أبرز العناوينرأي ومقالات

لما لم يرفع الحصار الاقتصادي (فعليا) ولما يتم استهداف السودان واستقراره بغض النظر عن من يحكمه ؟!


لما لم يرفع الحصار الاقتصادي (فعليا) ولما يتم أستهداف السودان واستقراره بغض النظر عن من يحكم السودان ؟!

سؤال يجب أن يسأله كل سوداني ليفهم أن أستهداف السودان كشعب لم يبدأ بحكم الكيزان بل هو ممتد ومتعاقب على جميع الحكومات بلا استثناء وتختلف درجة الأستهداف ومنذ قرون طويلة .

كيف يسمح لشعب هزم جميع القوى في العالم الغابر دون جهد بل كانت ردة فعله أن ضم البلدان شمالا وجنوبا وشرقا وغربا .

تزييف التاريخ وجعل الأجيال تعتقد أن دولتنا بدأت بعد الثورة المهدية هو محض كذبة كبيرة وجريمة تعاقب عليها كل الحكومات .

فكأنما يراد أن يخرج جيل يعتقد أن تاريخنا بدأ بتحرير السودان عبر الإمام محمد أحمد المهدي من الاستعمار التركي والبريطاني .

تاريخ السودان بدأ ببداية الخلق ومرورا بجميع الممالك الأولى والرسل والأنبياء … السودان هو مهد الحضارات ومهدد الطغاة والجبابرة على مر العصور .

كيف يترك شعب فيه جينات الملوك والعظماء في أن يسلك طريق النماء والتطور ليؤثر على مجرى الأحداث في العالم … وهو شعب يمتلك كل مقومات القيادة والريادة في أنسانه وموارد ضخمة تحت أقدامه …

هذا شعب يجب أن يعيش في دوامة الحروب والفتن المصطنعة والمستمرة … ولن تتوقف إلى أن نوقفها بأنفسنا بعدما نفهم الأبعاد الكلية لمجريات المؤامرة على شعب السودان .
مالم يتقبل السودانيين بعضهم بعضا ويحترم بعضنا بعضنا لن تقوى الجبهة الداخلية لتواجه الجبهات الخارجية … لن نتمكن من بناء دولة حديثة متقدمة ومتطورة ونحن في خلافات مستمرة حول من يحكم السودان بدلا من كيف يحكم السودان .

الأمريكان أستهدفوا السودان كدولة مهددة لهم منذ أن قال جون كيندي للرئيس عبود هل السودان يحتاج مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية … فرد عليه الرئيس عبود أن لا ولكن إن كانت بلدكم تحتاج مساعدتنا فنحن جاهزون .

حينها طلب الرئيس الأمريكي من الأجهزة الأمريكية المختصة بأن يمدوه بكامل المعلومات عن هذه الدولة لأنها يمكن أن تسبب تهديد للولايات المتحدة الأمريكية مستقبلا … فكل ملوك وزعماء الدول العربية والأفريقية وقتها كانوا يطلبون مساعدتنا إلا هذا الرئيس قال لا يحتاج مساعدتنا بل سأل أن كنا نحتاج نحن إلى مساعدة من دولته .

لنعرف من نحن كشعب السودان نحن في حاجة إلى الغوص عميقا في تاريخنا وأن ندرس بدقة ماذا حقق أجدادنا حتى يجعل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا يستهدفوا السودان كشعب ! .

فالنبي إدريس معلم الخلق الكتابة هو من أرضنا ومملكة سبا هي في الأصل (شبا) … ولا يوجد في التاريخ أن حكمت إمراة أرض اليمن بل كانت الملكات في تلك الحقبة فقط في أرض كوش .

وأخر الدراسات العلمية في جامعات الغرب تؤكد أن أرض السودان هي أرض الإنسان الأول … فكيف لنا أن نصبح غدا مرة أخرى في طليعة العالم … قادة لا تابعين .
إن معرفتنا لتاريخنا بشكل صحيح وسليم يجعلنا متصالحين مع واقعنا ومنصهرين فيما بيننا لبناء مستقبلنا .

محمد السر مساعد
محمد السر 1