حوارات ولقاءات

مختار الخطيب السكرتير العام للحزب الشيوعي : الحرية والتغيير تحالفت مع الطفيلية وحولت الثورة لإرث للنظام القديم !!

نحن في انتظار انضمام قوى جديدة للمركز لتوحيد المواثيق!!

المهندس محمد مختار الخطيب السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني لـ(الجريدة):
*الحرية والتغيير تحالفت مع الطفيلية وحولت الثورة لإرث للنظام القديم !!
*مواثيق القوى المتحالفة في المركز الموحد للمعارضة نابعة من القواعد وتعبر عن شعارات الثورة!!
*نحن في انتظار انضمام قوى جديدة للمركز لتوحيد المواثيق!!
* قوى نداء السودان والهبوط الناعم تنكرت لشعارات الثورة وانتجت نفس الظروف التي سار عليها الانقلابيون!!

أكد المهندس محمد مختار الخطيب السكرتير العام للحزب الشيوعي لـ(الجريدة) أن المواثيق التي أعدتها القوى المتحالفة في اطار المركز الموحد نابعة من القواعد وهي تعبر كلها عن شعارات الثورة وشعارها الأساسي (حرية ، سلام وعدالة)، وقال إن التغيير في السودان يجب ان يكون ثورياً وان نفارق الاسباب التي أدت لتخلف السودان وفقره وفيما يلي نص الحوار.

* هناك العديد من المواثيق للقوى المكونة للمركز الموحد للمعارضة هل سيتم دمجها في ميثاق واحد يعبر عن المركز؟
ما يميز هذه المواثيق أنها نابعة من القواعد كما أنها تعبر عن شعارات الثورة كلها، التي ترتكز على شعار أساسي (حرية سلام وعدالة) ، فالتغيير يجب أن يكون ثورياً وأن نفارق كل الاسباب التي افضت لتخلف السودان وفقره وما يحدث فيه. لذلك هذه المواثيق تعبر عن القوى صاحبة المصلحة في التغيير الجذري بخط جديد ومنهج سياسي واقتصادي واجتماعي جديد يوحد بين كل القوى الاجتماعية التي تبلورت خلال الـ٦٦ عاماً الماضية .. وكان ذلك نتاج لمركزية السلطة والثروة لدى نخب اجتماعية محددة.

*هل يمكن القول ان هذه المواثيق متقاربة؟
هذه المواثيق متقاربة في الكثير مما تعبر عنه، ومن خلال مناقشتها وبحثها وجدنا مشتركات أساسية . ورغم وجود بعض التباينات، لكنها ليست أساسية مما يتيح اعداد ميثاق واحد.

*كيف يمكن إعداد ميثاق واحد من بينها؟
يمكن ذلك من خلال مناقشة نقاط الخلاف ليتسنى بعد تجاوزها اعداد ميثاق واحد جوهره هو ان الجماهير هي التي صنعته.

* هل بدأتم بالفعل في مناقشة تلك المواثيق ومقاربتها ؟
التوحيد بدأ منذ وقت مبكر لكن نحن في انتظار بعض القوى السياسية والمطلبية والاجتماعية الجديدة ،وبالفعل تقدمت مجموعة للانضمام للمركز الموحد، لأننا عندما نضع الميثاق الموحد يجب ان يعبر عن جميع الجماهير السودانية في المدن والريف ومناطق النزاعات ومخيمات النازحين.

*ماذا بشأن الحركات المسلحة الحاملة للسلاح تحديداً الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور ؟
أولاً هذه الحركات نشأت بنضال مدني سلمي في كل مناطق النزاعات ،لكن الحكومات المتعاقبة أهملت مطالبها الخاصة بالتنمية وتأمينها لتك المناطق وتقديم الخدمات لها ومساواتهم بباقي الأقاليم، لأن تلك المناطق هي الأكثر تخلفاً، وبدلاً من أن تحل الحكومات تلك المظالم وصفت الحركات المطلبية بأنها عنصرية وجهوية بل وصلت حد اتهامهم بالانفصال واستخدمت الحل الأمني ضدهم ، وبالتأكيد فاقمت هذه الاجراءات الأزمة .
وعند طلائع الشباب خارج القوى التقليدية وعندما مسكوا بهذه القضايا بقوة لحلها قال رأس نظام الانقاذ البائدة (نحن چئنا بالقوة والعايز يقلبنا يشيل السلاح)لذلك حملوا السلاح.

*أين الحركتين الآن من المركز الموحد؟
جماهيرهم جزء أصيل من الثورة وتبنوا شعاراتها ، ونقول إن الثورة تحمل كل المظالم المسكوت عنها منذ الاستقلال لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها كل أهل السودان. وتتكامل فيها تنمية تنهض بالبلاد .

ومنذ وقت طويل ناقشنا معهم هذه القضايا وتقاربنا معهم كثيراً، وعندما عقدنا اجتماعات مع الحلو وعبد الواحد توصلنا معهما لنفس المشتركات الموجودة في المواثيق وبرنامج التغيير الجذري والنضال السلمي لاسقاط الانقلاب، وكذلك التأكيد على البرنامج الذي يخلص السودان من التخلف والفقر والتنمية غير المتوازنة وان نتجه نحو التوزيع العادل للسلطة والثروة والخدمات وان تكون المواطنة أساس الحقوق والواجبات، ونود أن نشير هنا ان نضالهم سلمي.
*هل يمكن القول ان الحركتين قريبتان من المركز الموحد للمعارضة؟
ما بيننا وعبد الواحد محمد نور اتفاق كامل مضامينه استوعبت في اعلان تحالف قوى التغيير الجذري. اما فيما يتعلق بالحركة الشعبية شمال فقد توافقنا على اعلان مشترك بين الحزب والحركة وتطابق كثيراً مع وثيقة التحالف ،لكنهم ارجأوا التوقيع معنا لظروف تخص وضعهم.

*ماذا بشأن موقفكم من تحالف الحرية التغيير الذي يطرح الآن وحدة المعارضة وهل يا ترى ستنضم احزاب التحالف للمركز الموحد ؟
ميثاق تحالف قوى التغيير الجذري مستمد من المواثيق التي صنعتها وأبرمتها قوى المعارضة في اتفاق أسمرا للقضايا المصيرية في العام١٩٩٥ والبديل الديمقراطي في العام ٢٠١٢ وميثاق اعادة هيكلة السودان في ابريل٢٠١٦ الذي وقعته قوى الاجماع الوطني ونداء السودان بشقيه المدني والجبهة الثورية. وهو امتداد لهذه المواثيق وتطوير لها، والبرنامج الذي يشتمل عليه أي برنامج المرحلة الانتقالية هو يتطابق ميثاق التحالف والبرنامج المعتمد في يناير ٢٠١٩ الذي تنكرت له وتم الانحراف عنه بانقلاب اللجنة الامنية، وتماهت معه قوى نداء السودان وقوى الهبوط الناعم وبمساندة من قوى اقليمية ودولية وكل ذلك أدى الى انحراف الثورة عن مسارها في خدمة غالبية أهل السودان وتنكرت لشعارات الثورة وأبقت نفس سياسات نظام الانقاذ البائد وانتجت نفس الظروف التي سار عليها الانقلابيون، وصعدوا من الازمة العامة مما انتج وضعاً ثورياً انعكس في المواكب والمليونيات الجماهيرية لاسترداد الثورة واعادتها لنفس مسارها لتحقيق تطلعات الشعب السوداني للتخلص من الفقر واستعادة السلام والطمأنينة وبناء سودان يتملك موارده الذاتية ومفارقة طريق التبعية بالاعتماد على الذات والاكتفاء الذاتي من الغذاء والتعامل بندية وتبادل المنافع مع كل دول العالم.

*طالما أن برنامج المركز الموحد مستمد أصلاً من مواثيق وقعوا عليها أصلاً لماذا يهاجمون الحزب الشيوعي والمركز الموحد ؟
كل الذين أبدوا معارضة للمركز الموحد كيانات ام أفراد لم يناقشوا محتوى ميثاق الاعلان ولا البرنامج المطروح كما لم يطرحوا بديلاً له، ونقول ان معارضتهم من أجل المعارضة.

وقوى الحرية والتغيير عندما دعت لتقييم الفترة الانتقالية لم تلجأ للمرجعية الاصلية التي تقيم من خلالها الاداء وهي المواثيق التي وقعتها المعارضة في٣ يناير ٢٠١٩ وميثاق اعادة هيكلة السودان في ابريل ٢٠١٦ واعلان قوى والحرية والتغيير والاهداف التي طرحتها الجماهير في الحرية والسلام والعدالة، كما لم تناقش الحرية والتغيير بداية الخطأ ومكمنه الذي أدى لانحراف الثورة وعدم انفاذ البرنامج .

*لكن السؤال لماذا يصرون على مهاجمة المركز الموحد ؟
الحقيقة الاجتماعية لا تظهر بشكل جلي ووضوح لأنها دائما تكون مرتبطة بالتطلعات للمصالح الخاصة بالكيانات والافراد لذلك العدسة التي ينظرون من خلالها تغبش الرؤية وتمحورها الجهة التي ينظرون من خلالها وبما ان قوى الحرية والتغيير أي قيادتها تضم نخباً أساسا كانت تتجه قبل الثورة للمصالحة مع نظام الانقاذ البائد والدخول معهم في مساومة لاقتسام السلطة والثروة وخوض انتخابات ٢٠٢٠ بمعنى أن مصالحها وسياستها لا تتعارض مع النظام البائد ،وعندما استلموا السلطة بعد اسقاط رأس النظام البائد وتماهوا مع اللجنة الامنية العليا ووصلوا معها لشراكة ،مع العلم أن اللجنة تمثل مصالح الطفيلية لذلك حولوا الثورة لارث للنظام القديم والسير على ذات سياساتهم ، والاسباب التي ادت لاسقاط الانقاذ بدأت تتفاعل من جديد واعادتنا للدائرة الشريرة وحدوث انقلاب ٢٥ اكتوبر بقيادة البرهان وقع لايقاف المد الجماهيري

الخرطوم : الحاج عبد الرحمن
صحيفة الجريدة