت درجات الحرارة يلعنوا (المدنية).
سخروا من حمدوك ونعتوه بأسوأ الأوصاف تمهيداً للإنقلاب عليه ..وعندما وقع الإنقلاب سكتوا عن المعاناة والغلاء.
زيادات بشكل يومي في أسعار (الخبز)..تعرفة خرافية لأسعار الكهرباء… أسعار الوقود تعدت درجة الغليان والإشتعال.
لماذا تصمتون الآن ولا تتحدثون عن تلك (المعاناة) التي يعيش فيها الشعب السوداني.
كانوا يتحدثون عن التفلتات الأمنية وقطوعات الكهرباء – الآن لا أحد يتحدث عن ذلك.
أنتم موعودون بصيف خال من (الكهرباء).
هذا الصبر سوف يقودكم إلى المزيد من الضياع والخراب.
(3)

أنظروا إلى الشباب الذين فقدناهم بعد 25 أكتوبر – صورهم تنضح بالحياة والوطن والسلام.
لقد ماتوا في (سلام) تحكيه ملامحهم البريئة.
قرأت في إحدى الصفحات الثورية هذا الخبر : ( تركيب الطرف الصناعي للبطل مهيد فيصل بدولة الهند وبداية جلسات التأهيل والتمارين. وكان مهيد قد أصيب يوم الإنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م برصاصتين في الفخذ الأيمن بميدان بري المحس. وأجريت له (3) عمليات لمحاولة إنقاذ الشرايين و الأوردة. وبذل الأطباء جهوداً مضنية لمحاولة ترميم الشرايين ولكن إرادة الله شاءت غير ذلك وتم بتر الساق من فوق الركبة يوم 6 نوفمبر ..أسرة مهند تشكر الجميع على الوقفة العظيمة والدعوات الطيبات).
أسرة البطل مهند رأت وهي في هذا الموقف أن تشكر الجميع …أية بطولة أعظم من بطولة هذه الأسرة؟
أسر الطغاة خرجوا في وقفات إحتجاجية ..بينما أسرة البطل مهند رأت أن تشكر الجميع.
هذه هي الثورة.
ذلك هو الوعي الذي نريد.
نسيت أن أقول لكم أن الخبر الذي نزل في صفحة (إعلام الثورة) على (الفيس بوك) نزل من صورة البطل مهند بطرفه المبتور وبإبتسامة تضيء السودان كله وتؤكد أن الغد أفضل وأن المستقبل سوف يكون لهؤلاء الأبطال – الذين دفعوا حياتهم وأبدانهم وأطرافهم من أجل المدنية والحرية والسلام والعدالة.
(4)

بغم /
هذه الثورة وعيها ونضجوها وفلاحها وصلاحها ليس فقط في أن أولئك الشباب قدموا حياتهم من أجلها …وإنما في أن جبريل إبراهيم ومبارك الفاضل وأبوالقاسم برطم والتوم هجو ومبارك أردول يقفون ضدها.
إنقلاب 25 أكتوبر أكبر مكسب فيه للثورة المجيدة يتمثل في أن جبريل إبراهيم ومبارك الفاضل وأبوالقاسم برطم والتوم هجو ومبارك أردول يقفون معه.

صحيفة الانتباهة

‫4 تعليقات

  1. قرف يقرفك، ثلاتة سنين وما أديناهم فرصة؟؟!!!، أكتر من كده يزعطونا وللا شنو؟ تاني كان نزلوا من السما ما بشموها وانتا تنبح كده زي الكلب 30 سنة جاية.

  2. ده كان كوز متسلق ينال أجره من صحف كيزانية ثم بقدرة قادر اصبح قحاتي تعيس مع الموجة وحاليا ينعق كالبوم .