الجيش يقاتل بالحد الأدنى، حتى الأن، ولم يستخدم سوى القليل من قوته
عزمي عبد الرازق يكتب : عبد الحفيظ مريود الكوز رقم مائة وواحد .
صديقنا الكاتب والسيناريست عبد الحفيظ مريود كتب مقالة عبر فيها عن حفاوته بهزيمة الجيش السوداني على يد مليشيا الدعم السريع، ورسم صورة أدبية عن سيطرة قوات حميدتي على الخرطوم، بما في ذلك القصر الجمهوري والقيادة العامة والإذاعة والتلفزيون وشارع بيتهم، وهى كتابة أقرب للأمنيات من الحقائق على الأرض، وفهم مجريات القتال وتكتيكاته العسكرية. أولاً، ولا أعرف كيف لم يجدد مريود معلوماته، لا وجود للدعم السريع في القيادة العامة، وهى تحت سيطرة الجيش بالكامل، لديه جيوب في حي المطار وأسرى يحتمي بهم، أما القصر الجمهوري، فهو تحت حراسة الدعم السريع منذ سنوات، هو والإذاعة والتلفزيون، وكلاهما مباني لها قيمة رمزية وبروتكولية وليست عسكرية، ولا يوجد فيها أسلحة للإمداد، بمعني أن القصر ليس له أهمية في هذه الأيام، والدليل وجود الدعم السريع بداخله لنحو ثلاثة أسابيع، دون أن يتمكن قائد المليشيا من الدخول إليه وإذاعة بيانه الأول، والقصر الرئاسي نفسه دخل في إجازة منذ شهور، وهجره حتى أعضاء مجلس السيادة من المدنيين والعسكريين، أما الإذاعة والتلفزيون، فالسيطرة عليها دون تشغيلها، مشهداً درامياً، يثير الضحك الفاقع، الصحيح أن التلفزيون حالياً يعمل لصالح القوات المسلحة، ويقوم جنود الدعم بحراسة المباني، ولا يعرفون كيف يتعاملون مع الأجهزة قبالتهم، والذبذبات الفضائية.
المعلومة الثانية، ولا أعرف كيف فاتت على مريود، أن ثمة فرق بين السيطرة والانتشار، تحديداً إبان الحرب، فالإنتشار دليل ضعف وتشتت، وتوهان، بينما السيطرة تعني تدمير معسكرت العدو وحماية الجيش لمعسكراته، وإفشال مخططاته التي عمل عليها لسنوات، قبل الدخول في المرحلة الأخيرة، وهى التمشيط والتأمين، ولسان حال قادة الدعم بعد فشل الهدف الكبير، وهو القبض على البرهان وكباشي، وخسارة كل شيء، تلك الأغنية ” تواه أنا كل الدروب فتشتها، لا وصلت ليك لا الرجعة تاني عرفتها”، عموماً الجيش يقاتل بالحد الأدنى، حتى الأن، ولم يستخدم سوى القليل من قوته، لأنه يعرف حجم العدو، فهو يحفر بطريقة، سوف تفاجئ مريود بانهيار كل تخيلاته، وسقوط أحلام آل دقلو التي استثمر فيها الحلفاء طويلاً .
#ملحوظة
في تلك المقالة شتم مريود الكيزان نحو مائة مرة دون أن يعترف بأنه الكوز رقم مائة وواحد.
عزمي عبد الرازق