سياسية

إطلاق سراح ثمانية من الثوار .. صوت الشوارع عاد !!


تحقق أمس يقين الثوار ببراءة رفاقهم الثمانية الذين ظلوا بالحبس لأكثر عام بتهمة قتل رقيب الاستخبارات العسكرية التابعة للقوات المسلحة حيث ظلوا مرابطين أمام معهد العلوم القضائية مقر المحكمة ملتزمين بسلميتهم وطوال خمسة وعشرين جلسة ظلوا يرددون (حرية سلام وعدالة ، ثوارنا براءة براءة ) كما تحقق أمس يقينهم بأن الثورة منتصرة لامحالة.
وكانت القوات المسلحة قد أعلنت في مارس الماضي أن رقيباً يتبع لها قتل بطريقة وحشية مع التمثيل بجثته بالتزامن مع أحد المواكب التي سيرتها لجان المقاومة للتنديد بالحكم العسكري، وخرجت مواكب لجان المقاومة الى شوارع الخرطوم إحتفالا بعودة الثوار الى الشارع الذي لم ينس تضحياتهم وما تعرضوا له من تعذيب داخل السجون مما دفعهم الى الدخول في إضراب عن الطعام لمدة أربعة أيام متتالية ، وحقق الاحتفاء بالبراءة أعلى ترند في وسائط التواصل الاجتماعي ، وبالمقابل فقد مثل هذا الانتصار وصمة عار في جبين الشرطة والاستخبارات حسب ماذكره قاضي المحكمة خالد مأمون في الجلسة حيث قال ( إن المحكمة توصلت لقرار بشطب الدعوى في مواجهة المتهمين وأضاف بقوله “الأدلة والبيّنات المقدمة لا ترتقى إلى توجيه اتهام”، وأشار إلى أن الإجراءات التي صاحبت القضية بها “العديد من الأخطاء الفادحة)” .

وجاء الثوار المتهمين الى قاعة المحكمة والحماس يملأ قلوبهم ، ولم تمنعهم السلاسل الحديدية أن يحتفلوا بانتصار الثورة ويطرقون بأيديهم على جدران عربة الشرطة التي تقلهم وهم يهتفون( مدنياااااااو ، والثورة ثورة شعب ، والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل ) وعند لحظة صدور قرار شطب البلاغ كسر تجمهر أسر المفرج عنهم وأعضاء لجان المقاومة الحاجز الأمني الذي ضربته السلطات أمام مقر المحكمة وركض الثوار لاستقبال رفقائهم وهم يلتحفون الأعلام في مشهد تقشعر له الأبدان وهم يهتفون ( ثوارنا براءة ، ثوار أحرار حنكمل المشوار) ، وأعاد حكم البراءة والتحام الثوار أمام المحكمة لحظة صدور حكم الإعدام ضد قتلة الشهيد أحمد الخير ، وأيقن الجميع بأن الثورة منتصرة لامحالة، وحمل الثوار مصعب سانجو عند خروجه وهو يردد ( صوت الشارع عاد ياشعبنا الوقاد ، والشعب كلو عيون).

و خرج المفرج عنهم مرفوعي الرأس يلوحون بعلامات النصر ، وحمل الثوار حسام الصياد على أكتافهم وعانقت هتفاتهمحناجر الثوار ورددوا معهم ( توباك ماقاتل والننة مناضل…مصعب ماقاتل وترهاقا مناضل) ، وانطلق موكب الثوار من مقر المحكمة الى الديم واحتفلت لجان المقاومة بالخرطوم بخروج الثوار ، ثم توجه الموكب الى الشجرة الحامداب ، ونحرت أسر المفرج عنهم الذبائح وقال سانجو- أحد المفرج عنهم لدى مخاطبته الثوار بالحماداب الشجرة ( أن السلطات أرادت من خلال اعتقالنا كثوار في قضيتي مقتل رقيب الاستخبارات العسكرية بالجيش وعميد الاحتياطي المركزي أرادت إثبات أننا غير سلميين ) وقاطعة أحد الثوار(واعين ومكملين) ورد عليه قائلاً (ثورتنا سلمية )، ثم ردد الثوار( ثوار أحرار حننكمل المشوار) وأكد حرصهم على المضي قدما في السلمية وتابع ( كما عشنا الفرحة اليوم نريد أن تكرر عند أطلاق سراح رفاقنا ) وردد ثائر ( توباك ماقاتل .. الننة مناضل )
وقال عضو هيئة الدفاع عن المتهم الرابع ( حسام الصياد ) محمد البصري في تصريح لـ(الجريدة) ( تلت المحكمة حيثيات البلاغ وطابقت أقوال الشاكي مع الشهود ولم تجد بينة كافية تدين المتهمين وبناء على ذلك قررت المحكمة شطب البلاغ في مواجهة المتهمين وإطلاق سراحهم).

من جهتها أوضحت عضو هيئة الدفاع عن المتهم الخامس المحامية رحاب مبارك بأن الجلسة كان الهدف منها توجيه التهمة أو تبرئة المتهمين وقالت في تصريح لـ(الجريدة): ( بعد أن أجرى القاضي سياحة عامة على أقوال التحري في قضية الاتهام التي تتكون من افادات خمسة متحرين و17 شاهدا من بينهم الشاهد جاد الكريم الذي سبق وحضر أمام المحكمة وأكد أنه تعرض لتهديد من الاستخبارات العسكرية بعد ذلك قال القاضي لم نجد في كل هذه الأقوال أي بينة تؤكد ارتكاب أي من المتهمين الخمسة للجريمة وفقا لنص المادة 141 من قانون الإجراءات الجنائي فانه يتم شطب البلاغ الجنائي والافراج عن المتهمين ) وأردفت ( في هذه اللحظة أغمي على والدة سوار الدهب من الفرح وضجت القاعة بالهتافات ( حرية ، سلام وعدالة ثوارنا براءة ، براءة ، الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب ، والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل ، ثوار أحرار حنكمل المشوار )
وفي الثالث من فبراير المُنصرم فاجأ أولياء دم القتيل المحكمة باعلان تنازلهم عن الحق الخاص، وحينها قال فريق الدفاع إن الأسرة وبعد متابعة وقائع المحكمة وسماع الشهود في الجلسات تأكد لها أن المتهمين الثمانية لا علاقة لهم بمقتل الرقيب.
يذكر أن الثوار المفرج عنهم هم سوار الذهب أبو العزائم، مصعب خيري، حمزة صالح، شرف الدين أبو المجد، خالد مأمون، مايكل جيمس، ، وقاسم حبيب بجانب حسام منصور الصياد الذي الحق في يوليو من نفس العام بالبلاغ.

كتبت: ( سعاد الخضر – فدوى خزرجي )
صحيفة الجريدة