رأي ومقالات

سرالختم سيداحمد: الاسلاميون والجيش

لم يسع الجيش الى السلطة السياسية المدنية انما كانت الاحزاب هى التى تهرول له لتصفية حسابتها مع خصومها من الاحزاب الاخرى ثم ماتلبث الاحزاب الاقليلا حتى وتولول من حكم العسكر و تبشر بالديمقراطية .ثم يتكرر المشهد بصورة تجعلها تاخذ موقعا متقدما تحت الطائلة الانشتاينية فى تصنيف الغباء. فحزب الامة بلسان عبدالله خليل هو من استدعى عبود.واليساريين بمباركة عبدالخالق محجوب هم من استدعى نميرى .وتدخل الجيش بمذكرته للصادق المهدى لحل حكومة الوفاق الوطنى باعاز من المعارضة “الاتحادية” ،كان من اهم اسباب استدعاء الاسلاميين لضباطهم بالتحرك.

ولكن كانت علاقة الاسلاميين بالجيش عموما علاقة لاتخلو من مودة .خاصة فى الديقراطية الاخيرة .فكانت صحافتهم حريصة على نقل اخبار الجيش وهو يخوض معارك الكرامة ضد التمرد فى الجنوب.وتقوم بالتعبئة الشعبية ضد التحركات الكنسية والمنظمات المشبوهة التى كانت تدعم التمرد وكانت منظمات الاسلاميين كمنظمة الدعوة الاسلامية والوكالة الاسلامية الافريقية للاغاثة وغيرها كثيرا ماتقف مع الجيش وبالدعم والمساندة والاغاثة للمحتاجين فى مناطق العمليات.

وكانوا يسيرون المواكب المسيرات فى الخرطوم وغيرها للسند المعنوى للجيش وفضح المؤامرات العالمية ضده وكانت مسيرة امان السودان وتلتها ثورة المصاحف من اشهر تلك المسيرات التى رفعت الروح المعنوية للجيش بعد سقوط مدينة الناصر الاستراتيجية فى الجنوب وشكوى قائدها المؤثرة فى رسالته لحكومة الصادق المهدى ان سبب سقوط المدينة لم يكن الا بسبب نقص الذخيرة والمعدات وانهم لايطلبون تعينات الغذاء انما فقط مدهم بالذخيرة.وقال مقولته الشهيرة” خنادقنا مقابرنا”.! وكان الجيش مستاءا من تصريحات عمر نور الدايم وزير المالية انذاك عن حزب الامة حين ابدوا نواب البرلمان سخطهم من سقوط الناصر فقال لهم “لقد سقطت برلين”!!

فى ظل هذه الاحداث العصيبة .يطالب نواب الجمعية التاسيسية “البرلمان”بتمليكهم سيارات معفية من الجمارك .!!واصبح ذلك شغلهم الشاغل! واستجابت لهم الحكومة .وبدأت افواج السيارات ترد الى ميناء بورتسودان .فماكان من النواب الاسلاميين ان اعلنوا تبرعهم بكل سياراتهم للجيش لدعم المجهود الحربى.وكان عددهم بضع وخمسون نائبا اغلبهم فى دوائر الخريحين .وكونوا هيئة اسموها الهيئة الشعبية للدفاع عن العقيدة والوطن. وكانت مبادرتهم صفعة فى وجوه نواب الاحزاب الاخرى .ولم ينساها لهم الجيش.!
لم ينساها للاحزاب
ولم ينساها للاسلاميين.

الرسالة الى الاخوان فى مصر فى عدم استعداء الجيش بسبب سلوك افراد منه .

سرالختم سيداحمد