عيساوي: جامعة سنار
نكتب اليوم بمداد الدمع السخين على فقدنا الجلل ومصابنا العظيم. إنه الرحيل المر في الدنيا. ولأسباب أسرية قاهرة ها أنا أودع جامعة سنار بعد ست سنوات حافلة بالعطاء. متوجها لجامعة بخت الرضا. وللأمانة والتاريخ من حق السناريين أن يفاخروا بقولهم: (سنار أنا وسنار أنا والتاريخ بدا من هنا). كيف لا. وهجرة الصحابة رضوان الله عليهم كانت لديارهم (ولنا شواهد). وعند نهاية الأندلس ضاقت الأرض بما رحبت بالإسلام. ولم يجد ملاذا آمنا إلا سنار (السلطنة الزرقاء). وبعد نهاية المهدية. استقر المهديون في سنار. وأكاد أجزم بأن أي سوداني ليس له علاقة رحمية بالمكون القبلي السناري لم يكن لأجداده شرف الثورة المهدية. أما عن بيتي وأسرتي (كلية التربية بسنجة) فيعجز القلم عن الكتابة. طلاب في قمة الذوق والأدب. وعمال وموظفين في غاية الروعة والجمال. وأساتذة في أعلى درجات الكمال. مجتمع قل أن يجود به الزمان في حياتي المتبقية. الترابط والتسامح والإلفة والمحبة والبشاشة والكرم (رب أخ لك لم تلده أمك). وخلاصة الأمر يمكننا أن نراهن على سنار بأنها تمتلك الوصفة السحرية لحلحلة قضايا السودان. من الناحية الاقتصادية لها من الموارد الطبيعية ما هو كفيل بجعل السودان في مصاف أوكرانيا والبرازيل. ومن الناحية السياسية (لهم الصدر دون العالمين) في مضمارها. دهاقنة قد سبروا أغوارها منذ عمارة دنقس. ومن ناحية التعايش السلمي. فإن (لحمة وسداة) حياتهم المنهج الرباني. أهلي وعشيرتي وأحبائي بولاية سنار عامة وبجامعة سنار خاصة. وبكلية التربية بالأخص (في الآخر وداعا أوعى تنسوني. أنا المشتاق بشيلكم جوه في عيوني). ستظل جامعة سنار عنوانا مكتوبا بماء الذهب في صفحة حياتي (د. عيساوي… جامعة سنار) وبه عرف الشعب السوداني شخصي الضعيف.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٢/٧/٢٩