رأي ومقالات

البرهان كان يحاول تجنب المواجهة مع المليشيا في لحظة لم تكن الظروف فيها لمصلحة الجيش

ما يجب أن يعلمه البرهان أن السبيل الوحيد لنجاته الشخصية هو سحق هذه المليشيا تماماً، ذلك ربما يغفر له أخطاءه وتقصيره ويغير نظرة الناس تجاهه. شخصياً لا أميل إلى تخوين البرهان، وأتبنى تحليل يرى بأن الجيش وعلى قيادته البرهان كان تحت ضغط رهيب منذ أبريل 2019 وأن البرهان كان يحاول تجنب المواجهة مع المليشيا في لحظة لم تكن الظروف فيها لمصلحة الجيش. هذا تحليل قد يصيب أو يخطئ. ولكن المهم هو ما يظنه أكثر الناس، حتى لو كانوا على خطأ. فهناك نظرة تشكيكية متنامية تجاه البرهان وتحمله كامل المسئولية لتمدد المليشيا ولوضع الجيش الحالي، بل أكثر من ذلك هناك من يتهمه بالخيانة ويطالب بعزله علناً. هذا رأي يتزايد كل يوم.

لذلك، فإن أي تسوية تبقي على المليشيا، بغض النظر عن حيثياتها والظروف التي فرضتها ستعني نهاية البرهان. إن لم يطيح به الجيش فسيطيح به الشعب، ولن تحميه بندقية المليشيا حتى لو تحالف معها. أي نتيجة لهذه الحرب غير هزيمة المليشيا بشكل كامل سيتحملها البرهان. أي تسوية تبقي على المليشيا ستعني نهاية البرهان ولن تحميه أمريكا والوسطاء.

ما يجب أن يعلمه البرهان أن مصيره الشخصي بات معلقاً بانتصاره في هذه المعركة، وأي نتيجة غير هذه لن تُقبل منه وسيترتب عليها تحميله المسئولية عن كل ما حدث للشعب للسوداني خلال هذه الحرب. فإذا كان البرهان يعمل لمصلحته ويريد الاحتفاظ بمنصبه، فإن ذلك لن يكون بأي حال من الأحوال من خلال تسوية تبقي على المليشيا.

الشعب السوداني سيأكلك بأسنانه يا برهان إن لم تكسب هذه الحرب بنصر ساحق.

حليم عباس
حليم عباس