أفسد البعض التعاملات والثقة بين الناس، وأضاعوا بنصبهم وخداعهم المروءة في الرمال
بالأمس ذهبت إلى مغلق قريب منّا بالخرطوم، لشراء أحد الأغراض كانت قيمته ١٢ ألف جنيه، أخرجت الهاتف لتحويل المبلغ عبر التطبيق، تعثر ذلك نتيجة لضعف الشبكة بالموقع كما تبدو!
اعتذرت لصاحب المغلق، وأعدت له بضاعته، قلت له أعطني رقم الحساب، سأذهب وأبحث عن (شبكة) واعود لك في الحال، عدت إلى المنزل وكانت (الشبكة) تستقبلني على الباب بالأحضان.
أجريت عملية التحويل، ثم قفلت راجعاً، عند وصولي له واطمئنانه على وصول التحويل، وهو يهم أن يسلمني غرضي، سألته، من أي بقاع السودان أنت؟!، وفي نيتي ممازحته، ذكر لي بلدته التي تقطنها قبيلة مشهورة على نحو لافت بالكرم والنخوة والفراسة، كحال معظم أرياف السودان.
قلت له ضاحكاً (الظاهر زادوكم موية) قابلها بابتسامة فاترة، وهو ينتظرني أن أكمل، قلت له ياخي توقعتك تقول لي شيل بضاعتك، وحول لي المبلغ، انت ما بتعمل (مسح ضوئي) لتقييم زبائنك؟!
قابل حديثي بحياء واضح ارتسم على تقاسيم وجهه، وهو يحكي لي ما تكبده من خسائر من فرط ثقته في أناس لايستحقون، التمست له العذر في ذلك، فقد أفسد البعض للأسف التعاملات والثقة بين الناس، وأضاعوا بنصبهم وخداعهم المروءة في الرمال.
☘️ أبومهند العيسابي