رأي ومقالات

ولماذا لا يرحل البرهان !!


بحسب ما خرج للعلن أنه وقبل نحو أسبوعين تحدث مسؤولون أجانب مع قائد الجيش البرهان عن ضرورة التهدئة فيما يخص دمج الدعم السريع والذهاب إلى ذلك بالتدرج .. كانت إجابة البرهان أنه لا يملك هذا الخيار حالياً وأنه أمام خيارات صعبة يفرضها الجيش وقالها هكذا ( بندقية جيشي في رقبتي وإذا تجاوزوني سيحدث الصدام) هكذا قال البرهان لمن إجتمع معه وأظنهم تفهموا موقفه.

– في الجهة الأخرى يجلس قائد الدعم السريع الفريق أول حميدتي متحدياً الجميع بدعم الإتفاق الإطاري، فقد تنصل حميدتي عن حلفاؤه السابقين من الحركات المسلحة في إتفاق جوبا بعد أن عمل بكل جهد وعزم لتمكينهم في إطار تحالفه الجديد آنذاك.. لقد تخلى حميدتي عن مناوي وجبريل والبقية ونفض يده عنهم .. وفرز عيشته عن الجيش مستظلا بظل الإتفاق الإطاري وفولكر وشلة خالد سلك وطه عثمان وجعفر حسن!!

– لقد اقتنع حميدتي بأن هذه هي مركبته الجديدة وأنه سيصل بها إلى نهاية المطاف،،، ولكن التاريخ لن يسأل حميدتي الذي يمثل نفسه ومصالحه ومطامعه فقط، بل سيسأل قائد القوات المسلحة البرهان الذي فرط في الجيش وفي السودان.

– لقد صبر السودانيين والجيش كثيراً على البرهان وهو يمارس التكتيك اللا متناهي أملاً في إنتفاضة تنهي هذا الوضع المرير الذي نغرق فيه منذ العام 2019. لقد ظل كل هذه الفترة يقدم رجل ويؤخر أخرى حتى صار هذا غير ممكنا الآن.

– وافق البرهان على الإتفاق الإطاري ووقع على مسودته في الخامس من ديسمبر الماضي ثم رفع يده عنه في خطابات حطاب وأم سيالة وشندي، ثم عاد وجلس مع أطراف الإطاري ببيت الضيافة، ثم خرج وهاجم الإتفاق في الولاية الشمالية، ثم عاد لحضور ومخاطبة ورشة الإصلاح الأمني والعسكري في افتتاحيتها ثم غاب وغيب الجيش والشرطة والأمن لعدم مناقشة الورشة لورقة الدمج، وحضر ممثلو الدعم السريع وكأن الدعم السريع قوة من دولة الكنغو !! هل هنالك عاقل يصدق وضعنا هذا وما نحن فيه من مهازل!!

– إن الإتفاق الإطاري الذي وضعوا مصفوفته الزمنية لا يمثل غير شلة المجلس المركزي والخواجات والسفير السعودي والإماراتي وحميدتي، وهل هؤلاء يستطيعون حكم السودان؟ إذن فليجربوا !!

– إتفاق ليس فيه أكبر الحركات المسلحة ( حركات اتفاق جوبا) وخارجه الإسلاميون والتيارات الوطنية وأهل الشرق والشيوعيين والبعثيين وضده الجيش، إذن من مع هذا الإتفاق وكيف سينجح!!

– السيد البرهان الشعب السوداني لا ينتظر منك أن تعبر له عن غضبك من ورشة الإصلاح الأمني والعسكري التي سُميت في الأوساط العامة بجلسة (دق الريحة) تهكماً من الأشكال والمخلوقات التي فيها من الناشطين والناشطات والعاطلين والعاطلات والفارغين والفارغات و(المقدم عبد الله سليمان)!!

لا ينتظر منك الشعب السوداني التعبير عن الغضب من هذه المهزلة التي حضرت افتتاحها بالإفطار المفاجيء وقت انعقاد الورشة الختامية المشوهة مع جنودك البواسل في الباقير على قدح فول سادة حار خالي بهار ، فهذا طعام جنودنا البواسل ونعلم ذلك، ولكن هل تناولك لهذه الوجبة البسيطة ستحل مشكلتنا أو مشكلتهم؟؟ إن ما يحدث الآن يا البرهان فيما يسمى بالإتفاق الاطاريء سيسوق البلاد والجيش إلى مثل خيار القائد عبد الباقي بكراوي من جديد، وسيغلق الشرق بالحديد ويخنق الخرطوم وسيحرق البقية من أطراف السودان.

– السيد البرهان نعلم أن أمر بلادنا مٌعقد، وأنك ربما ترى أنك تفعل وفعلت كل الممكن والمستحيل، ولكن وللحقيقة لم يعد لنا وقت كاف أو متسع للصبر والبلاد على حافة الهاوية، سلم الجيش لأحد قادته وتقاعد وإرتاح، لقد رأينا كل ما عندك، وتقاعدك ليس بالأمر خطير فأنت قبل الحادي عشر من أبريل 2019 لم يكن همك وحتى آخر اللحظات غير مقعد المفتش العام للجيش وحصلت على مقعد القائد العام لخمس أعوام كاملة والبلاد تنهار ليل نهار ، سلم القيادة لأحد قادة الجيش مع التحية العسكرية وسيقوم بالواجب وستترتب الأمور ويتم الدمج والتسريح والإصلاح بحول الله.

محمد أبوزيد كروم