رأي ومقالات

وكانت بلقيس تبتسم في السابعة صباحاً بتوقيت الخرطوم


رحم الله البروفيسور الفنان والأديب أحمد عبدالعال صاحب زاوية (#أمشاج) التي جمع مقالاتها لاحقاً في كتاب والتي كنا ننتظرها ونحن طلاب كل أربعاء في صحيفة (السودان الحديث).

كان يكتب معه في نفس الصفحة البروفيسور الفتان أحمد الطيب زين العابدين، والبروفيسور الفنان حامد عطا، والكاتب القصصي المبدع يحيى فضل الله وآخرون.
تذكرت مقالاً له كانت فيه جملة رنانة سابقة للزمن تقول “*وكانت بلقيس تبتسم في السابعة صباحاً بتوقيت الخرطوم*”..

ترى هل ابتسمت بلقيس التي زارت الخرطوم لتحقق نبوءة عبدالعال هذا الصباح في ذات التوقيت الذي حمله المقال المسافر عبر الزمن؟ صدق رسول الله إذ قال “إن من البيان لسحرا”.

بحثت عن المقالة التي نشرت قبل عقدين ونصف أو أكثر فلم أجدها على الإنترنت لكني وجدت مقطعاً منها يقول:
” *العرش الذي إرتفع فجأة في هذا الصباح*

نحن علي موعد مع الملكة بلقيس ملكة سبأ وعرشها الذي أعدنا تنكيره خصيصاً لهذا العرض ، في هذا الصباح نحن علي موعد تلتقي من أجله حقائق الزمان بحقائق التكنولوجيا المعاصرة وأكثركم علي علم بحقائق البث الصُوري من محطات إرسال أرضية أو محطات إرسال من أقمار صناعية طوَّافة في فضاء الدنيا الفسيح . لكن الحقـيقة الجوهرية تظل واحدة .
لقد إنشغلت أجيال من علماء المسلمين بمشكل الصورة وإنتقالها بين عالمي الغيب والشهادة . ومن تجربتي الشخصية أقول هي قضية العيان الماثل بإزاء صورته المثال . ولا يكون المثال ولا يتحيز ولا ينتقل إلا بسلطان من العلم . هذا العلم قد يكون عِرفاناً يطوي في ثناياه عمر العارف كله ، وقد يكون علماً من علوم الحساب ويجد سبيله إلي التطبيق عبر الوسائط المادية من معادن وسوائل وسوي ذلك .

ومن المؤكد أن أبعاد الصورة المثال في العالمين تختلف من حيث المستويات الظاهرة والباطنة . أيها السادة إذن الذي نحن بصدده اليوم هو بث يستجيب لتلك الخصيصة الأولي ، خصيصة الخفاء في العوالم الموازية ، فالأبعاد هنا أبعاد ذات صلة بالمكان والزمان والمشاعر … في صورة مُجَسَّمة هي أقرب إلي مادة الأحلام .

أيها السادة بعد لحظات نشهد جلوس أمرأة علي عرشها وقد تسلل إيقاع زمانكم إلي ثنايا ردائها القشيب وأعطافه ، سيتوهج كل شئ فيها وعليها تحت ضوء شمس بلادكم .
بعد قليل سينهد صرح الزمان وتخطر بلقيس خارجة من أحلام النساء والرجال في عـصركم هذا ، وستدخل من البوابات السبع في آن واحد ، فلا تزيغ أبصاركم سُدي ، وليبصر كل منكم من زاوية النظر التي هو ناظرمنها ، وسترون توحُّد شخصها في أوانه عند العرش في قلب الساحة “.

محمد عثمان ابراهيم
محمد عثمان ابراهيم