رأي ومقالات

محمد حامد جمعة: الانانية


واحدة من مقعدات بلادنا . روح الأنانية التي تلتزم الموقف والرؤية الخاصة على حساب الكليات . ولاسباب لا أعرفها هل هي مجتمعية او سياسية أم تربوية . السوداني الفصل عنده بين الذاتي والوطني العام منعدم . فنحن البلد الوحيد الذي تمارس فيه السياسة مثلا بمنهج يا فيها يا أطفيها . وللحقيقة حرت في أمثلة بدول الجوار . ما الذي يحول حرائق الثورة المصرية وسيولتها في ظل اعوام قليلة الى مشروعات تنمية وصورة تماسك وطني بالعمل والإنجازات التنموية رغم ان ما حدث هناك كان يحتاج لعقود لإزالة اثاره !
في اثيوبيا وفي ذروة الاحتجاجات على عهد ديسالين وفي لب حرب تقراي لم تتعطل مناشط الإتحاد الأفريقي لان رئيس الدولة سيخاطب زعماء أجانب . لم يسد احد شارع ولو سفر او تغلق الطرقات في سار بيت ! وحتى الذي احرق من مصانع بمقاطعات طرفية أعيد للعمل مع التأهيل .ولم يتدافع به الجمهور للترويج وتسير امور السواح كالمعتاد يخرجون مع شفق المغيب ويعودون مع بدايات الفجر لا يشعرون ان الدولة مأزومة وهي في وسط الحروب والإنقسامات تستدر عوائد البن وتزرع القمح وتتأهب للملء الثالث وطيرانها ومطارها لا تغلقه سوى مقتضيات الطبيعة ونادرا
في كيجالي يمكن ان تزور مواطن او غريب نصب الابادة الجماعية او متحفها وتخرج ولاسبوع لن تسمع رواي يعيد اليك ما جرى او يتسوق امامك بما حدث او لم يحدث ! ولولا السحنات في وسط المدينة لظننت انك في دولة اسكندنافية وحتى المعاناة والفقر وهو واقع رغم البهاء لا تراه الا في الاحياء البعيدة لان الجميع كما اخبرني صديق يريد من (الداون تاون) ان تكون علامة جذب لذا فالروانديين يحرصون على تقبل على ما يريدون رؤيته لانهم كما قال يريدون ترك انطباع جميل لكي تعود .
تلك شعوب وامم لهم معاناتهم . وخلف واقعهم المعلن اخر به عذابات لكنهم بشكل ما يمايزون بين هو عراك داخلي يفنون فيه واخر يتوقفون فيه عن (شيل الحال) لان هذا كلفته تحسب على الجميع .
لهذا _وارجو الا احبط ليلتكم_ سنظل في السودان في عراكات الانانية وان سلم بلدنا من ذواتنا سنكتشف اننا مريض أفريقيا الكسيح وان غيرنا …روح وفات

محمد حامد جمعة