الحبس 4 أشهر لـ46 مهاجراً سودانياً بتهمة “الاعتداء” على الأمن المغربي
قضت المحكمة الابتدائية بمدينة الناظور شمال شرقي المغرب، الجمعة، بحبس 46 مهاجراً سودانياً اعتقلتهم السلطات المغربية، أخيراً، أثناء عمليات أمنية أصيب فيها ثلاثة أمنيين بجروح بعدما تم رشقهم بالحجارة من قبل المهاجرين غير النظاميين.
ودانت المحكمة الابتدائية بالناظور، مساء الجمعة، المهاجرين السريين المنحدرين من السودان بالحبس النافذ لمدة أربعة أشهر، وغرامة مالية قدرها 2000 درهم (نحو 200 دولار) لكل واحد منهم.
وتوبع المهاجرون السودانيون من قبل النيابة العامة المغربية بتهم تتعلق بـ”العنف والاعتداء على عناصر القوة العمومية”، وبتهمة “الإقامة غير القانونية” بالمغرب وكذا “الهجرة السرية”.
رئيس جمعية “مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة” حسن عماري، اعتبر، في حديث مع “العربي الجديد “، الأحكام الجديدة الصادرة في حق المهاجرين السريين السودانيين “أحكاماً جائرة ضد أناس كان ينبغي النظر إليهم والتعامل معهم كطالبي لجوء تحميهم القوانين والاتفاقيات الدولية”، كما أنها “أحكام للردع واستباقية تهدف ثني المهاجرين عن محاولة الوصول إلى أوروبا، وهي مقاربة مرفوضة لأنّ فيها تنصلاً للسلطات المغربية من التزاماتها الدولية”.
وتأتي الأحكام الجديدة، بعد أسبوعين على إدانة محكمة الاستئناف بالناظور لـ15 مهاجراً سودانياً بأحكام تراوح ما بين سنتين وثلاث سنوات، بعد أن كانت السلطات المغربية قد اعتقلتهم أثناء محاولتهم، في 24 يونيو/ حزيران الماضي، اقتحام المعبر الحدودي الفاصل بين الناظور ومدينة مليلية المحتلة.
وواجه هؤلاء المهاجرون تهماً تتعلق بإضرام النار عمداً في الملك الغابوي، واحتجاز شخص والقبض عليه وحبسه وحجزه دون أمر من السلطات المختصة، والضرب والجرح المتعمد بواسطة السلاح.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قضت ذات المحكمة بحبس 18 مهاجراً سودانياً لثلاث سنوات بتهم “تسهيل خروج أشخاص من المغرب، والدخول سراً للبلاد، وإهانة موظفين عموميين بالتهديد، واستعمال العنف أثناء قيامهم بمهامهم، والإقامة غير الشرعية وحيازة أسلحة”.
وعرف السياج الحدودي الفاصل بين الناظور ومدينة مليلية المحتلة، منذ الساعات الأولى من صباح 24 يونيو/ حزيران الماضي، محاولات اقتحام أقدم عليها عشرات المهاجرين الأفارقة، وصفتها وسائل إعلام إسبانية بـ”العنيفة والمنظمة”، مشيرة إلى أن المجموعة التي تمكّنت من الاقتراب من السياج كانت محمّلة بحقائب ظهر مليئة بالحجارة والأسلحة البيضاء.
وتُعَدّ مدينتا مليلية وسبتة، نقطتَي عبور معروفتَين للمهاجرين السريين الذين يحاولون الوصول إلى “الفردوس الأوروبي”. وقبل أسابيع من “مأساة مليلية”، تجاوز عدد المهاجرين الذين دخلوا سبتة ومليلية ثلاثة أمثال العدد الذي دخل في الفترة نفسها من عام 2021.
مهاجرون سوريون يقضون في غرق قارب قبالة سواحل الجزائر
وحذّرت فعاليات مدنية مغربية عدة من تنامي نشاط شبكات الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين بعد تشديد المراقبة الأوروبية على طرق الهجرة، انطلاقاً من ليبيا نحو مالطا وإيطاليا، وارتفاع كلفتها وخطورتها، وتركيز تلك الشبكات على الطريق المغربي الإسباني.
ونجحت الأجهزة الأمنية المغربية في إحباط 63121 محاولة هجرة، وفككت 256 شبكة اتجار في البشر خلال سنة 2021، كما تمت، خلال السنة الماضية، إغاثة 14236 مهاجراً في عرض البحر، وتنظيم عودة 3500 من الأجانب المتواجدين في وضعية غير قانونية بالمغرب إلى بلدانهم، من بينهم 2300 شخص بالشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة، ونجحت السلطات في إحباط 49 عملية اقتحام حدود، من بينها 47 إلى مليلية.
وفي الأشهر الثلاثة الأولى من 2022، قامت السلطات المغربية بإحباط 14746 محاولة للهجرة السرية، وتفكيك 52 شبكة لتهريب المهاجرين، وتنظيم عودة 1080 من الأجانب الموجودين في وضعية غير قانونية بالمغرب إلى بلدانهم، وإحباط 12 عملية اقتحام لسياج مليلية.
العربي الجديد