رأي ومقالات

كسر تقاليد جديدة لا يؤمن بها وأقنع اهله الى جانب العروسين بضيق تجارب الصالات


#المهيرة
تشرفت اليوم نهارا ومساء .بحضور زفاف إبنة أحد الأصدقاء ممن جمعتني بهم مساحات التواصل عبر هذه الصفحة . زف أصغر بناته لحياتها الجديدة ولما كان الرجل من أرومة طيبة وتوزع أصالة بين الإعتقاد والحقيقة وبمشاورات وحجج إقناع باهرة فقد أعاد لذاك الحي الشعبي ضجيج نهارات اليسر وليالي الفرح الوسيم . إذ توزعت انشطة المناسبة بين المسجد العتيق ووليمة الغداء على الموائد (المضلعة) والرجال الأشداء الذين إن وجف جفنك أهالوا عليك مغارف الكرم الأصيل . وتنادى من بعد العصر ولساعات الجيران والأهل والأقارب وأطل (خرطوش) عتيق فنثر البارود بغير أذى فوق محمول الزغاريد ثم مساء فتح الخيمة الكبيرة على أقواس المكان وفصلت الدارة على صفين مجلسين بذاك الطقس القديم حينما يكون السعد تحت عين السماء وفي قلب ارض الحارات . تمدد ذاك البساط الأحمر وجلبت (كوشة) توزع حولها الاطفال والصغار كملائكة في يوم عيد . وأطل بعد غيبة ذاك الشاب المخفي في الحكايات الحاضرة . الذي يتمثل صوت حمدي بولاد ولطف محمد سليمان (دنيا دبنقا) فتوزع بين ابيات شعر وثناء عاطر والحقها لاحقا بما (زال الليل طفل يحبو) قالها وضحك فتهللت اوجه العواجيز أمثالي
2
لم يقم صديقي هذه الطقوس شحا . فهو ميسور الحال مرقده حرير غير أنه اراد فيما قال كسر تقاليد جديدة لا يؤمن بها وأقنع اهله الى جانب العروسين بضيق تجارب الصالات . وأكثر من هذا فقد جلب مغنية مستنيرة الإختيارات لطقوس مجالس النسوة في مثل هذه الأحوال وحرم على مسامعهن (القونات) وأكثر من هذا فقد أدار نقاشات عميقة مع أصدقاء وصديقات العرسان . مستبعدا طقوس قدوم سيارة الزفاف فجلب مغنيات سرن على تنغيم من فرقة لا اعرف من أين جلبها (قلت له انت شفاتي قديم) عطرت المكان باغنية قديمة من تراث غناء البنات المهيرة عقد الجلاد
3
حينما أطل الموكب الجميل . وبعد ان ثار المكان تدفق عرض المغنية و(حرس إنجليز ) بدا لي الاختيار موفقا مقارنة ببشاعة معتاد ضرب الدفوف و(الطرابيش) وفق تقليد جديد وشائع وممل للغاية . تحالفت الزغاريد مع اهتزاز قلوب الامهات وصعود ذكريات تلك الأجيال وسار العروسان تحفهما حالة من الحبور المبارك . لمحت صديقي الاب في زاوية عمامته عليها ذاك الارهاق الذي يهدلها فلا هي في راسه او على كتفيه . يتقدم للحظة ثم يتوقف ثم أثر الانعطاف بين فوج نسوة لمحته ابنته فكانما قبلته بعينها وقبل جبينها بنبضه . ثم تراجع تعلوه إبتسامة مضيئة . تلقطته قريبة ويشده جار . كنت في ذاك الصف أنتظر لحظة مصافحتي مباركا للطفلة التي رايتها صغيرة واراها اليوم ياقوتة عرش . تمهلت ارتقب لحظتي فلحق بي الوالد . إضطربت الصغيرة ثم احاطته بذراعيها . تراجعت اطلب بعض البر بثانية بوح . فقدمني فقالت (يا عمو محمد) ضحكت اقول لوالدها ..انتهت مني
4
حضرت كل الساعات . و(كتلت الحفلة) وإنصرفت تسللا بلا إستئذان . عبرت من الحي لارجاء المدينة . انوار هنا واضواء هناك وعتمة مقلقة وخيالات في ظلامات اخرى . قلت لنفسي بإرتياح رغم كل شئ فهذا الشعب (يباصر) الحياة وستمضي . عسر يعقبه فرج وحزن يعلو فرح ..زواج مبارك يا صديقي

محمد حامد جمعة

محمد حامد
محمد حامد جمعة
ج