ثقافة وفنون

اطلقته انصاف فتحي مشروع فني لنبذ الخطاب الجهوي والعنصرية

تزايد بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة الخطاب القبلي والجهوي في السودان الأمر الذي سيعرض المجتمع السوداني للتمزق والتشتت في ظل تصاعد خطاب الكراهية.

في الأثناء نشطت مبادرات فنية تسعى لاشاعة ثقافة التعايش والسلام وقبول الآخر، في مجتمع يعاني من الصراعات القبلية المستشرية.

ويحاول عدد من الفنانين لرتق النسيج الاجتماعي والمساعدة في وقف نزيف الدم عقب تصاعد الأحداث في مدينة الروصيرص بولاية النيل الأزرق.

مشروع فني

واطلقت الفنانة إنصاف فتحي مشروعاً فنياً يستهدف رتق النسيج الاجتماعي في اطار مسعاها لجمع المجتمع السوداني في بوتقة واحدة.

وأختارت انصاف أغنية نوبية في برنامج (قهوتي) بقناة الخرطوم الفضائية.

مصدر مفاجأة جمهور المشاهدين أن الفنانة انصاف أظهرت عبقرية فريدة في تقمص الوجدان النوبي بشكل مدهش أثار أعجاب كل متابعي البرنامج.

وانتشرت الأغنية على نطاق واسع في المجتمع النوبي المحب للفن.

كما أطلقت “إنصاف” من قبل مبادرة “حكامة” الفنية لترسيخ مفاهيم السلام، وذلك بالتعاون مع مجموعة من منظمات المجتمع المدني.

وتم تدشين المبادرة من ولاية جنوب كردفان، وسط تظاهرة فنية ثقافية كبرى.

وسبق وأن أطلقت إنصاف فتحي عدداً من المبادرات التي تدعم السلام، كان آخرها اصدار البوم غنائي باسم (السودان حبيبي)، كما سجلت حلقة خاصة بالتلفزيون بعنوان (عصفورة السودان) تغنت فيها بأغنيات للوطن والسلام تزامنا مع احتفال العالم باليوم العالمي للموسيقى..

خطاب فني

ومشروع (عصفورة السودان)، غنائي سوداني، يقدم لوحة فنية تعرض مختلف الايقاعات السودانية بصبغتها المحلية، وتلعب اللغات و اللهجات المحلية المختلفة من كل ارجاء القطر دوراً مهماً في صياغة هذه اللوحة الفنية.

يرتكز المشروع على المضامين المغناة بهدف رئيسي و هو دعم السلم الاجتماعي في السودان و نشر مفاهيم السلام بخطاب فني مدروس و مبتكر.

وهناك بعض الأهداف الثانوية تتناول قضايا المناطق المختلفة في السودان كتسليط الضوء على المناطق ذات البيئات السياحية و نشر الثقافات المحلية المتميزة و العديد من الموضوعات.

وكذلك للمشروع عدد من الأهداف الخفية مثل محاربة بعض العادات الضارة دون الخوض في نقاشها أو عرض سلبياتها.

ديار المريود

ينقسم المشروع إلى خمس مراحل، تقسم السودان إلى خمسة قطاعات جغرافية تختتم كل مرحلة برحلة برية تطوف عددا من مدن القطاع.. حملت المرحلة الأولى اسم “في ديار المريود” و استهدفت عددا من المناطق التي تأثرت بالحروب في كردفان و بعض الأجزاء من دارفور، تناول فيها المشروع عددا من الايقاعات مثل الجراري والفرنقبية والربة و العديد من الايقاعات.

واختتمت المرحلة برحلتها البرية التي استغرقت (21) يوماً واستهدفت عشر محطات قدمت خلالها العروض بالفرقة الموسيقية الكاملة.

مشروع عصفورة السودان كتاب مفتوح لكل المبدعين و الفنانين المؤمنين باهدافه للمشاركة و حتى استنساخه بأفكار أقوى تدعم نفس الأهداف و تخدم قضايا إنسان السودان بالتفكير خارج صندوق المناطقية و العنصرية و الاطماع، تعمره بالحب و العمل و الفن و الثقافة.

توافق وجداني

اتفق موسيقيون على جدوى الموسيقى في توافق الوجدان السوداني الذي يمهد للتقارب ومن ثم إزالة كل الحواجز والبغض الاثني.

وقال الناشط في المجال الموسيقي واستاذ اللغة العربية د.محمد داؤود محمد إن الموسيقى من شأنها خلق تمازج وجداني يفضي إلى ازالة الحواجز الاثنية والنوعية.

وفي تعليقه على تجارب الموسيقيين في رتق النسيج الاجتماعي قال داؤود لـ (الحراك) : هناك العديد من الفنانين ساهموا بشكل كبير في تعريف المكونات السودانية ببعضها وخلق تقارب وجداني على سبيل المثال الفنان النور الجيلاني الذي تغنى للجمال الجنوبي قبل الانفصال في أغنيته (فيفيان).

وتابع: ” اعتقد أن الجيلاني استطاع كسر الحاجز الاثني وجذب أذن المستمع في اقصى جنوب السودان وازال بذلك الصورة الذهنية لـ “المندكرو” في المجتمع الجنوبي الذي كان يؤمن بتعرضه للظلم العرقي من انسان شمال السودان ، وعزز ذلك الفنان الراحل محمود عبد العزيز عندما تغنى بأغنية (جوبا) وكذلك عندما تغنى بأغاني من كردفان ودارفور وجمع حوله ملايين المعجبين من هذه الأقاليم.

ومضى داؤود بقوله: ” أعتقد أن هذه التجارب دليل على قدرة الموسيقي في رتق النسيج الاجتماعي ومكافحة خطاب الكراهية الاثنية ” .

صحيفة الحراك السياسي