منوعات

تفاقم معاناة العرب في دول أوروبية لم تفتح أبوابها للهجرة


يعيش العرب في دول أوروبية محددة لم تفتح أبوابها للاجئين، حياة تشوبها صعوبات، تتمثل في زيادة العنصرية وغياب التجمعات التي تزيل وحشة الغربة.

وإلى جانب فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا والنمسا التي استقبلت الملايين من المهاجرين، هناك دول أوروبية أغلقت حدودها أمامهم، لكنها استضافت جاليات عربية صغيرة بغرض الدراسة والعمل وبقيت فيها سنوات طويلة مثل المجر وكرواتيا وبولندا وغيرها.

ويعاني أبناء تلك الجاليات الصغيرة من مسألة عدم اعتياد أهل البلد على الحديث بلغة غير لغته الأم، أو التعامل مع شخص لا تحمل هويته سمة الأوروبية، فيتعرضون لبعض المواقف الصعبة عند البحث عن غرفة للسكن أو مكان للعمل.

عانيت 6 أشهر لأجد منزلاً، وكان معظم المستأجرين يرفضون استقبالي عندما يعرفون أنني من أصول عربية، إلى أن وجدت منزلاً لسيدة تعيش في ألمانيا وافقت على تأجيري المنزل.

“نحنا العرب منخوف!”
إقناع صاحب المنزل الأوروبي وبلغة ركيكة بأن المستأجر العربي جدير بالثقة وسيدفع بدل الإيجار نهاية كل شهر، أمر بالغ الصعوبة في بلد مثل هنغاريا، وهذا ما حدث مع غياث آمنة (31 عاما) وهو طالب يدرس علوم الصحة العامة في جامعة “ديبرتسن” المجرية.

وقال آمنة، وهو من أصول مصرية لـ”إرم نيوز”: “لا نتعرض لعنصرية مباشرة في هنغاريا؛ لأن البلاد لم تكتظ بالعرب واللاجئين، لذلك أهل البلاد يعاملوننا كأجانب، لكن تبقى بعض العوائق تؤثر على العلاقة مع العربي”.

وأضاف: “لا يتحدث المجريون الإنجليزية أبدا، ونحن لا ندرس اللغة الهنغارية، لذلك تتصدر مشكلة التواصل اللغوي معاناتنا هنا، إضافة لمخاوف الأوروبيين هنا من العرب في مسألة أجار المنزل، لأن قانون الإيجار يمنعهم من إخراج المستأجر في حال وجود طفل”.

وعانى آمنة، لمدة 6 أشهر كي يجد منزل، وكان معظم المستأجرين يرفضون استقبالهم عندما يعرفون أنه من أصول عربية، إلى أن وجد منزلاً لسيدة تعيش في ألمانيا وافقت على تأجيره المنزل.

وهنا قال: “أحضرت صديقي الذي يتحدث الألمانية كي أتمكن من التواصل معها، وحذرتني من التعاطي مع الجوار أو ازعاجهم لأنه يشتكون بسرعة إلى الشرطة”.

نحتاج إلى اللغة عند السؤال عن عمل أو سكن، والبولنديون يفزعون عندما تحدثهم بالإنجليزية، لا أعلم إذا كان السبب تعصبهم للغتهم أو بسبب حرجهم من جهلهم بالإنجليزية.

يعادون المتحدث بغير لغتهم
وتعتبر المجر من الدول التي عرفت بعنصريتها ضد اللاجئين والأجانب، حيث قضت محكمة العدل الأوروبية نهاية العام الماضي، بأن إجراءات اللجوء في المجر تنتهك جزئيا قانون الاتحاد الأوروبي.

وفي بولندا التي استقر فيها العرب منذ عقود وباتوا شريحة اجتماعية واسعة ومهمة على الصعيد العلمي والحكومي والاقتصادي، تتزايد المشاعر المناهضة للأجانب بشكل عام، بحسب دراسة أجرتها شبكة “Telewizja Polska S.A” البولندية.

وبحسب استطلاع للرأي أجراه موقع بولندا بالعربي حول مدى إتقان المجتمع العربي في بولندا للغة، تبين أن 27% فقط يتقنون اللغة البولندية.

ويعاني هؤلاء من المشكلة ذاتها في هنغاريا والمتمثلة بصعوبة التواصل مع أهل البلاد فيما يخص السكن والعمل، مثل حال عماد فرحة (28 عاما)، وهو سوري وصل إلى بولندا منذ عام بغرض الدراسة.

وسطاء يعبرون بالعرب حواجز اللغة
وقال فرحة، الذي يدرس التمريض في جامعة “وارسو” الطبية لـ”إرم نيوز”: “التواصل مع البولنديين عامل مؤرق يعاني منه كل العرب هنا، واللغة البولندية لغة صعبة جدا ولا يمكن بسهولة تعلمها”.

وأضاف: “نحتاج إلى اللغة عند السؤال عن عمل أو سكن، والبولنديون يفزعون عندما تحدثهم بالإنجليزية، لا أعلم إذا كان السبب تعصبهم للغتهم أو بسبب حرجهم من جهلهم بالإنجليزية”.

ويروى فرحة، حادثة حصلت معهم خلال بحثهم عن سكن مؤخرا في العاصمة وارسو، وكيف وصل به الأمر إلى دفع المال لسمسار عربي حتى يتمكن من استجار شقة صغيرة هو وصديقه المصري.

وقال: “قضيت حوالي 6 أشهر وأنا أبحث عن استوديو صغير كي أسكن فيه أنا وصديقي المصري دون جدوى، وفي كل مرة كان المؤجر يرفض استقبالنا عندما يعرف أننا عرب”.

وتابع: “قرأت على مجموعة عرب بولندا على الفيسبوك أن الطريقة الوحيدة لاستئجار عقار لعربي هنا هي اللجوء إلى وسيط عقاري، وهو عبارة عن سمسار يصلني بالمؤجر، وتتم الصفقة مقابل حصوله على عمولة تتراوح بين الـ 300 يورو والـ 1000 يورو بحسب العقار”.

واتصل عماد، بالسمسار وهو عربي يحمل جنسية تونسية وقام بإخباره بمواصفات المنزل الذي يريده، وخلال أسبوع تم تأمين طلبه وقام بتوقيع العقد والسكن في المنزل.

وبينت دراسة أجراها التلفزيون الألماني، أن “العرب يعانون من صعوبات تأمين العقارات في أوروبا لأسباب عنصرية”.

وأرسل القائمون على الدراسة 20 ألف طلب تأجير، بعضها بأسماء غير أوروبية، وأخرى متضمنة أخطاء لغوية للدلالة على أن أصحابها ليسوا من أصول أوروبية.

وأظهرت نتائج الدراسة، أن أعلى نسبة رفض للطلبات كانت من نصيب العرب بمعدل 26%، تلاها الأتراك بنسبة 24 %.

إرم نيوز