هل مات حميدتي ؟
*_هل مات حميدتي ،_*
*ام ماتت إيغاد..؟؟*
شهدت الايام الاخيرة تصعيدا في المعارك الدائرة بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع،وتجي الدعوة التي أعلنت عنها منظمة( إيغاد) لكل من رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان وزعيم مليشيا الدعم السريع محمد حمدان حميدتي للاجتماع باديس ابابا في ظل غموض بسير المعارك،وتكرار اخبار ظلت متداولة خلال الشهرين الماضيين بموت قائد الدعم السريع “حميدتي” الذي اختفى ظله تماما عن الواقع…فالي اي مدي تقيم ظروف الأوضاع ضمن غموض الساحة السودانية والمبادرة الايجادية وابعاد رفض البرهان الدعوة.؟
الدعوة التي تقدمت بها منظمة إيغاد لطرفي الصراع للاجتماع باديس ابابا للتوصل لسلام، وجهت مباشرة لكل من قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وزعيم مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”،وهي ليست الاولي في مبادرات ايجاد حيث سبقها اجتماع للمنظمة بجيبوتي خلال الايام الماضية،وسبق كذلك لحكومة السودان رفض مماثل لمفضيات أجندة المنظمة لاعتبارات ،وتشكك في توجهاتها الحيادية بحيثيات مواقف سياسية ظلت مرفوضة للقيادة السودانية،وهذا ليس بجديد..!
(دعوة ميت)
الجديد في الدعوة الحالية التي تقدمت بها المنظمة الاقليمية لكل من البرهان وحميدتي وبغض النظر عن ابعاد اخرى، كونها تحيي قضية ما يشاع عن موت قائد الدعم السريع”حميدتي”،وهي معلومة ظل يتداولها السودانيون عن تسجيلات، وتصريحات لشخصيات سودانية قريبة من الحقائف عن موت قائد الدعم السريع “حميدتي” نتيجة إصابته في بداية المعارك وفشل الأطباء في انقاذه،بل واستشهدت بعض الروايات بدفنه في مقابر الكلاكلة جنوب غرب الخرطوم.
(شهادة الغارديان)
بعد الأسابيع الاولي من بدء الحرب لم يظهر “حميدتي” في اي من اللقاءات عبر وسائل اعلامية ،سواء وسط جنوده او حتي اطلال علي المواقع التي تستولي عليها مليشياته كنوع من الدعاية.
وكان تقرير لصحفية الغارديان البريطانية الشهيرة صدر الشهر الماضي بواسطة مراسلة الصحيفة زينب محمد صالح قالت فيه الصحيفة انها استمعت لتسجيل لقائد الدعم السريع “حميدتي” خص به مراسلة الصحيفة بالخرطوم عن جملة من إلانجازات.. ليعطي هذا التقرير المسجل دلالة غموض اخرى في قصةاختفاءه،حيث لم يتاح لمراسلة للصحيفة مقابلة قائد الدعم السريع”حميدتي” ،ولم يشار الي اسباب عدم مقابلته شخصيا، وهو ما كان يمثل فرصة هامة لقائد الدعم السريع للحديث عن قناعاته وانجازاته لكل العالم عبر الصحيفة الغربية الشهيرة.
ظلت الروايات التي تتداول في موت زعيم الدعم السريع “حميدتي”متنوعة المصادر ،من اهمها ما ادلي به رئيس حزب الأمة-الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل في تأكيده لموت محمد حمدان “حميدتي” مؤخرا،وجاءت تأكيدات اخري من شخصيات ورموز سياسية وصحفية،الي جانب تسجيلات لعناصر الدعم السريع فيما بينهم.
(تكذيب لم يكتمل)
تضيف دعوة المنظمةالاقليميةايجاد والتي تتحدث عن جمع الجنرالين المتحاربين باديس ابابا بعدا جديدا..يلفت الي كونه تكذيب لكل روايات موته ..وأحياء اعلامي جديد له،بعد قضية موته التي لم يصدر بيان رسمي من قيادة الدعم السريع بشأنها،كما لم يصدر من طرف القوات المسلحة ما يشير الي ذلك ،ولكن يرى البعض أن ظروف المعارك ربما تكون عاملا اساسيا في هذا الغموض الذي لم ينقشع بعد..كما هناك من يرجع رواية الموت كذلك الي تكتيك يتبع في ظروف المنافسات السياسية بابعاد القيادة لفترة زمنية سواء لعوامل (نفسية) نتيجة لما ارتكبته من فظائع يرجى الهاء الناس عنها، او عمل عكس اعلامي وزوبعة لظهور من جديد ليعطي ذلك دعاية اعلامية،وهذا الأسلوب معروف لدى الكوادر اليسارية في العالم اجمع.
(أحياء الغموض)
عموما تحيي دعوة إيجاد من جديد قضية الغموض في موت او حياة قائد الدعم السريع محمد حمدان “حميدتي”.وربما يكون اهتمام السودانيين في خبر موت او حياة “حميدتي” اهم بالنسبة لهم من مدخلات او مخرجات منظمةإيجاد في جمع الطرفين ..ليس لان قضية السلام ليست هامة بالنسبة لهم، ولكن لان منظمة إيجاد في نظر الكثيرين ليست في مقام سلام يزجى للساحة السودانية بوزنها الاقليمي الضئيل،الي جانب
حيثيات اخرى اقلها “عدم ادانتها لما ترتكبه مليشيات الدعم السريع من اعمال وجرائم قتل وسرقة، واغتصاب وابادة في حق السكان السودانيين سواء في مدن دارفور او غيرها من اماكن.”
– هل تمثلت أهمية دعوة (إيجاد) في كونها كانت مؤملة لتفكيك إشاعة موت قائد الدعم السريع (حميدتي)..؟
وهل رفض البرهان لها يجعلها هباء لا يكمل لنا صورة حميدتي حيا او ميتا.؟!
*دكتور هاشم علي حامد* –
*كاتب سوداني*
الراصد الإثيوبي – أديس أبابا
الأثنين 10 يوليو 2023