عيساوي: بروف هنود
كتبنا أول أمس مقالا عن الأوضاع بجامعة إفريقيا. وقد أحدث صدى داخل الجامعة وخارجها. ومن إدارة الجامعة من كتب مفندا ما جاء في مقالنا. ومنهم من اتصل مستفسرا. وفي المقابل انهالت علينا الأسئلة من منسوبي الجامعة (أساتذة وموظفين وعمال وطلاب سودانيين وأجانب). وزيادة لذلك هناك أسئلة وردت من رجل الشارع العادي. وبعضها من أساتذة بجامعات أخرى. والقاسم المشترك لكل تلك الاستفسارات هو التحسر على تردي البيئة الجامعية في عهد الهنود. بل هناك الكثير من خريجي الجامعة من ذرف الدموع على الوضع البائس الحالي. وأكثرهم أقسم بأن الهنود إذا سار بنفس طريقته الحالية عما قريب سوف يقيم السودان سرادق العزاء. وبذا انقطع شريان مهم من شرايين التواصل مع الأمة الإسلامية. وصراحة ازدادت ضبابية المشهد تماما. هناك من شكك في ذمة البروف المالية. ومنهم من طعن في مقدراته الإدارية. وقد استشهدوا بتدميره لمزرعة الجامعة وغيرها. ومنهم من أتهم الرجل بالعلمانية. وهذا لا يعقل أن يكون علمانيا مديرا لتلك الجامعة ذات الرسالة الإسلامية. وتأكيدا لذلك قد عضضوا حجتهم بعقده للإمتحانات يوم الجمعة ساعة الصلاة بالضبط (إثارة لمشاعر المسلمين). وهناك من اتهمه بأنه من قوى حركة الحلو الناعمة. وآخرون وصفوا الرجل بالعنصري البغيض. والإداري الديكتاتوري. بل زاد أحدهم كيل بعير بأنه محمي من الفريق كباشي شخصيا. ومن المضحكات هناك من حمد الله على عدم موافقته لتسنم رئاسة الوزراء. وحجته في ذلك قوله: إذا فشل في إدارة جامعة. هل بمقدوره إدارة بلد مثل السودان؟. عليه نناشد سعادة البروف ومن زاوية أنه قانوني. وفي القانون هناك ما يسمى (بسابقة قضائية). لما لا أن تكون هناك (سابقة إدارية) نابعة من فن الإدارة. حيث يعقد البروف جلسة مكاشفة بينه وبين منسوبي الجامعة في قاعة من قاعات الجامعة شريطة أن تكون وزارة التعليم حضورا لحسم الجدل القانوني الدائر بينه والوزارة فيما يخص تبعيته للوزارة أم لا. وليته يرضى أن تبث الحلقة على شاشة قناة تلفزيون الدولة الرسمي. وبذا يكون البروف قد أرسى قيمة جديدة في سودان الثورة المزعومة. وفي تقديري لمثل تلك الجلسات كفيلة بوضع حصانه أمام العربة. بدلا من وضعه الحالي غير المعروف. سيدي الهنود لقد إنتهى عهد الغتغتة والدسديس. فإن كنت في السليم لا تبالي. وتوكل على الحي الدائم. وضع نقاط الحقيقة على أحرف الواقع. وإن كانت الأخرى عليك بتقديم الإستقالة قبل الإقالة. نحن في زمن ما عاد هناك مخفي. وخلاصة الأمر عفوا سعادة البروف ليس بيننا وبينك إلا المودة والاحترام. أما الهنود كشخصية عامة نتناولها من زاوية (وما نريد إلا الإصلاح) حرصا على المصالح الوطنية العليا.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأثنين ٢٠٢٢/٦/٦