دراسة تثير الجدل حول أدوية الاكتئاب.. ومختصون: لا ننصح بالتوقف عن تناولها
انتشرت بشكل واسع على مستوى العالم نتائج مثيرة توصلت إليها دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة”Molecular Psychiatry” حول الأسباب الكامنة خلف الإصابة بالاكتئاب ومدى مسؤولية هرمون السيروتونين أو نشاطه في الإصابة بالاكتئاب.
وعلى الرغم من الاختلاف الواسع في الأوساط النفسية حول نتائج هذه الدراسة التي تشير إلى أن مثبطات السيروتونين لا تعالج الاكتئاب إلا أن العديد من المختصين في المملكة يوصون بعدم الانجراف خلف دعوات التوقف عن تناول أدوية مثبطات السيروتونين المستخدمة في علاج الاكتئاب، مشيرين إلى أن الدراسة المنشورة ليست الأولى من نوعها، حيث أثبتت أدوية الاكتئاب فاعليتها على مدى عقود من الزمن لا سيما مع الحالات الشديدة.
وفي هذا الصدد أكد أستاذ الطب النفسي المساعد بكلية الطب في جامعة الطائف الدكتور حسين آل عماد أن الدراسة لم تأت بجديد، وهي مجرد ملخص لدراسات سابقة، مشيراً إلى أنه ينصح مرضى الاكتئاب بالاستمرار في أخذ الدواء حسب إرشادات الطبيب مع طرح كل ما يجول في أذهانهم من أسئلة حول الدواء ومناقشتها مع الطبيب المختص.
وأضاف الدكتور آل عماد أن الدراسة المتداولة استهدفت السيروتونين بينما هناك أبحاث أخرى تناولت تأثير موصلات عصبية أخرى مثل الجلوتاميت، ناصحاً الجميع باستقاء المعلومات من مختصين وجهات موثوقة.
من جانبه أيّد الأخصائي النفسي عبدالله الجطيلي ما ورد في الدراسة التي أشارت إلى أنه لا يوجد دليل قوي يثبت أن مستويات هرمون السيروتونين أو نشاطه هي المسؤولة عن الاكتئاب وقال خلال حديثه: “هذا لا يعني أني أنصح بالتوقف عن تعاطي أدوية الاكتئاب أو أدّعي أنها غير فعّالة، ولكني أتفق مع الدراسة المنشورة في كون النظرية التي يستند عليها الدواء خاطئة.
وأشار إلى أن الدراسة المنشورة ليست الأولى من نوعها، ولكنها تتميز بكونها اعتمدت منهج التحليل التلوي بحيث يتم تطبيق الطرق الإحصائية على نتائج عدة دراسات سابقة متوافقة أو متضادة من أجل ترجيح لإحدى النتائج أو إيجاد علاقة مشتركة ممكنة فيما بينها.
ونوه بأنه على الرغم من الانتشار الواسع للاعتقاد السابق حول مسؤولية هرمون السيروتونين عن الاكتئاب، إلا أن استفهامات وتساؤلات المختصين كانت حاضرة على الدوام فهل الاكتئاب بسبب اختلال في التوازن الكيميائي في الدماغ أم أن الاكتئاب هو من تسبب في هذا الاختلال؟
يذكر أن دراسة طبية حديثة، أجراها باحثون من كلية لندن الجامعية، قد عارضت الآراء الطبية القديمة، التي ترجع الاكتئاب لخلل بتوازن السيروتونين في الدماغ والسيروتونين هو ناقل عصبي يلعب دورًا رئيسيًا في التحكم بالمزاج والنوم والهضم وعدد من وظائف الجسم الأخرى، وخلصت تلك الدراسة التي نُشرت في مجلة “Molecular Psychiatry” إلى أنه لا يوجد دليل واضح على أن مستويات السيروتونين أو نشاطه هي المسؤولة عن الاكتئاب.
مزمز