المدنيين صنعوا ملعب رديف لخلافاتهم ..ويتصرفو كما يقول الجيش
الإعتصامات بالأحياء ومداخل المناطق . قد تمنح الجهات الراعية او القائمة عليها مسارح لبعض العروض التعبيرية وقد تسمح تحت غطاء الإحتشاد زاد او قل بتقارب عمليات التنسيق والتداول وبالجملة قد تصنع مشاهد إعلامية ضمن مطلوب تثبيت إيقاد شمعة الثورة لكنها من حيث تكتيك الضغط السياسي لن تكون ذات أثر خصوصا على العسكر الذين تنفسوا الصعداء . فكلفة ذلك أقل من تدابير الإنتشار حسب مسارات المواكب وفواتير الملاحقة وتدابير المعالجات وأثارها . وعلى العكس فالتجمعات وفي أحياء بالقرب من وسط الخرطوم او بحري وامدرمان ربما وبفعل عمليات التتريس وإعاقة تحركات المواطن وتأثر قطاعات من أصحاب التجارة والحرفيين بذاك الوضع سيضاعف الحنق الشعبي على سلوك إحتجاجي يتأثر به طرف غير معني بالأزمة وليس له صلة بأصلها او تطوراتها . فبخلاف إستمرار حركة البيع لدى أصحاب البقالات لن يذهب طالب سلعة او خدمة في نطاق إعتصام هذا بخلاف حالة القلق لدى بعض السكان من تاثيرات التجمعات خاصة ان تحول المكان لساحة إشنباكات مع القوات الأمنية وعلى الأرجح ان البعض سيضطر إحترازا لسحب أسرته !
أمر أخر وهو ان الإعتصامات نفسها ستزيد خلافات المكونات السياسية إذ من المؤكد ان اغلبها قد يفكر مئة مرة قبل ظهوره بمنشط في ساحاتها مخافة ان يحدث ما يحدث وبااتالي سيبرز خطاب وربما مكون جديد لا صلة له بتلك الأحزاب . مما يعني عمليا ان المدنيين صنعوا ملعب رديف لخلافاتهم ..ويتصرفو كما يقول الجيش
محمد حامد جمعة