رأي ومقالات

محمد أبوزيد كروم : تدابير ما قبل وبعد دحر التمرد.. في بريد الدولة

مواجهة تمرد حميدتي ودحره لا يحتاج فقط إلى التدابير العسكرية والتي يتولى أمرها جيشنا العظيم الذي نثق في خططه وخطواته لاستئصال هذا السرطان الخبيث.

– نحن في حاجة إلى تدابير أخرى كثيرة تقوم بها الدولة، ثم أخرى تقع على عاتق المجتمع وهذه سنأتي لها لاحقاً إن شاءالله ، يساهم الشعب السوداني في دحر تمرد الغزاة بثبات عجيب يستحق أن يجد التقدير من الدولة، في الأيام الأولى للتمرد كانت خدمات الكهرباء والمياه وشبكة الإنترنت منسابة بشكل منتظم وهذا الأمر أسهم بشكل كبير في استقرار الناس في بيوتهم وأماكنهم رغم القتال وأصوات المدافع، إلا أنه وبعد مرور أيام قليلة أصبحت هنالك إشكاليات حقيقية في كثير من أنحاء الخرطوم دفعت المواطنين للخروج منها للولايات وبعضهم إلى مصر وغيرها ، إذن من أسباب خروج الناس إشكاليات الكهرباء والمياه، والفصل صيف ويصعب جدا للناس البقاء في المنازل دون مياه وكهرباء.

– لقد انتهى المتمرد حميدتي وقواته في نظر الشعب السوداني بما فعل هو ودعمه السريع في البلاد والعباد، لقد سقط المتمرد وأصبح مجرم قاتل قائدا لمجموعة من الأوباش التي تنهب وتقتل وتخرب، ولكن ما المطلوب الان من الدولة لمساعدة الشعب على الصمود في وجه التمرد الذي يرغب في صناعة الأزمات والفوضى حتى يعزز موقفه ويحصل على امتيازات إنقاذ له بعد أن مات وشبع موت؟؟

– لقد انتقل وزير المالية جبريل إبراهيم إلى ولاية الجزيرة وحاضرتها المرحابة “مدني” وأستقر هناك واجتمع ببعض ولاة الولايات والتزم بسداد مرتبات العاملين لشهر أبريل فورا ، وهذا أمر مهم وضروري جداً، حيث كل أفرع البنك المركزي في الولايات تعمل بشكل كامل وكذلك البنوك الأخرى بالولايات، إذن ليس هنالك ما يعجز الدولة عن سداد مرتبات العاملين حتى تعينهم على مواجهة هذه الظروف، في الجانب الآخر يجب أن يجتهد القطاع الخاص في توفير مرتبات موظفيه وتحويلها لهم رغم ما أصاب هذا القطاع في الخرطوم من دمار وتخريب وخسائر، بهذا سنسهم كدولة وقطاع خاص في تطبيع الحياة وتقليل الأضرار حتى يُدحر التمرد بشكل كامل.
– ولأن الخرطوم هي العاصمة ومحور الأحداث والتي استهدفها التمرد لتنفيذ الإنقلاب والوصول إلى كرسي الحكم ، ثم يستهدفها الآن لتخريبها وتدميرها ليجعل له ورقة تفاوض تعيينه وتعيين حلفائه الداخليين والخارجيين من إنقاذه وقد قالها قائد التمرد حميدتي بعد اندلاع الأحداث ( الهدف الآن الخرطوم) .. فالعاصمة تحتاج إلى تدابير سريعة، أولاً الابقاء وتجديد الثقة في والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، فهذا الرجل من أنجح الولاة الذين مروا على الخرطوم تعينه في ذلك خبرة إدارية وتنفيذية كبيرة ورأيناه يعمل وحده في حكومات الفشل الكبير منذ أبريل 2019 فقد جاء بعد الفاشل الكبير الذي يخجل الفشل من وصفه به أيمن نمر كادر التجمع الاتحادي المهرج، فقد حاول الوالي أحمد عثمان حمزة صنع المستحيل في أسوأ الظروف والأوقات فسفلت الشوارع وأنارها وحاصر النفايات واجتهد في تجميل وجه العاصمة الشاحب، فبذلك يستحق هذا الوالي الاستمرار مع دعمه بمشرف على العاصمة من القيادة العامة للقوات المسلحة ليسهل له مهام أثناء ومابعد الحرب التي تحتاج إلى سند الجيش، فالرجل قادر بإذن الله وبخبراته الطويلة من معالجة آثار التخريب والدمار التي سيخلفها التمرد.

– في الجهة الأخرى نحتاج إلى تدابير أخرى تعين الناس، منها الوجود الأمني وفق الضرورة القصوى،، ما الذي يمنع مثلا جهاز المباحث المعروف بالمقدرات الكبيرة والاحترافية العالية من العمل وفق الطابع المدني لوقف النهب والسلب الذي عم كثير من المناطق واستهدف المؤسسات العامة والخاصة؟؟ وما الذي يمنع قوات الاحتياطي المركزي مرعبة المتمردين ( أبو طيره فكاك الحيرة) من التحرك السريع لمنع النهب والسلب والتخريب المتعمد؟؟! هذا كله ممكن في حدود الممكن، نقطة أخرى مهمة ثبت تماما أن الخرطوم العاصمة محاطة بحزام عشوائي إجرامي خطير ساهم بشكل كبير في النهب والسلب والترويع والتخريب وهذا الأمر يحتاج إلى ترتيبات قانونية وأمنية واجتماعية لمعالجتها مستقبلا بكل حزم وعزم.. ما سبق جزء من التدابير التي نحتاجها الآن وبعد دحر التمرد..

محمد أبوزيد كروم