رأي ومقالات

إيقاف الحرب يعني إيقاف التمرد، هذا ما حدث في جميع دول الجوار، السودان ليس حالة استثناء

ما بعد إيقاد!
لا يمكن الحديث عن اي عملية تفاوضية، خارج الشرط الإنساني حاليا، خصوصا الاوضاع في دارفور وعدد من مناطق السودان المتضررة بشكل مباشر او غير مباشر، لا يمكن الحديث عن عملية سياسية بينما يتم احتلال المنازل وطرد ساكنيها، وتخريب المنشآت الحيوية و البنى التحتية.

توجد مشكلة عند الفاعلين الدوليين والإقليميين، فخياراتهم وطبيعة رؤيتهم السياسية تفتقر الى إمكانية رؤية الفاجعة الإنسانية التي تسببت فيها المليشيا المتمردة، ومهتمون بالتدخلات السياسية، إن كانت الديمقراطية و المسار الإنتقالي تأتي فوق دماء السودانيين بالنسبة لهم، فهذا أمر معيب، اننا نفقد ثقتنا في أي عملية تقاوضية تعبر على الحقائق بهذه الصورة.

الأمر الثاني أنهم يفكرون في برهان بعيدا عن وضعية المؤسسة العسكرية التي تقدم الشهيد تلو الشهيد، وترى مواطنيها مشرديين بسبب ممارسات المليشيا، كما أسلفت في تحليل سابق أن هذه الحرب تختلف عن جميع حروب الجيش في أنها لا تحتوي على اي شرط لنظام سياسي، يخوض الجيش حربه العسكرية ضد التمرد بلا أي شروط سياسية، حاليا.

إيقاف الحرب يعني إيقاف التمرد، هذا ما حدث في جميع دول الجوار، السودان ليس حالة استثناء في ظل هذه الوضعيات الإقليمية، لن يتم فرض الشروط، وعلى الفاعليين في الداخل و الخارج التعلم من تجربة الأربع سنوات الماضية.

الإيقاد لن تنفذ خارطة طريقها بهذا الشكل، سيكون هناك تعديلات جوهرية في المبادرة، من أجل موائمتها مع الوضع على أرض الواقع، تقييمي لقمة الإيقاد نجحت القمة مع تحفظات على بعض المواقف، ونجدد ثقتنا في الإخوة في جنوب السودان، من أجل وضع كينيا وجيبوتي على المسار الصحيح،وايجاد شكل يحترم السودان و مواطنيه الذين تضررو من جراء ممارسات المليشيات ومحاولة السيطرة على السلطة بالقوة العسكرية.

حسان الناصر