رأي ومقالات

الذهب في السودان.. الاثار الإيجابية والسالبة


سيطر الذهب على صادرات السودان خلال الربع الأول من العام 2022، حيث أوضح تقرير تجارة السودان الخارجية الصادر عن بنك السودان المركزي الى أن صادر الذهب بلغ في هذه الفترة مبلغ 721 مليون دولار، مقارنة مع مبلغ 540 مليون دولار لنفس الفترة خلال العام الماضي 2021. ومن المرجح أن الزيادة التي بلغت حوالي 25% قد حدثت بسبب السياسات الحكومية التي سمحت للمصدرين باستغلال كامل حصيلة تصديرهم في استيراد السلع الأساسية أو الاستراتيجية، مع جواز بيعها للبنوك بالسعر الحر، فضلاً عن إجراءات تنظيمية أخرى قامت بها الوزارة المعنية.

يقول الأستاذ مبارك أردول مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية (تصدر الذهب لقمة الصادرات يعود الي اهتمام الدولة به، وتسخير وزارة المعادن له عبر الأبحاث الجيولوجية، والشركة السودانية للموارد المعدنية، وشركة سودامين للخدمات، وكذلك أعمال اللجنة الفنية للتعدين ولجنة التعدين اللتان تنعقدان بانتظام، حيث تتقسم المهام بين افرع وزارة المعادن من الدراسات والأبحاث والترويج والتعاقد والاستكشاف والتطوير والإنتاج والخدمات في مرحلة (Down stream) الي التصفية والتصدير او التسويق عبر البورصة في مرحلة (Upper stream) .
يبذل أكثر من اثنين ألف موظف وعامل مجهودهم في 14 ولاية وأكثر من 73 سوق، هذا بالإضافة الي الشراكة مع القطاع الخاص الوطني والأجنبي، كل هذه المجهودات ساعدت في أن يأخذ قطاع التعدين موقعه المتصدر، كان ذلك تقليدي او منظم). انتهت افادة السيد مبارك أردول.

في الجانب الآخر يقول الأستاذ الاقتصادي هاشم الحسوني (اعتقد ان تدني وتدهور القطاع الزراعي الحيواني (الريفي /التقليدي) سببه التعدين الاهلي العشوائي، وتقدر بعض الإحصائيات بأن المنخرطين فيه من الشباب بأكثر من اثنين مليون
كانوا منتجين ورعاة.

وتحول المحظوظون منهم إلى المليونيرات (الفقراء) التعساء قليلي الحظ في القيم الاجتماعية والتعليم والثقافة. وحاكوا تجربه المزارعين المكسيكيون عندما هاجروا وهجروا من ريفهم الوديع ونسوا حيطة ترامب واسلاكه الشائكة نحو نعيم وجنات العمارات السوامق في مانهاتن و NYC وجنات ونعيم افلام هوليود
Rush for prosperity – Gold –
الأثر لم يتوقف عند تدهور القطاع الزراعي الرعوي – التقليدي – بل تمدد إلى الحالة الاجتماعية والقيمية والتعليمية والثقافية.

تقول الاحصائيات أن: 40% من السودانيين لا يعرفون القراءة والكتابة، وأن 75% من الأمراض في السودان معدية ومستوطنة ومتوارثة بيئياً.

برميل المياه في مثلث العطش (الخوي – النهود – عيال بخيت) وصل إلى 12 ألف جنيه سوداني وهذا المثلث هو أكبر منتج للخرفان الحمرية (استهلاك محلي وتصدير). انتهت افادة الأستاذ هاشم الحسوني.

تعليق: بلا شك أن انتاج وتصدير الذهب مفيد جداً للاقتصاد السوداني خصوصاً في شقه الخارجي (ميزان المدفوعات والميزان التجاري). الآثار السالبة للتعدين عن الذهب أعتقد أن العاملين بالشركة السودانية للموارد المعدنية على علم بها، ولديهم العديد من المعالجات التي يجب أن تتعمق وتنشر بصورة حاسمة وواسعة.

الأهم من ذلك أن قطاعاتنا التقليدية في قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية تحتاج لسياسات تنفذ باحترافية وإرادة سياسية قوية، تتضمن تأسيس شركات مساهمة عامة عملاقة تتولى تحسين الإنتاج وتحتكر التصدير للخارج. والله الموفق.

د/ عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com