هروب المؤسس: كبائر في حق الوطن.. ومآلات المسرح السياسي (١)
– (لا يعرف مسقط السهم الا من اطلقه ) حكمة عربية ..
– ٢ يناير تقدم باستقالته رئيس مجلس الوزراء دعبدالله حمدوك والذي شغل المنصب لعامين ونصف .. ليلحق بمجموعته المخلوعة عن السلطة في ٢٥ اكتوبر الماضي من تحالف اليسار والعلمانية والفاقد الجماهيري ..
– جاء حمدوك الي السلطة بلا تاريخ سياسي سوي إنتمائه (للحزب الشيوعي السوداني) ولا كسب تنغيذي او تجربه تسعفه في إدارة الدولة ولا معرفة ودراية بازمات البلاد تمكنه من معرفة مواطن الخلل ولم الشمل ولا صلات برموز المجتمع وقادته فتقدم له النُصح وتسديه الحكمة وتجبر بخاطره عند الحاجة ولا تواضع سوداني فيختلط بالجماهير ويعايش الشعب همومه واحزانه ودموع الفقر والفاقة فيقاسمه الهم والجراح والاخذ بيده نحو مشوار الامل والعمل والكفاح ..
– حوّل الاعلام المصنوع الرجل باهت السيرة الي ايقونة وكل سِفر سيرته الذاتية سطر كتبه الاسلاميين نصفه (حين ترشيحه لخزانة المال ) والنصف الاخر (تزكية مكتوبة من نائب رئيس الموتمر الوطني بروف غندور لاعتماده بالاتحاد الافريقي) ..
– طُوِيت صفحة من تاريخ العبث السياسي السوداني تتجلي عبرها فوضي الممارسة وبدائية التجريب وضيق الأفق ومحدودية القدرات وبؤس الضمير لكل من شارك في سلطة ما بعد إنقلاب اللجنة الامنية نسخة الجنرال (إبن عوف ) تحديث الجنرال (البرهان) ..
– بهروب حمدوك المُعلن من ساحة العمل السياسي إنقصت أسوأ حقبة حلت بتاريخ السودان الحديث واطول مدّة سيطر خلالها اليسار الشيوعي والبعثي والعلماني علي مقاليد الحكم بالبلاد قدم خلالها كامل فصول هدم اركان السيادة والدستور وتقويض الاستقلال وغياب القانون ومؤسسات العدل وانتهاك الحقوق السياسية والمدنية والحريات العامة ونهب الحقوق والاموال وفصل وتشريد العاملين وتحويل الخدمة المدنية ودلاب العمل الي فترينة تُباع فيها الوظائف وتُهدي ارفع المواقع لكادر الفاقد الجماهيري العلماني اليساري فتعطلت مصالح الشعب وانعدمت الخدمات واضحت جرائم نهب المال العام والفساد والرشوة جزء من سمات السلطة والجديدة وعلي الشعب ان يتصالح معها جبرا ً ..
– لم يترك حمدوك فضيلة الا طالها ولا كبيرة الا سعي لها فاحال جُلباب الوطن الي ثقوب وطُهره عطنه في المخازي والرزائل ..
– ١/ يونيو ٢٠٢٠م أصدر مجلس الامن الدولي قراره رقم ٢٥٢٤ بتعيين بعثة دولية خاصة للبلاد إستجابة لطلب (حمدوك) دون تفويض ولا حتي مشاورة مع جلس السيادة في اتهاك صريح للسيادة الدولية ..
– ٢/ ابريل ٢٠٢٠م قدم اعتراف لامريكا بارتكاب السودان لجريمة لم يقترفها بتعويضه لضحايا المدمرة الامريكية كول (٧٠ مليون دولار) والتي لم يكن للسودان متهما بها اصلا .. إذ قامت الCIA باغتيال المتهمين في العام ٢٠٠٢م واليمن بمحاكمة المشتبه بهم في العام ٢٠٠٤م .
– ٣/ اغسطس ٢٠٢٠م دفع للسودان بامره مبلغ ٣٣٥ مليون دولار تعويض لاسر ضحايا تفجيري سفارتي امريكا بنيروبي ودار السلام ١٩٩٨م .. وهو تاريخ ضرب مصنع الشفاء ٢٠ اغسطس بكذبة انه ينتج مواد كيميائية .. والمفارقة ان محكمة امريكية برئت الحكومة السودانية في العام ٢٠١٧ م فتم نقض الحكم بمحكمة اعلي ولكن المحكمة العليا اقرت التعديل الاتحادي الصادر في ٢٠٠٨م والمتعلق بقانون ( الحصانات السيادية الاجنبية ) والذي يسمح برفع دعاوي ضد الدول الاجنبية للمطالبة بتعويضات تاديبية صادر بعد حادثة التفجير (اكتوبر ٢٠٠٠م) ولكنه الابتزاز الامريكي والخضوع والاستسلام (الحمدوكي) البائس والا فمالذي جعل اسر الضحايا والمحكمة تقبل بتسوية بمبلغ زهيد ٣٣٥ مليون (من اموال الفقراء والمعدمين ) مقابل قرار المحكمة المقدر ب ١٠.٣ مليار دولار .
– ٤/ (حمدوك) رفع الدعم عن السلع والخدمات الاستراتيجية من وقود ودقيق وكهرباء ودواء وعلاج مجاني بالطوارئ والامراض باهظة التكاليف من كُلي وسرطان واطفال دون سن الخامسة وتعليم .. وتطبيق وصفة صندوق وبنك النقد الدوليين المتوحشة ببلد نسبة الفقر فيه تكاد تبلغ ال٨٠٪ بعد سنين قحط العجاف وبلغ التضخم نسبة ال٨٠٠٪ وتهاوي الجنيه السوداني دركا سحيقاً ليتخطي حاجز ال ٤٥٠ مقابل الدولار الواحد بعد استلمه بمقابل ٥٧ ج . فيهرب حمدوك والسودان علي عتبات الافلاس والانهيار الكلي .
– ٥/ (حمدوك) عمل علي تجريف بنية المجتمع السوداني المتماسك وتغيير الهوية الوطنية الاسلامية وفرض علمانية الدولة كدين جديد بشكل قسري دون حوار ولا مشورة عبر السلطة وادوات الدولة بتغيير مناهج الدراسة والتعليم وتعديل القوانين والتوقيع علي اتفاقية سيداو المصادمة للدين والاعراف والتقاليد باقرار حقوق الشواذ والمثليين ومحاربة الدين والقران واهله وحفظته والدعاة والخلاوي والمساجد ..
– ٦/ (حمدوك) في سابقة دولية منعدمة النظير كان يتقاضي راتبه المليوني ومستشاروه ومساعدوه وطاقم مكتبه من دولة اوروبية وبالدولار وحتي هروبه لم يصدر تصريح ينفي ذلك رغم كل الضجة الاعلامية والجدل المُثار حول الامر ..
– ٧/ (حمدوك) أنشأ محاكم التفتيش الدفتردارية (لتمكين) الشيوعيتين والبعثيين في مفاصل الدولة ولتحويل الشعب السوداني لقطيع تنهش لحمه كلابها المسعورة بجمع كل السلطات تحت يدها وتصرفها بل وفي تماهي عسكري مبتذل تحولت بين يديها سلطات الاجهزة الامنية من مباحث واستخبارات ومخابرات ودعم سريع وليأمر قادتها بأمر الشياطين الثلاثة (منقا/مناع/صامولة) قبل ان ينفض مولد مجموعة علي بابا ..
– ٨/ (حمدوك) كان شريكا ومهندسا لجريمة التطبيع مع العدو الاسرائلي والتي لن تغفرها الاجيال ولن ينساها الشعب السوداني عند قرع الاجراس ومزاد الانتخاب وكشف الاقنعة وهي سبب المحق والبلاء وزوال البركة ودعاء كل مسلم صادق بالاسحار ووطني غيور من الاطهار ..
– ٩/ (حمدوك ) اعلن علمانية الدولة وإسقاط الشريعة وكل ذي صله بدين الله عبر توقيعه لاعلانه المبدئي بكاودا مع التمرد عبدالعزيز الحلو ليكون له ظهيرا فاستحق غضب الله عليه والله لا يهدي كيد الخائنين ..
– ١٠/ (حمدوك) مزق النسيج الاجتماعي ورزع الفتنه داخل الاسرة والبيت الواحد بسياساته فطالب شرق السودان بالانفصال وتمرد الشمال وثار الوسط ولم يتوقف القتل بدارفور وتحولت الخرطوم والمدن الامنة الي اوكار للجريمة والسرقات ودور للبغاء والغانيات وخمارات للملاهي والخلاعة والفجور بالطرقات ومراتع للنفايات والاوساخ ؛ وانعدمت الحياة وتوقفت مواعين الانتاج وزادت البطالة وعمت الفوضي كل ربوع السودان ..
(ونواصل حول مالات مابعد هروب المؤسس إن شاء الله)
عمار باشري
هذا زمانك يا مهازل فامرحي۔۔۔۔۔